صالح أبو طويلة
الحوار المتمدن-العدد: 6051 - 2018 / 11 / 11 - 19:33
المحور:
حقوق الانسان
تابع المثقفون الأردنيون بقلق بالغ ما تعرض له المفكر الأستاذ يونس قنديل الأمين العام لمؤسسة مؤمنون بلا حدود من عملية إرهابية تضمنت اختطافه من سيارته في مدينة عمان ونقله ليلا إلى غابة نائية، ومن ثم تعذيبه بطريقة وحشية من قبل عصابة تكفيرية، ومن ثم إلقائه مرة أخرى في الغابة النائية، وجاءت هذه العملية الوحشية معبرة عن مدى القسوة والوحشية والرغبة في إفناء الآخر المخالف في الرأي والفكر و التي يتوفر عليها أصحاب الفكر الظلامي.
وقد جاءت تلك العملية عقب تحريض معلن ومنظم مارسه نائب أردني يمثل تيارا إسلامويا متطرفا ضد مؤسسة مؤمنون بلا حدود التنويرية والتي تم منع مؤتمرها الفكري قبل أسابيع في العاصمة عمان عقب تدخلات من قبل هذا التيار المتطرف وصفقات عقدت بالخفاء، وما تبع هذا التحريض من وشايات كاذبة لدى الحكومة الأردنية، ومن تجييش لفرق الذباب الإلكتروني المرتبطة بهذا التيار المتطرف فكرا وسلوكا، والذي لا زال يمارس أساليب العنف الرمزي على مواقع الشبكات الاجتماعية ناشرا خطاب الكراهية والإقصاء والتحريض والتكفير، وليس غريبا على تلك المجموعات التي تدعي الوصاية على عقول وقلوب البشر، وهي ترمي إلى تخويف وتهديد كل مفكر حر يسعى إلى إصلاح المجتمعات المحلية في الأردن.
تمارس التيارات المتطرفة المنتشرة على مواقع الشبكات الاجتماعية بلطجة فكرية وعنفا رمزيا يتمثل بإسقاط الرموز الفكرية والمثقفة وتحريض العامة والغوغاء عليها بمختلف السبل وكافة الاتهامات، فهي لا تملك أسلوب الحوار والنقاش العقلاني في فضاءاتها العمومية، وهي تشعر بالمخاطر المحيطة بها عقب انتشار الجماعات المثقفة التي تسعى لإحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات من خلال بث روح الحوار المتمدن والعقلاني ومناقشة المقولات السائدة.
إننا ندين بأشد عبارات الإدانة والاستنكار ما تعرض له الأستاذ يونس قنديل من تعذيب وحشي استخدمه فيه السكاكين المحماة بالنار والأدوات الحادة كما نطالب الحكومة الأردنية بالكشف عن العصابة المجرمة وتقديمها إلى القضاء لتنال عقابها الصارم، كما أننا ندين حملات التحريض والتشويه والتكفير التي يقودها نواب إسلامويون في مجلس النواب الأردني والتي تكشف عن مدى فقرهم المعرفي والفكري ورغبتهم في إقصاء وإسقاط إلى فكرة تناوئ أفكارهم الظلامية التكفيرية.
#صالح_أبو_طويلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟