|
محطات سورية ( 5 ) النائب والوزير
بدرالدين حسن قربي
الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 07:58
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
بعد أن نفد السيد/ عبدالحليم خدّام النائب السابق للرئيس السوري (بريشه) كما يقال، (وفقع الزومبة بتاعه) تمّ تعيين السيد/ فاروق الشرع وزير الخارجية السابق - وهو خصمه التقليدي والمكشوف - في منصب ومكان النائب المنشق عن النظام. وكي لاتبقى الأمور سايبة مع النائب الجديد أو تحدثه نفسه بسوء - لاسمح الله- كما الذين من قبله لأن النفس أمارة بالسوء، فيتكرر ماكان من النائب السابق، فأخذوا الطريق من قصيرها واختصروا المشوار وعينوا له معاوناً وأيّما معاون وبمرتبة وزير أيضاً، إنه اللواء المتقاعد محمد ناصيف خير بك (72 عاماً). رجل أمن له تأريخه القمعي والمخابراتي الحافل في جهاز أمن الدولة العتيد ولعدة عقود، إضافة للعديد من أفراد عائلته الكريمة، الذين أمسكوا بمناصب أمنية غليظة ومهمة. فهم جميعاً من ابن الأخ والأخ وأخيه وأخيه، كلهم خلقهم ربي أصحاب اختصاص في البطش والقمع، والعمل الأمني والمخابراتي فيهم (سـوسـة)، ودعم المستبدين والعمل في الزنازين لا تحلو حياتهم من دونه وحتى لو تجاوزوا من العمر السبعين. هو – بامتياز – أحد أكبر جلادي النظام البعثي الأسدي، فهو إضافةً الى ترؤسه جهاز مخابرات أمن الدولة، كانت له من لبنان حصة كغيره من أكبارها، ذلك أن الرئيس الراحل الأسد الآب قد مسّكه الملف الشيعي اللبناني ومن خلال هذه الإطلالة على الشأن اللبناني لم يكن الودّ بينه وبين السيد خدّام على مايرام، هذا إن لم يكن مفقوداً بل معدوماً. وهو فوق كل ذلك كان مكلفاً بالإشراف على رعاية شؤون أولاد الرئيس الآب والذين كان منهم طبعاً ولده الرئيس الحالي بشار. ولاشك أن السيد اللواء معاونٌ من طراز مختلف، تعطي متابعته ومراقبته – من خلال موقعه الجديد- للعلاقات الخارجية والدولية والدبلوماسية طَعْمَاً مختلفاً للمرحلة القادمة، يعني أن الأمن والملاحقات الأمنية ومتابعة العباد خارج البلاد - ليس لمضايقتهم أو العمل على تصفيتهم لاسمح الله - وإنما لحل مشاكلهم والعمل على راحتهم، كما يعني أن رجل الأمن والمخابرات في كل مكان يمكن أن يدخل منه نسيم حرية أوعبير ديمقراطية. بالطبع يأني هذا التعيين ليكون استكمالاً لتأسيسات وتحديثات مخابراتية أمنية قد استحدثها نظام الرئيس الابن مما فاتت على المرحوم - أو بعبارةٍ أدق لم تفت عليه ولكنه كان ممسكاً بها ويديرها بشخصه - كاستحداثِ مكتب الأمن القومي (وليس القطري) للحزب ، وتسليمه أيضاً إلى عتلّ متقاعد من أكابرها هو اللواء هشام بختيار، الذي كان قد عمل كجلاد وبطّاشٍ دمويٍ لايشق له غبار، وترأس جهاز المخابرات العامة لعقود عدة مما يعني أنّ أعمالاً مجيدة ومهماتٍ مديدة وممتدة من الماء الى الماء ( من المحيط إلى الخليج) تنتظره وليس في سـورية فحسب. هذا وفي نفس الوقت الذي أعيد فيه اللواء المتقاعد السيد/ بختيار، تمت إعادة صنوه الآخر اللواء/ محمد سعيد بختيان للقيادة القطرية لحزب البعث وتسليمه منصب الأمين القطري المسـاعد وليكون الشخصية الثانية في الحزب بعد الرئيس الأسد الابن، وبالطبع يحفظ تاريخ القمع للواء/ بختيان أمجاده الحافلة في هذا المجال. إن التأسيسات والتحديثات الأمنية المخابراتية الجديدة التي طرأت على أماكن ومواقع يفترض أنها مدنية، تعني أن القالب غالب وأن الأمن والمخابرات لكل الناس وفي كل مكان، ولئن غفلوا عن مواقع مدنية كان يفترض بها الوجود المخابراتي فيما فات، فهم مقبلون على سد هذه الثغرات فيما هو آت، وإعادة الهيكلة لدور أجهزة الأمن في المقبل من الحادثات. وتعني أيضاً التأكيد للعالمين المرة تلو المرة أن القمع والبطش هو أساس بناء الدولة السورية وروحها وأن الناس و(هالعالم مابيجو إلا بالضرب والقتل) وهكذا تكون المخابرات قائمة بواجبها في خدمة الشعب. كما تعني فيما تعني وبشكل رئيس أن مندوب القصر الرئاسي للمهمات الأمنية الخاصة والحساسة ولاسيما إلى أمريكا أصبح الآن قاب قوسين أو أدنى وفي موقع قريبٍ قريبٍ. إن المنصب الجديد للسيد/ ناصيف معاوناً للسيد/ الشرع يعني فيما يعني أن النظام السوري مقبل فيما هو مقبل على مزيد من القمع والقهر والفساد في جمهورية الخوف، وأن دولة الأمن والمخابرات ماضية إلى قدرٍ معلوم. لقد كان السيد/ الشرع الوزير السابق للخارجية يحتاج إلى موعدٍ مسبقٍ لمقابلة السيد/ محمد ناصيف خير بك وقد يوافق أو لا يوافق، وأمّا اليوم فالأخير بات معاون للأول (سبحن مبدّل الأحوال). ولكن يبقى السؤال وبعيداً عن القرارت: من النائب ومن المعاون !!؟ ومن يعاون من..!!! [email protected]
#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
..!! ؟المعارضة السورية و خدّام هل إلى تفهّمٍ من سبيل
-
دعوي سورية النظام على السيد عبدالحليم خدام
-
المعارضة السورية ..؟ الغاء قانون الطوارئ أم الغاء حالة الطوا
...
-
النظام السوري والمعارضة 1
-
ليل السجون السورية هل له من آخر
-
النظام السوري والمعارضة 2 / 2
-
النظام السوري والمجتمع الدولي الى أين ؟
المزيد.....
-
الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر
...
-
لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح
...
-
مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع
...
-
-حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم
...
-
هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
-
فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون
...
-
ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن
...
-
محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|