سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6047 - 2018 / 11 / 7 - 11:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أبلاد هذه ...
5/9
قال عبدالرحمان الكواكبي في طبائع الاستبداد " أشد مراتب الإستبداد هي حكومة الفرد المطلق ، الوارث للعرش ، القائد للجيش ، الحائز على سلطة دينية " .
أيّ بلاد هذه .. وقد ترامت أطرافها
شمالا وجنوبا
غربا وشرقا
فاختلط هواءها
وعليل نسيمها
بتلوث أصابنا بالاختناق
أخْرج صباحا وأعُدُّ الساعات
والدقائق والثواني
كي ينقضي النهار
ويحل الليل وأنتظر حلول الصباح
أنْ يعود النهار
وأحسب الساعات تلو الساعات
ان يحُل الليل سريعا .....
وأنام لكي التقي الصباح
وأدعو وأكابد أن ينتهي النهار
ليحل محله الليل ....
وهكذا أبلاد هذه ... هي بلاد قابلة للنسيان
.........................................
يُبدّل هذا الهواء شهيقي بفحم ،
فأغفوا على حلم الهواء الملوث والخطر ،
في الصبح أن لا يكون أمام بيتي صُدفة ، او أمام
قلبي ، الدم صارخا بضميري
أرفو رئات الناس بالكلمات فتدفعني ..
الى المدن التي فقدت أمْنها
تقاريرهم معلنة ، أنّي شهدت زورا ... فقلت
إن صوت الصراخ موجع ، وإن المدينة قد خلت من أهازيجها ،
والتاجر المُزوّد بالنّياشين ، إفتتح الليلة
دكاناً لبيع الدم ..
....................................................
يأتي الفقراء إليه فيجٌسّهم نخّاس يرتدي الأبيض
يُصنّف الزُّمُر المرغوبة ، يسحب مِنْ أبْهرِهِم
ما أمْكنه ، يحاسبهم بالقليل ، عن الكثير ، خلف ستار
لا يرى خلفه أحدٌ دمه .. ثم يمضي الفقير ..
الى الشارع أصْفر الوجه ، ويشتري لأولاده شيئا
من اللحم مِنْ سوق الكلب الرخيص ..
يغُشُّه تاجر آخر أصفر الوجه ...
ثم يأتي الى البيت ميتاً ، ليطلب في أول الصبح ،
من يفتش منزله ، بحثا عن مخابئ مشبوهة لجرّارِ
السّمْن والعسل المُصفى ...
وبقايا قطع من تاريخ أمته المنْسي والمُزوَّر
عفوا المَجيد .....
...............................................
أنا أرفو جزء الحكاية المُرِّ كي لا تصبح
الشكوى صراخا ... فيطلب من يصرخ متهما
بإقلاق الراحة والأمن العام
وأكذوبة إهانة الضابطة القضائية
إنّني – هكذا – مثل بلادي
أغُشُّ نبيذي .......
أبلاد هذه
أم بقايا أساطير من الشرق القديم ؟
أمْ حدُّ سكين مشى الحفاة عليها
باسم الصداقة والأبوة والبُنُوّة والنُّبُوّة
والنيابة عن الشعب الغشيم ؟
بلاد هذه ..يذكرها بالخير سكانها
ام بلاد قابلة للنسيان ؟
( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟