أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - الله ... (1)














المزيد.....


الله ... (1)


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6048 - 2018 / 11 / 8 - 19:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أإن المدخل الى الإسلام هو الإيمان بالله..

في أدبيات المسلمين و تراثهم المستخلص من تدبر القران الكريم يعد اسم الله علما على الذات المقدسة..

و هو عند المسلمين بداية الطريق نحو تحقيق معنى الإسلام بالإيمان بالله ذاتا مقدسة جليلة و كريمة يحمدونها و يمجدونها..

كيف يحصل الإيمان بوجود الله عند المسلمين :

يدرك وجود الله بالفطرة الإنسانية أساسا و ليس بالمعرفة و العلم المركب إلا بالتبع..

و موضوع الإيمان لا يقوم بالضرورة على الحجة و البرهان و المعرفة و الدليل حتما بقدر ما يقوم أساسا على الحالة الفطرية و الطبيعية للإنسان بعيدا عن تعقيدات الفلسفة إلا دعما و سندا و استئناسا..

الإنسان يألف الموجودات بمشاهدتها و تكرار ظهورها للعين المجردة و تارة للعين الإصطناعية و المجهرية..

الإنسان إنتباه و يقظة و تعود و عادة habitus و غفلة و وعي أنطولوجي و تأثر بعوامل شتى معقدة تحيط به و تؤثر عليه و تستغرقه و تساهم في صناعة وعيه و تمثلاته..

و هي متداخلة مركبة و معقدة في تشكلها و ردها للدليل العلمي فقط أو الإعجازي أو البرهاني أو العرفاني اختزال و اختصار و قفز على طبيعة بنيتها التركيبية ..

فهي حالى مركبة و معقدة لا تخضع للحسابات العلمية و ليس حقلها المعرفة فحسب..

لا يرى كثير من الخلق عظمة الخالق في خلقه لشدة ظهورها و تكرارها و تعود الحواس عليها و درجات الوعي بوجودها و ظهورها و طبيعة ذلك الوعي و الإحساس..

و مستوى التمثل و التفاعل و الإنفعال الوجداني و أيضا تعذر الحواس حينا عن إدراك اثار الخلق فيها لتكرار ظهورها حتى قيل " شدة الظهور تولد الخفاء"..

و لا يرى بعضهم اثار الخلق بسبب التشويش الأنطولوجي و العلمي تفلسفا و اختبارا للموجودات و بحثا في كنهها و سبرا لأغوارها بل بحثا فيها و في جينيالوجيتها و أصلها و ماهيتها و علاقاتها بغيرها..

و أيضا من عوامل الحجب و الخفاء ما يحف العالم و الباحث في مخبر العلم و البحث من هالة و سطوة نزعة الإلحاد و المادية و التيؤ و الاستلابات و العدمية ..

و الرغبة كشهوة صنعتها العربدة المادية في التمرد على الربوبية و نسبة بعض منها ترببا في محراب الإكتشافات العلمية..

و من ثمة فمسار العلم كثير العقبات قليل منه اليوم للأسف موصل للإيمان و إدراك عظمة الخالق و اثاره و التيقن من وجوده..

و ذلك القليل هو المعني بقول الله تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء " - قران - و هذا علم معزز للفطرة السليمة و دعامة لما في القلب من رواسب الفطرة غير المشوهة الخالية من العربدة و الإستكبار..

و قد تكون الحالة الإيمانية حالة قلبية و عقلية متناوبة على الإنسان تقر في الدواخل و تستقر في العقول..

يأتي تبعا لها إنشاء أدوات الحجاج و البرهان و المنطق و الفلسفة المؤمنة..

و إلا فإن جل الفلاسفة في سياق التشويش الأنطولوجي و تبرج العلم عربدة و استعلاء و طغيان المادة و نموذج المادة السائد الناتج عن مسار العدمية الغالبة على التفلسف اليوم و على مسار تشكل العلم في سيرورته..

لذلك ترى نسبة هامة من الفلاسفة المحدثين ملاحدة و نسبة هامة من علماء الكون و الفيزياء النظرية على ملة الإلحاد و نفي المطلق ليس بسبب كشوفهم و علمهم لكن بسبب سيادة النموذج العدمي و اللأدري و النافي للمطلق..

تماما كما هي الحالة الإيمانية حالة وجدانية - قلبية - عقلية و بعدها إدراكية فإن الإلحاد و إنكار وجود إله خلقنا و خلق الأكوان les univers أو الكون الواحد ..

هي أيضا حالة وجدانية - قلبية - عقلية نفسية تتجاذبها عوامل شتى تبدأ من الطفولة إلى مختلف مراحل النشأة ..

الحالة الإيمانية غير متصلة بالكشوفات العلمية و لا بالحجاجات الفلسفية التي تسند ثمرة القلب و العقل إيمانا أو نفيا لوجود الله..

و من قال إن علماء الكون و مختلف العلماء إنما ألحدوا بسبب كشوفاتهم و نتائج بحثهم كان الجواب على ادعاءه كلا..

بل للحالة الأنطولوجية التي تحفهم متمثلة في تلك الكينونة المادية الرهيبة المفزعة التي تشد الناس و تجرهم و تمارس سطوتها عليهم..

فتستعيض حالة الخوف بحالة التمرد و التفرعن و الطغيان بالمادة و عالم الأشياء على الله الذات المقدسة نافذة من غير سلطان العلم بل بسلطان الشيء و المادة..

و تحقيقا لحالة قديمة يعرف بها الدهريون " إن هي إلا أرحام تدفع و أرض تبلع و إنما يقتلنا الدهر فنموت "

العلم يمارس بمونولوغ المرتهن للمادة و المستلب إليها و الخاضع لسطوتها و المغيب على القوة الغيبية تمسكا و إنشدادا و إغترابا لمادة تسلبه وعيه و يقظته و تبصره فينتصب حجاب الجهل باسم العلم و حجاب المادة ليستبعد الروح..

لا أعتبر الحالة الإيمانية حالة عرفانية صرفة صوفية و نورا يقذف بل حالة يتناوب فيها القلب و النفس و العقل و الإدراك بالتبعية لاحقا..

الفلاسفة اليوم يلحدون ( باستثناء الوجوديين الإيمانيين و بعض الظواهريين أو الفينومينولوجيين و قد يكونون موضوع حديث لاحق ) لأنهم يشكلون ظاهرة إغتراب فريدة تجرهم و تأسرهم ..

فالنموذج و النسق و النمط و اللانسق يقيدهم و يسجنهم ينتجونه و ينتجهم و هو نموذج عدمي Nihiliste بامتياز يشظي المعنى و بالترابط القيمة و نموذج عبثي هو محصلة سيرورة الحداثة و ما بعدها و المابعديات اللامتناهية ..



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل يسكنني..
- العقل التوحيدي في التاريخ : من هنا نبدأ و نشتغل
- في المفكر الكبير حاج حمد و ما خفي كان أعظم ...
- تيقظ يا ابن بيه .. يا شيخ ..ما أحلى رغد العيش ..
- في مقولات الأكثرية و الأغلبية و إرادة الأمة و الحاكمية الاله ...
- عذرا - نيتشه - لقد إتفقنا و تصالحنا ..و إلهنا هو إلهك..
- في المغلق و المفتوح
- ألقوا بها في البحر ...ديفيد هيوم
- الأمركة لا تعني أن تقبل أمريكا رؤية نفسها في مراة الأطراف
- السنة ليست قاضية على الكتاب ..
- التجديد شعارا و التجديد ثورة عميقة في العقل و منظومة الفهم . ...
- في الفلسفة و الفكر و العلوم الأساسية و التجريبية..
- الجزائر : في العلاقة الرخوة لبعض المعربين بلغتهم تزلفا للأصو ...
- مداخل النظر و التأسيس في الفكر السياسي الإسلامي..
- نحو قراءة تحليلية نقدية لمنجز مالك بن نبي الفكري حول النهضة ...
- هل يكون الفيلسوف فيلسوفا و مفكرا بعدد الكتب الورقية التي كتب ...
- الجماعات و الدول الإسلامية و المال المبعثر
- صقيع الذاكرة نص بلا هوية..
- أيها التراثي المستلب..
- في الجزائر : غنغرينا الأعراب و المفرنسين المنتهية صلاحيتهم..


المزيد.....




- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة بلحاج صالح - الله ... (1)