السيد كمال الحيدري في مواجهة الجمهور

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 6046 - 2018 / 11 / 6 - 22:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يتعرض رجل الدين الشيعي المرجع السيد كمال الحيدري الى حملة شعواء من قبل الجماهير فضلا عن بعض رجالات الدين من شيوخ وعلماء على خلفية ما صرح به في احدى محاضراته وهو يقول بالحرف الواحد ان زيارة اربعينية الامام الحسين مجرد خرافة ولا اصل لها .
هذه الكلمات اصبحنا نستمع اليها عن طريق يوتيوب تم اقتطاعه من احدى محاضرات الحيدري اخذ مفعولها يسري سريان النار في الهشيم لكي توجه للحيدري موجه من الانتقادات اللاذعة التي وصلت حد الطعن والتخوين من قبل بعض رجال الدين .
شخصيا لا اريد الدفاع عن مرجع دين بحجم السيد الحيدري فهو المسؤول الاول والاخير عن كلامه وافكاره وطروحاته الا اني وجدت نفسي ومن باب وضع النقاط على الحروف ملزما بأن اتناول كلام الحيدري بشيء من الاختصار.
الحقيقة ان الحيدري عندما صرح بان زيارة الاربعين لا اصل لها انما كان بصدد بحث حادثة وصول الصحابي (جابر بن عبدالله الانصاري ) الى كربلاء يوم الاربعين ولقائه بالامام زين العابدين وعيالات والده حيث اعقب اللقاء اقامة اول مأتم للامام الحسين فكان ان شكل هذا المأتم النواة الاولى لطقس زيارة الاربعين .
الحيدري شكك باصل هذه الحادثة التاريخية لاعتبارات وضحها هو خلال محاضرته التي تم اجتزاءها بشكل مقصود او غير مقصود اما الزيارة ذاتها من حيث اهميتها والتاكيد عليها فلا اظن ان الحيدري قد اغفلها او تجاهلها او دعا الى اعتبارها خرافة لا اصل لها من الوجود .
من جانبي ارى ان هناك خلطا واضحا بين الزيارة التي يؤكد عليها سائر أئمة الشيعة عن طريق المرويات المعتبرة وبين ما يحدث اليوم حيث تسير الجموع المليونية شيبا وشبابا نساءا ورجالا لايام قد تصل الى اسابيع وهي تقطع مئات الكليومترات وسط تعطيل شبه تام لمؤسسات الدولة العراقية ومرافقها العامة والخاصة هناك خلط واضح بين الزيارة كأمر وارد ومستحب وواجب في بعض الموارد حسب ما يذهب عامة الشيعة وخاصتهم وبين ما يحدث داخل العراق اليوم بشكل واخر.
لقد منع المتوكل العباسي الشيعة من زيارة الامام الحسين فكانت النتيجة ان اصر الشيعة على التواصل مع امامهم حتى لو كلفهم الامر ان تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف ، فالشيعة اليوم لا يواجهون اي تحد من اي نوع ، لذا عليهم ان يمارسوا زياراتهم بشكل سلس وطبيعي لا تكلف فيه ولا تصنع .
كذلك عليهم ان لا يسارعوا لاتهام الاخرين الذين يتناولون بعض مفاصل التاريخ او ينتقدون بعض الظواهر التي ترافق هذه الشعيرة او ذلك الطقس كما حدث مع السيد الحيدري .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات