|
حقيقة العلاقة بين تنظيم حماس وإسرائيل
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 21:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أتذكــّـرأنّ الراحل الجليل المستشارمحمد سعيد العشماوى كتب مقالافى مجلة المصورأوآخرساعة (وكان المقال فى أرشيفى الخاص..ولكن مع ظروف مرضى وتقدمى فى العمرعجزتُ عن العثورعليه) ولكن مضمون المقال رسخ فى ذهنى، ونبـّـهنى إلى خطورة التنظيمات التى تتقنــّـع بقناع الدين. قال المرحوم العشماوى أنّ إسرائيل هى التى أنشأتْ وموّلتْ ودعـّـمتْ أعضاء تنظيم حماس، بهدف بذربذور الشقاق والتنافس بينهم..وبين أعضاء منظمة التحريرالفلسطينية. كلام العشماوى كان قــُـرب نهاية القرن الماضى..وتمرالسنوات وتأتى الأحداث الجديدة (منذ عام2008 تحديدًا) وتتأكــّـد حقيقة علاقة الحمساويين بإسرائيل. وإذا كانت حماس تنظيم (مقاوم) ضد إسرائيل، فهل إمكانات حماس تتوازى مع إسرائيل؟ وإذا أخذنا بعض الأمثلة: ففى الحرب بين حماس وإسرائيل عام 2008 كشفتْ وكالة نوفوسى الروسية للأنباء أنّ الجيش الإسرائيلى اعتمد على (مقاتلين آليين) فى حرب المدن التى شنـّـها إثراجتياحه قطاع غزة ضد مقاتلى حماس..وقد أرجعتْ الوكالة الروسية محدودية خسائرإسرائيل فى الحرب على غزة، مع تركيزإسرائيل على تزويد جيشها بالعتاد التقنى المتطورخصوصًا أجهزة الروبوت (الإنسان الآلى) وتستخدمه القوات التى تـُهاجم مدن ومناطق مبنية لأغراض المراقبة واكتشاف أهداف العدوقبل التورط فى عمليات قتالية وهومسلح بمجسات وأسلحة يمكنها أنْ تتحرّك فى شوارع المدن الضيقة..وبعض هذه الروبوتات مجهزبكاميرا صغيرة تنقل الأهداف المُعادية المُختبئة داخل المبانى إلى القوات المُهاجمة فيتم قصفها قبل مهاجمتها..وبعض الروبوتات مجهزلإطلاق نيران تستهدف جذب نيران المُدافعين وبالتالى التعرف على أماكنهم، ثم قصفها بالأسلحة التقليدية قبل مهاجمتها مع التحسب لذلك مقدمًا..وأنّ القوات الإسرائيلية التى اقتحمتْ الضواحى المحيطة بقطاع غزة قد استخدمتْ هذه الروبوتات لكشف المبانى المُفخخة التى يختبىء فيها أعضاء حماس)) (اللواء حسام سويلم- مجلة مختارات إسرائيلية- مركزالأهرام للدراسات- يونيو2009) ورغم الدرس المؤلم لما حدث فى 2008 من قتل الفلسطينيين وتدميرأغلب منشآت غزة، فإنّ الحمساويين أصروا على ارتكاب ذات الجريمة فى حق شعبهم فى عام2014بسبب التحرش بإسرائيل تحت العنوان الزائف (المقاومة) لأنّ المقاومة الحقيقية لاتعنى الحماقة التى تؤدى إلى قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطينى وآلاف الجرحى وأكثرمن نصف مليون لاجىء ناهيك عن تدميرالبيوت والمرافق إلخ..وفى نفس العام تـمّ تبادل الاتهامات بين فتح وحماس..وكانت النتيجة قتل9فلسطينيين وإصابة أكثرمن100فى أعمال عنف بين الحمساويين والفتحاويين الذين نظموا مسيرة فى الذكرى الثالثة لوفاة عرفات..كما اعتقلتْ الشرطة الفلسطينية125فلسطينيًا. وإتهم الفتحاويون حماس بإطلاق النارعلى المسيرة..وردّد الفتحاويون هتافات ضد الحمساويين بأنهم شيعة وقتلة..ومن أنصارحزب الله الموالى لإيران..وأثناء الصراع بين فتح وحماس فإنّ الحمساويين كانوا يتخلصون من الفتحاويين بإلقائهم من الأدوارالعليا وبرفع علم حماس (الدينى) ونزع علم فلسطين (الوطنى) وسحل المرضى والاعتداء على الجرحى. وكشفت المصادرالرسمية لصحيفة الأهرام أنّ لديها تفاصيل كاملة حول المخطط المشبوه الذى يستهدف مصروتـُـشارك فيه عدة دول عربية وإقليمية..وجماعات دينية تشمل إيران وسوريا وحزب الله وحماس..وقنوات فضائية مشبوهة، بالاضافة إلى تجنيد بعض الصحف الخاصة فى مصرمقابل تمويلها (أهرام 30/12/2008 ص1) وفى منتصف شهرديسمبرفتحتْ مصرمعبررفح للفلسطينيين..ولكن حماس منعتهم من العبوركما منعتْ70سيارة لورى من الهلال الأحمرالمصرى من تفريغ حمولتها..وفى هذه الأثناء انطلقتْ صواريخ القسام نحوإسرائيل فدمّرتْ (شاليه) فى حديقة و(فازه) فى منزل (أحمد عبيد- صحيفة الأخبار30/12/2008) وفى يوم 17/6/2008 أطلقتْ حماس40صاروخًا من طرازقسام على مستعمرة سيدروت الإسرائيلية. وكانت النتيجة أنه فى اليوم التالى حاصرتْ إسرائيل قطاع غزة وقطعت المياه والكهرباء والوقود عنه..ويرى اللواء د.إبراهيم شكيب أنه كان من الحكمة الحصول على موافقة حماس وإسرائيل على هدنة لمدة 6 أشهرلالتقاط الأنفاس ومنح الجهود الدبلوماسية الفرصة..وقامت مصربجمع كل الفصائل الفلسطينية فى القاهرة يوم 10/11/2008 لتحقيق المصالحة الوطنية فيما بينها..ولكن حماس رفضتْ حضورالمؤتمرقبل انعقاده بنحو48 ساعة..وأعقبته يوم20 بإعلانها عن عدم موافقتها على تجديد إتفاق التهدئة بينها وبين إسرائيل. ولذلك أرى أنّ حماس أطلقتْ صواريخها فى التوقيت الخطأ)) (أهرام 30/12/2008 ص11) واذا كان إسماعيل هنيه..وأكثرمن عضومن أعضاء حماس صرّحوا أكثرمن مرة أنّ ((العدوان الإسرائيلى لن يُحقق أغراضه حتى لودمّرغزة بالكامل ولم يعد فيها أى فلسطينى)) ألايعنى هذا الكلام أنّ الحمساويين لايعنيهم أمرالشعب الفلسطينى الذى يُمهّدون لإبادته؟ وماذا يعنى أنْ تكون غزة بدون أى فلسطينى؟ هل هناك معنى آخرغيرأنّ غزة ستكون ملكــًـا لأحفاد موسى وداود؟ أى لبنى إسرائيل الجـُـدد؟ وأعتقد أنّ آخرتصريحات صادرة عن السلطة الفلسطينية الشرعية، تؤكد حقيقة تبعية الحمساويين لإسرائيل..ومن بين تلك التصريحات ما أدلى به جمال محيسن (عضواللجنة المركزية لمنظمة فتح) حيث اتهم أعضاء حماس ((بالسعى لإقامة دولة (مسخ) فى قطاع عزة لتكون مركزالخلافة الإسلامية المزعومة..وذلك ضمن صفقة القرن الأمريكية/ الصهيونية..وأكــّـد لإذاعة صوت فلسطين أنّ ((حماس منعتْ أى مقاومة مسلحة..وتمنع الآن أى مقاومة سلمية..وقال: إنّ سعى حماس للتوصل إلى (تهدئة) مع إسرائيل، يأتى فى سياق مُـخططها لإبقاء سيطرتها على غزة..وأكــّـد على أنّ التهدئة يجب أنْ تكون عبـْـرالقيادة الفلسطينية (دنيا الوطن- من رام الله- 3 نوفمبر2018) وأعتقد- أخيرًا- أنّ تصريح عضواللجنة المركزية لمنظمة فتح.. بشأن تعقيبه على صفقة القرن الأمريكية/ الصهيونية/ الحمساوية، إذا كان يؤكد تبعية الحمساويين لإسرائيل، فإنّ المفارقة تكمن فى تماثل وتطابق الطرفيْن فى مسألة (التهدئة مع إسرائيل) ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل ممارسة الظلم غريزى أم بيئى؟
-
التوسع الإسرائيلى والتراجع العربى
-
مسلسل قتل المصريين (المسيحيين)
-
العلاقة بين المثقف والسلطة (1)
-
العنف حتى القتل هل هوغريزى أم بيئى؟
-
جنون الأسعار فى سلع الفقراء
-
لماذا جاء ترتيب مصر فى مؤخرة الدول فى التعليم؟
-
القطاع العام : الصراع بين التطوير والبيع
-
صراع القبائل العربية للاستيلاء على إسبانيا (1)
-
سوار الذهب : نموذج نادر للحاكم المثالى
-
خاشقجى : درس المعارضة السطحية
-
الخلافة الإسلامية وصراعات السلطة
-
أليس الجندى سليمان خاطريستحق التكريم؟
-
وزارة الهجرة وترسيخ الهوية المصرية
-
وزيرالتعليم بين تبديد الأموال وتدنى المستوى
-
الفرق بين الموضوعية والأيديولوجية
-
الصحافة ودورها الوطنى/ التنويرى
-
صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (3)
-
الأصل التاريخى للضريبة على الدخل
-
ترحيل الفلسطينيين من وطنهم لصالح إسرائيل
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|