أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - إكسارخيا معقل الفوضويين اللاسلطويين














المزيد.....

إكسارخيا معقل الفوضويين اللاسلطويين


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إكسارخيا معقل الفوضويين اللاسلطويين



عبد السلام الزغيبي

وأنا قادم من مسكني بميدان كولياتسو في طريقي للعمل .. استخدم حافلة المواصلات العامة رقم ( الفا 8)، وانزل في محطة كلية البوليتكنيك (بوليتخنيو) وهي الكلية الجامعية، التي تعني الكثير في التاريخ النضالي والسياسي اليوناني المعاصر ، حيث شهدت انطلاق شرارة الانتفاضة الطلابية ضد النظام الديكتاتوري واقتحامها من قبل السلطات في يوم 17 نوفمبر من عام 1973.

تقع هذه الكلية الجامعية ضمن نطاق حي اكسارخيا الشهير في قلب العاصمة اليونانية أثينا (قرب ميدان أومونيا،وشارعي بانابيستميو، و باتيسيون). وهو الحي الذي يتصدر نشرات الأخبار في اليونان وخارجها،بسبب حوادث الشغب والعنف المتبادل بين المجموعات اليسارية المتطرفة التي اتخذته مركزا تنطلق منه في هجماتها المتكررة على حافلات الشرطة بالعبوات الحارقة فترد عليها بالقنابل المسيلة للجموع وتبدأ في ملاحقتها في أزقة الحي...

على المستوى الدولي كان القليلون فقط قد سمعوا عن هذا الحي الصاخب بالحياة والذي كان في يوم من الأيام ملتقي للمثقفين اليساريين . في شهر ديسمبر من عام 2008، أطلق رجال الشرطة النار على صبي يبلغ من العمر 15 عامًا ومعه أطلقوا العنان أحداث عنف وتخريب التقطتها كاميرات التلفزيون وبثت في جميع أنحاء العالم ليراها الجميع.

ويعتبر محيط الحي قبلة ومكانا يتواجد فيه المهاجرون والطلاب ويونانيون من مختلف الطبقات الاقتصادية، وتوجد فيه ثلاث من اهم كليات الجامعة اليونانية، وهي الهندسة والحقوق والاقتصاد، وجماعات الفوضويين ( الانارخيين) ومدمنو ومروجو المخدرات والمهمشون والبوهيميون والعاطلون عن العمل، وباعة السجائر المهربة والمتشردون، والكلاب الضالة وكل أنواع البشر، باستثناء الشرطة اليونانية، وهو ما يغري الشباب الصغير المتمرد على التجول بحرية في الحي.أما الشرطة فلا تجرؤ على دخول ساحة الحي إلا في مجموعات كبيرة، خشية تعرضها للهجوم من قبل الشباب اللاسلطوي. ولكن عند أطراف الحي تتواجد بشكل دائم ومكثف حافلات شرطة مكافحة الشغب ، ومع ذلك تتعرض للهجمات مرة في الاسبوع على الاقل...

ويعتبر الحي مقرا للعديد من منظمات حقوق الانسان والجمعيات والمراكز التطوعية التي تنشط في مساعدة الاجئين والمهاجرين،وتشكل ملاذا لمن انقطعت بهم السبل ولا يجدون مأوى أو سكن..

وفي الحي العديد من المطابع والمكاتب ودور النشر التي تنشر نسبة كبيرة من الكتب الصادرة في اليونان، كما يسكنه العديد من الكتاب والشعراء والأدباء..

واثناء تجوالك في الحي تلاحقك الملصقات والافيشات التي تدعو لمناقشات وندوات وحفلات موسيقية، وكذلك رسومات الجرافيتي وهو فن لن تجده بهذا الزخم في أي مكان اخر في المدينة، وهي رسومات تدعو للنضال والتحدي، ولهذا تحولت الساحة والحي إلى رمز للثورة والمعارضين والرافضين..

ورغم كل شئ يمكنك التجول سيراً على الأقدام بحرية وآمان داخل هذه المنطقة،والجلوس والتمتع بشرب قهوة أو تناول الطعام، أو شراء ما تحتاج من كتب وغيرها.. لكن عليك أن لا تنسى ان الحي يعيش دائما في حالة هدوء يسبق العاصفة، خاصة في مناسبات مثل ذكرى الانتفاضة الطلابية التي تصادف في 17 نوفمبر من كل عام.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا قايد عطينا إشارة....
- الغيطة...فن ليبي اصله افريقي
- تاريخ أسطوانات الأغاني الليبية
- سيدي حسين .. حي شعبي عريق في بنغازي
- أين تذهب هذا المساء ....سينما الحرية
- وجوه من الحياة...
- الغناي : عائلة العلم والأدب والرياضة...
- على هامش ذكرى 17 فبراير... بيت على الرمال...
- شعراء وزراء في العهد الملكي في ليبيا
- عسكر سوسة..بين الامس واليوم
- زردة في البكور...
- ضريح عمر المختار...متى يعود الى مكانه الاصلي؟؟
- عراسة في سيدي حسين..
- الزمار الاعمى الذي رأى كل شيء
- ليبيا بين العسكر والساسة
- المطبخ في بيوت بنغازي
- دف الطواجين...
- الصابري عرجون الفل
- حي البركة في بنغازي...تاريخ وعراقة
- محمد عبد المطلب..شيخ الطرب الشعبي


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - إكسارخيا معقل الفوضويين اللاسلطويين