أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - المصباح الوحيد في الشارع














المزيد.....

المصباح الوحيد في الشارع


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 12:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في احدى الليالي شاهد احدهم رجلاً يبحث تحت عمود نور عن شيء ما. اقترب من الرجل وسأله عم يبحث فقال: اضعت مفتاحي. قرر صاحبنا ان يساعد الرجل, لكن وبعد وقت من البحث دون جدوى سأله: هل انت متأكد انك اضعته هنا؟ فقال الرجل: لا, ولكنه المصباح الوحيد في الشارع, فأن لم يكن مفتاحي هنا فلا امل لي ان اجده.

أنا عراقي اعرف العراقيين واعرف حق المعرفة ان المشاعر الطائفية في العراق ليس لها إلا اساس بسيط مثله مثل الميل الذي يحسه كل البشر بشكل عام: بعض التحيز الى طائفتهم او قوميتهم او عشيرتهم او دينهم. هذا التحيز الإعتيادي البسيط ينتج النقاش الحاد حيناً واللطيف احياناً والنكات اللآذعة حيناً والمسرة احياناً. أنا احكي في كل مناسبة النكتة الجميلة عن السني الذي ذهب الى طبيب الأسنان وقال له "سني خايس", فقال له الطبيب: وهل يوجد "سني" ليس خايس؟ صديقي كوران لايعرف نكاتاً الا عن الأكراد وان سمع واحدة جديدة سارع الى الإتصال بي ليحكيها لي وهو يتفجر ضحكاً.

هذه النكات وهذا التمييز والنقاشات لاعلاقة لها بالعنف والتفجير والإرهاب والإنتحار. هذه الروح لا علاقة لها بتفجيرات مسجد براثا الوحشية اطلاقاً. هذه النكات والنقاشات وبعض الكتب والمقالات حيث تتبادل بعض التهم, هي اقصى ما نعرفه من عنف بين العلاقة الشيعية السنية في العراق ومن يحاول ان يقنعنا بعكس ذلك فهو واهم. فعدا هذا لانعرف من العلاقة بين الشيعة والسنة على التأريخ العراقي الذي تخزنه ذاكرتنا على الأقل سوى الود والتعايش والتضحية المتبادلة والتعاون والوقوف في خندق واحد ضد الإستعمار وضد الظلم وضد كوارث الطبيعة والزمن.

هل هذا كلام صحيح ام اني اقنع نفسي بما اود ان اقتنع به؟ ما انا متأكد منه ان العراق الذي عرفته كان يحوي شعباً اتصف بالطيبة والمحبة بشكل عام, اما ان كان قد بقي كذلك أم لا فأعترف انه امر يقلقني. لكن ان كان الأمر غير ذلك, وان العراقيين اصبحوا شعباً طائفياً متناحراً يسيطر عليه العنف.. فالحال ميؤس منه.
لذا فحتى ان كانت هذه هي الحقيقة فأني ارفضها وابقى اؤمن بطيبة شعب العراق وسلامة نفسه, وابقى ادافع عن ايماني هذا حتى ان صار خيالاً, فلعل هذا الخيال يتحقق ثانية ويصبح واقعاً من جديد, ان آمن به الكثيرين مثلي.

هذا هو مصباحنا الوحيد في هذا الشارع الطويل المظلم, وعلينا ان نؤمن ان المفتاح موجود تحته لكي لا يصيبنا اليأس. فنحن نعلم جيداً: ان لم يكن المفتاح تحت هذا المصباح, مصباح الطيبة والتسامح, فلا امل لنا ان نجده.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدأ مقهى ابو فاتح
- ما ايسر بيت قلته؟ هدية مشاغبة الى الحزب الشيوعي العراقي بعيد ...
- سلام عليك بلادنا
- إنه العشق يا نزار جاف
- الخيارات الأمريكية للعراقيين: علاوي أو الحرب الأهلية– سيناري ...
- لنمتنع عن ذكر الهوية الطائفية للضحايا: مشروع قانون لتفادي ال ...
- الذكرى الثالثة للتحدي بين الإنسان والكاتربيلار
- هولندا: امل بربيع يساري بعد شتاء يميني طويل
- هولندا: لنعبر عن امتناننا لليسار الأخضر بانتخابنا له غداً في ...
- لا ديمقراطية إلا في العراق: عشرة ادلة!
- خطوطك الحمراء شرفك..فمن لاخطوط له لاشرف له
- مراجعة حسابات معركة الكاريكاتير
- ثغرة الدرس الأول
- عهد شرف ضد التملق
- أعتذر باسم الشعب العراقي للباكستانيين والأمريكان
- المثقفون أحفاد الزرقاء: تحية متأخرة الى الحوار المتمدن
- ألقاه في اليم مكتوف اليدين: الحكومة العراقية القادمة
- تعالوا نراجع الأمر بهدوء : محاولة لإكتشاف الأرهاب
- تحليل الموقف العراقي بعد الانتخابات
- ديمقراطية اقسى من الدكتاتوريات: ثلاثين عاماً عقوبة التشهير ب ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - المصباح الوحيد في الشارع