اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6051 - 2018 / 11 / 11 - 12:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما استرعى انتباهي في محاضرات الكاتب المصري يوسف زيدان هو تجاوزها للإطار الأكاديمي المسور بأسوار منيعة من المحرمات ، وانفتاحها على جمهور من المستقبلين متنوع طبقياً وعمرياً وجنسياً . وبعد عصر ( النهضة ) العربي الذي لم يعرف الجمهور فيه نهضويين ، بالمعنى المعروف للنهضوي الذي يهز المنظومة الفكرية الساءدة بوابل من الاسءلة ، والذي ظل فيه الفقيه المفسر للقران ، والفقيه الذي يناقش مستجدات العصر بلسان ماضوي ، هو الذي يقطع جمهوره الشوارع ، يفتح يوسف زيدان عصراً جديداً يطل منه المثقف النهضوي مخاطباً ومتفاعلاً مع جمهور واسع لم تجبره سياط الدين ولا سياط السلطة على الحضور : جمهور غير صامت ولا مستسلم لما يقوله ولي الامر الروحي من الفقهاء ، او ولي الامر السلطوي من رموز السلطة : يختلف او يتفق مع اطروحات المحاضر ، لا فرق ، فهو في الحالتين يسهم بصناعة ظاهرة جديدة في عصر النهضة العربي الجديد ...
هل يعود السبب في كثافة الحضور وتنوعه الى نجاح أسلوب الكاتب في نقل اخطر الثيمات التي تهم الجمهور وجعلها ميدان حبكته الرواءية ، ام يعود الى معرفته الواسعة تاريخياً بهذه الموضوعات وموقف العصر منها ، ام يعود السبب الى موهبة المنماة ثقافياً باخطر اسءلة العصر المتدامجة مع اخطر الاسءلة الوطنية التي تواجهنا ، ومعرفته بالسمين منها وفرزه الطالح السطحي منها ونبذه ...
انا لست بصدد الإجابة على مثل هذه الاسءلة إنما بصدد الإشارة الى ظاهرة جديدة تتخلق بين يدي الاوان الذي نعيش مفادها : ان الكاتب لا بد وان يكون مفكراً لكي يحضى بمثل هذه الشعبية ، ولا يمكن له ان يكون مفكراً ان لم يكن مستوعباً بشكل شمولي تاريخياً وعصرياً لنوع الاسءلة التي يطرحها : وان يكون قد خرج محتجاً في هذه الاسءلة على الأسطوانة المشروخة لمعادلة : الاصالة والمعاصرة التي سادت العصر ( النهضوي ) السابق التي لم تكن سوى امتداد : لمعادلة العقل والنقل او المواءمة بين الشريعة والعقل ..
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟