أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد كشكار - كِذبة هجرة الفقراء من الدول الإفريقية إلى الدول الأوروبية!














المزيد.....


كِذبة هجرة الفقراء من الدول الإفريقية إلى الدول الأوروبية!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6049 - 2018 / 11 / 9 - 09:47
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الفقراء لا يهاجرون، لا لأنهم لا يبغون بل لأنهم لا يقدرون على دفع مصاريف الهجرة الباهظة (جيبه فارغ أصلا وإلا لَما سُمِّيَ فقيرًا)، مثل ثمن الفيزا ومقابل التنقل العادي أو السرّي (الحَرقة)، وعكس ما يعتقد الكثيرون، لا يهاجر إلا الأغنياء ومتوسّطي الحال القادرون على تغطية مصاريف هجرتهم.
"تزيد الهجرة كلما انتقل البلد الأصلي من مستوى الفقر إلى مستوى النمو الاقتصادي: تتمثل الأسباب أولاً في انخفاض نسبة الوفاة خاصة لدى الأطفال نتيجة ارتفاع مستوى الصحة، وثانيًا في ازدياد نسبة الشباب في المجتمع وهؤلاء الأخيرين هم الشريحة الأكثر تَوقًا للهجرة. أما إذا وصل هذا المجتمع إلى مستوى عالٍ من الثراء، فالهجرة تنقص ويصبح البلدُ مستقبِلاً لمهاجرين وافِدين من دولٍ أقل ثراءً، إلا في حالات استثنائية قد تقلب الموازين رأسًا على عَقِبٍ (حرب، انهيار اقتصادي، أزمة سياسية). (...) بين 1960 و2010، زادت الهجرة في 67 بلد عندما انتقل مواطنوهم من مستوى دخلٍ ضعيفٍ إلى مستوى دخلٍ متوسط. (...) الفيلسوف الفرنسي فرنكيلكروت، قال: كنّا نظن أن الإعانات التي نمنحها للدول الإفريقية سوف تساهم في إبقاء الأفارقة في أوطانهم فاكتشفنا أن السهم ارتدّ إلى نُحورِنا. (لوموند ديبلوماتيك، نوفمبر 2018).

أسوق لكم أمثلة تأكد وجاهة التحليل أعلاه:
- هجرة الأدمغة التونسية الأخيرة إلى أوروبا وبعشرات الآلاف: أطباء، مهندسون، 3000 أستاذ جامعي، آلاف الطلبة من عائلات غنية ومتوسطة (كُلفة الواحد لا تقل عن 30 ألف دينار. مرة طلبت مني ابنتي الطالبة حقوق تسفيرَها للدراسة بفرنسا. قلتُ لها: لا أقدر لأنني العائل الوحيد بأجر أستاذ ثانوي. حصلت على الإجازة في تونس وشاءت الأقدار أن تتزوج من جمني كندي ثم تنفصل عنه وتستقر في كندا كمقيمة وترجع تدرس المحاماة في أرقى الجامعات الكندية بفضل كرم الدولة الكندية، الله يرحم والدين والديها).
- المليون سوري الذين هاجروا أخيرًا إلى ألمانيا، جلهم ينتمون إلى طبقات متوسطة استطاعت أن توفّر بعض آلاف الدولارات ثمن العبور غير القانوني (الحَرقة بالتونسي) الذي دفعوه صاغرين لِمهرّبي البشر والمتاجرين بآلام الناس أغنياء الحرب الفاسدين الفاسقين، وليس صدفة أن ترحّب بهم ألمانيا بارك الله فيها. يوجد بينهم آلاف الأطباء والمهندسين والفنانين والحِرفيين.
- حتى الهجرة الداخلية في تونس خضعت جزئيًّا لهذا المنطق: بعض العائلات المتوسطة هاجرت من الجنوب إلى الشمال من أجل مرافقة أبنائهم الطلبة، امتيازٌ لا تقدر عليه العائلات الفقيرة. وإن حدث وانتقل الفقراء من الريف إلى العاصمة فبحثًا على لقمة العيش ويستقرون عادة في الأحياء القصديرية التي تحولت مع النمو الاقتصادي إلى أحياء شعبية والحمد لله مثل الملاسين وحي التضامن، والخوف الكبير أن تَنْبُتَ من جديد أحياءٌ قصديريةٌ أخرى جراء الاتفاقات التجارية مع أوروبا (Alena) التي ستفتح أسواقنا الداخلية لمنافسة غير شريفة تُفقِّرُ فلاحينا في الشمال الغربي فيهجرون أوطانهم بحثًا عن لقمة العيش كما فعل أجدادهم في بداية الاستقلال وربّي يستر.

مصدر الإيحاء:
Référence: Le Monde diplomatique, novembre 2018, «Le mythe de la ruée vers l`Europe. Immigration, un débat biaisé», par Benoît Bréville, pp. 1 et 16

إمضائي
أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه!
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هويتي: هويةٌ واحدةٌ أم هويةٌ متعددةٌ؟
- تمجيدٌ ودفاعٌ عن مجانية الخدمات.
- ردٌّ وديٌّ وموضوعيٌّ على نصيحةٍ صادقةٍ قدّمها لي زميلٌ متديّ ...
- عقدة أوديب (الابن يتمرّد على أبيه): يبدو لي أن حزب النهضة ال ...
- يساريي غير ماركسي وغير ملتزم حرفيا بمقولات اليسار الماركسي ا ...
- محاضرة علمية -هل نُدرّسُ معارفَ أو قِيمًا في حِصَصِ العلومِ؟ ...
- ما هي العناصر المتوفرة في بيئة جمنة الخمسينيات التي تركت أثر ...
- كلمة حق في جار حق: جمنة الخمسينيات تعطي درسا في الجيرة الطيب ...
- شهادة على العصر: تجربتي كأستاذ تونسي متعاون في الجزائر.
- دعوة ثقافية
- جمنة وكل قُرَى تونس الستينيات تعطي درسًا في التنمية المستديم ...
- بعضُ مسبّبات الغش والعنف التلمذي؟
- حذار من مرض السكري؟
- الحزب الشيوعي والبوكت والوطد، هم وحدهم تقريبًا الذين يتحمّلو ...
- الضريرة المستنيرة.
- إهمال العامل الداخلي العربي المتسبب في الاستعمار و الإمبريال ...
- و الأذن تري قبل العين أحيانا.
- تكوين المدرسين في الإعلامية قبل تكوينهم في الإبستومولوجيا و ...
- هل العلم موضوعي أم متحيّز؟
- التلميذ لا يتحمل مسؤولية الغش في الامتحانات وحده.


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد كشكار - كِذبة هجرة الفقراء من الدول الإفريقية إلى الدول الأوروبية!