ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 6051 - 2018 / 11 / 11 - 18:41
المحور:
سيرة ذاتية
في مثل هذه الأيام الخريفية الساحرة منذ أكثر من عشرين عاماً، ذهبتُ وابني (ربيع) في رحلة صيد إلى الطبيعة، التي أُحِبُّها في هذا الفصل أكثر من أيّ فصلٍ آخر. ولم يكن ابني قد تجاوز الرابعة من العمر.
ولدى وقوفي فجأةً بعد أن تراءى لي طيف طيرٍ يتحرّك في أغصان شجرة، وجّهتُ بندقيتي مسدّداً. وإذ بولدي يشدّني من بنطالي متسائلاً بغضب واستنكار:
- بابا! ماذا تفعل؟!
أسدلت البندقية قليلاً ووضعتُ سبّابتي بشكلٍ متصالب على شفتيّ محذّراً بهمس، أن يصمت.
لكنه عاد وسأل مغتاظاً وقد أبرق في عينيه فزعٌ خاطف:
- حرام عليك بابا.. هذا العصفور له أهل وسيفتقدونه إذا ما اصطدته.. هل ترضى أن يصطادني أحد ما؟!
نظرتُ إليه متأمّلاً، أحسست بأطنانٍ من الحزن تنهمر عليّ لا تداويها كل أفراح الدنيا. ألقيت البندقية على الأرض وغمرته وأنا أقسم له بأنني لن أصطاد عصفوراً بعد الآن ما حييت.
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟