نظرية النجاح والتحقق (3)

شريف الغرينى

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 22:07
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

بالطبع نحن فى طريقنا نحو نظرية علمية للنجاح والتحقق سنضع تفاصيلها فى الأبواب المتاخرة من هذا الكتاب وليس بخاف ولا غائب عن الكاتب عجلة المتابع القارىء ورغبته فى الحصول على النظرية فى اقسام ونقاط واضحة وبنود محددة مختصرة وبأقصى سرعة وهو ما سيحدث بالفعل و لكن ليس بأقصى سرعة ، واعلم ان هناك من يرى انى أتعمد الإطالة ، لكن الأمر سيتضح إذا ما ذهبنا بعيدا عن موضوع الكتاب ذاته ، واتجهنا مباشرة للحديث عن مفهوم ومعنى وتعريف النظرية واشكالياتها والتى منها سنفهم لماذا يجب علينا ابتداً أن نرسي مفاهيم ومبادىء ونتفق عليها قبل الوصول إلى النظرية الكاملة .
معنى كلمة نظرية فى العلم : هى مسالة أو قضيَّة تُثْبَت صحَّتُها بحجَّةٍ ودليل أو برهان. أما النَّظَرِيَّةُ في الفلسفة : فهى طائفةٌ من الآراء تُفَسِّرُ بعضها البعض.، وعلى سبيل التفصيل يجب أن نعرج تعريجا مفصلا على الدلالات و اشكاليات مفهوم النظرية :
النظرية عند العامة رأي أو فكر أو قول يقابله الفعل والممارسة والعمل والتطبيق ، فالإنسان النظري عندهم إنسان سطحي ربما يلمس الواقع لكنه لا يصطدم به وبالتالى فهو عندهم غير مفيد ، النظرية عندهم غير ذات قيمة بدون فاعلية أو نتيجة ملموسة أي أن النظرية عند عوام الناس تظل مجرد أفكار وتصورات وأقوال وآراء ليست ذات قيمة.، ولكن رأى الفلاسفة يأتى على عكس ذلك حيث كان أرسطو يقول: «الإنسان الذي يهتدي بمعطيات فن (بمعنى علم) من الفنون أعلى ممن ينتجون التجربة وحدها.
ولو بحثنا فى اللغة العربية لوجدنا اشتقاق كلمة "نظرية" من فعل نظر ينظر بمعنى رأى، أبصر، لمح، ووجه الشبه بين النظر بالعين والنظر بالعقل هو الإدراك. ولكن وجه الاختلاف بينهما يكمن في أننا بالعين نستطيع أن ندرك فقط ما هو محسوس احادى قابل للتصوير الفوتوجرافى في حين أننا بالعقل ندرك ما هو منطقى و معقول وشامل حتى لو كان غير منظور كليا أو جزئيا.
و في اللغة الفرنسية: تشتق كلمة (théorie)الفرنسية من كلمة (théoria) اليونانية المشتقة بدورها من فعل(théorein) بمعنى نظر ! ولاحظ وتأمل و كيف تلتقي الدلالة الاشتقاقية الفرنسية بل و حتى اليونانية مع الدلالة الاشتقاقية العربية. جاء أيضاً في" لسان العرب لابن منظور" بأن النظرية « ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدي إلى استعلام ما ليس بمعلوم ، وقيل أيضاً النظرية : طلب عن علم » فالنظرية ترتيب وتنظيم لمجموعة من المعلومات بطريقة تمكننا من الحصول على معلومات جديدة أي الانتقال من المعلوم إلى المجهول . و في اللغة الفرنسية: جاء في معجم Robertتعريفان للنظرية. فأما الأول فيقول:«هي مجموعة من الأفكار والمفاهيم المجردة المنظمة قليلا أو كثيرا والمطبقة على ميدان مخصوص». وأما الثاني فيرى بأنها:« بناء عقلي منظم ذو طابع فرضي…تركيبي».
نستخلص من هذين التعريفين بأن النظرية مجموعة من المعلومات المنظمة بطريقة أو بأخرى والقابلة للتطبيق في مجال ما، وهذا ما يفيد بأن لكل ميدان نظرياته كما أن النظرية ذات طابع فرضي احتمالي إذ هي قابلة للتعديل والتطوير والتغيير وليست ثابتة ولا نهائية ، فكل نظرية إذن هي نظرية مؤقتة و مرهونة بالعديد من المتغيرات و المستجدات العلمية و العملية . ولا يجب أن ننسى فى هذا الإستخلاص الدلالة الفلسفية: خاصة ماجاء في معجم لالاند أن النظرية« إنشاء تأملي للفكر يربط نتائج بمبادئ». فهو يرى في الوقت ذاته بأن النظرية بناء عقليا تأمليا يستهدف الحصول على نتائج عديدة انطلاقا من مبادئ قليلة .. ،، هذا وبعد ان اتفقنا على معنى النظرية وجب علينا فى الفصول القادمة البدء فى وضع اسس نظرية النجاح والتحقق تأسيسا على ما درسناه فى وعن المعنى البحت لمصطلح النظرية.

#شريف_الغرينى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات