|
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!.....12
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 12:53
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
العلاقة بين البورجوازية المغربية و الشعب المغربي :
و انطلاقا من رصدنا لطبيعة البورجوازية المغربية، بشرائحها المختلفة، و اعتبارا لطبيعة النظام الرأسمالي التبعي، الذي يحكم مسار هذه البورجوازية، و نظرا لغياب دستور ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب، و لعدم إجراء أي انتخابات حرة و نزيهة في تاريخ المغرب، و بسبب الرضوخ اللامشروط لتعليمات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية الأخرى، و نظرا لرهان النظام الرأسمالي التبعي على الشركات العابرة للقارات، و على الاستثمار الأجنبي في نفس الوقت، فإن العلاقة القائمة، فعلا، بين هذه البورجوازية، و بين الشعب المغربي، هي علاقة تناقض على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و الإيديولوجية، و التنظيمية، و السياسية.
و هذا التناقض، و في هذه المستويات المتعددة، هو الذي يجعل البورجوازية المغربية، بشرائحها المختلفة، تكون مهووسة بعملية تطويع الشعب المغربي، و بمختلف الوسائل الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و الإيديولوجية، حتى يصير في خدمة مصالحها الطبقية، و حتى يتغاضى عن مصالحه، و يتوقف عن طرح مطالبه، و يعمل على الرضى بالواقع، كما تقرره البورجوازية المغربية، و بواسطة نظامها الرأسمالي التبعي.
فالشعب المغربي المتكون من غالبية الكادحين المغاربة، عمالا، و فلاحين: فقراء، و معدمين، و طلبة، و عاطلين، و مهمشين، و تجارا صغارا، وحرفيين، لا يمكن أن يمتلك وعيه الطبقي الحقيقي إلا من خلال :
1) الوعي بالتناقض في مستواه الاقتصادي، حتى يدرك دور البورجوازية المغربية الهجينة في استغلال الكادحين، استغلالا همجيا، من أجل معرفة ما يجب عمله للحد من شراسة الاستغلال ، في أفق القضاء عليه قضاء مبرما، حتى يتأتى للشعب المغربي التمتع بخيراته الاقتصادية، التي تنتجها الطبقة العاملة المغربية طليعة الكادحين، و حتى يتحول الاقتصاد الرأسمالي التبعي، إلى اقتصاد اشتراكي, تشرف على تنظيمه الدولة الاشتراكية، التي تصير أجهزتها بحكم التطور الحاصل، في الواقع، في ملك، و تحت تصرف الطبقة العاملة المغربية، بقيادة حزبها الثوري . 2) الوعي بالتناقض الاجتماعي، الذي يمكن من إدراك الفوارق الاجتماعية بين الشعب المغربي الكادح، و بين البورجوازية المغربية، بشرائحها المختلفة، التي تعمل على تطويع الشعب المغربي، من أجل القبول بالفوارق الاجتماعية القائمة على مستوى السكن، و على مستوى التعليم، و على مستوى العلاج، وعلى مستوى الحماية الصحية، و الاجتماعية، و على مستوى الشغل، لأن تلك الفوارق الاجتماعية، هي النتيجة الطبيعية للفوارق الاقتصادية، التي تعتبر أساسا مادية لغيرها من الفوارق الأخرى. و هو ما يعني: أن البورجوازية تتمتع بحقوقها الاجتماعية المختلفة، و أن الشعب المغربي الكادح، يعيش محروما من تلك الحقوق.
3) الوعي بالتناقض الثقافي، حتى يدرك الشعب المغربي طبيعة الثقافة البورجوازية، و حتى تصير الثقافة الشعبية، ثقافة تقدمية، و متطورة، يمكن اعتمادها في تعبئة الشعب بشرائحه المختلفة، من أجل العمل على نبذ القيم البورجوازية الثقافية، و السعي إلى بناء منظمة ثقافية، تحضر من خلالها : قيم الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، التي تصير جزءا من مسلكية الكادحين، حتى تتحقق وحدتهم القيمية الثقافية، التي تعدهم إعدادا جماعيا لمقاومة القيم الثقافية البورجوازية، و سائر القيم الاستغلالية، و التضليلية، التي تهدف إلى زراعة الوهم في صفوف أفراد الشعب المغربي، و بين شرائحه.
4) الوعي بالمنظومة الحقوقية، كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى تصير تلك الحقوق مستهدفة بالتحقيق من قبل الشعب المغربي، التي لا تخدم إلا مصالح البورجوازية المغربية، حتى تصير متلائمة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، و حتى تتحول الدولة، بناء على ذلك، إلى دولة الحق والقانون، و يصير الشعب المغربي متمكنا من حقوقه المختلفة، التي لم تعد حقوقا للبورجوازية فقط، بقدر ما تصير ملكا لمجموع أفراد الشعب المغربي، الذي يصير حريصا على تحقيق المساواة بين جميع أفراده، و يعتبر تلك المساواة وسيلة للحد من الاستغلال البورجوازي، بل و القضاء على ذلك الاستغلال.
5) الوعي بالتناقض السياسي، المتمثل في حرص البورجوازية على فرض الدولة الاستبدادية اللاديمقراطية، و اللاشعبية، من أجل حماية مصالحها، و العمل على حماية تلك المصالح، و في حرص الشعب المغربي الكادح، على بناء الدولة الديمقراطية، القائمة على أساس دولة الحق، و القانون. و على أساس السعي إلى بناء المؤسسات الديمقراطية، المنبثقة عن إقرار دستور ديمقراطي، يكرس سيادة الشعب، و يفرض استقلال السلطة القضائية، و السلطة التشريعية، و السلطة التنفيذية حتى تضطلع كل سلطة بالمهام الموكولة إليها، و حتى تتكرس دولة الحق، و القانون، على أرض الواقع. و من أجل العمل على وضع حد للتجاوزات الكثيرة، التي لا حدود لها، و التي تقوم بها البورجوازية المغربية في حق الكادحين، و طليعتهم الطبقة العاملة، التي تتمكن هي بدورها من تحسين أوضاعها المادية، و المعنوية، و من السعي إلى القضاء على الاستغلال الممارس عليها، من قبل البورجوازية المغربية، و دولتها المستبدة.
6) الوعي بالتناقض الإيديولوجي، المتمثل في فرض سيادة البورجوازية الهجينة، و المتخلفة، و بمختلف الوسائل، على أن تكون هي أيديولوجية الشعب المغربي، الذي يتحول إلى مجرد قطيع، ترعاه البورجوازية بسبب سيادة التضليل الإيديولوجي. و نظرا لغياب، و انحسار، و تقوقع إيديولوجية الكادحين.
و هذا الوعي هو الذي يمكن الشعب المغربي من استعادة مكانة إيديولوجية الكادحين، التي ليست إلا أيديولوجية الطبقة العاملة: الاشتراكية العلمية، المعبرة عن مصالح الكادحين في مستوياتها المختلفة، و تعد الشعب المغربي الكادح من أجل امتلاك الوعي الطبقي، الذي يعتبر، وحده، الوسيلة الناجعة لمواجهة الاستغلال الطبقي الممارس على الكادحين.
و الوعي بالتناقض الإيديولوجي، يضع حدا لكل أشكال الاغتراب، التي يعاني منها الكادحون، على جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، ليعود الكادحون إلى استعادة المجد الضائع، المتمثل في وحدتهم الإيديولوجية، التي تعتبر أساسا لأشكال الوحدة الأخرى، التي تعتبر شرطا لقيام وحدة نضالية، في مواجهة الاستغلال على المستوى المحلي، و القومي، و العالمي، إلى أن تتحقق الدولة الاشتراكية التي ينتفي فيها، و من خلالها، استغلال الإنسان للإنسان.
7) الوعي بالتناقض التنظيمي، الناتج عن التناقض الإيديولوجي، من منطلق أن التنظيم هو الواسطة بين الإيديولوجية، و السياسة.
فالتنظيم البورجوازي، يبقى تنظيما بورجوازيا، لانسجامه مع الإيديولوجية البورجوازية، و تنظيم الطبقة العاملة، يجب أن يكون منسجما مع إيديولوجيتها، و إلا فإنه يبقى تنظيما غير عمالي، و يتحول إلى تنظيم بيد الإقطاعيين، أو شبههم من مؤدلجي الدين الإسلامي، أو بيد البورجوازية الكبرى، أو المتوسطة، أو الصغرى.
و لذلك فالوعي التنظيمي، هو الذي يقود إلى إقامة قطيعة مع كل التنظيمات التي لها علاقة بتكريس الاستغلال، أو فرض تكريسه، أو لها علاقة بتكريس الاستبداد، أو فرض تكريسه بصفة عامة، و مع كل التنظيمات البورجوازية، أو التي لها علاقة بها، لأن تلك القطيعة، هي الألف باء العمل، على إقامة تنظيمات تنسجم مع إيديولوجية الكادحين، و طليعتهم الطبقة العاملة، سواء تعلق الأمر بالتنظيم الحزبي، أو بالتنظيمات الجماهيرية النقابية، و الحقوقية، و الثقافية، و التربوية، التي تقود نضالات الكادحين، في أفق تحسين أوضاعهم المادية، و المعنوية من جهة، و سعيا إلى وضع حد للاستغلال الممارس عليهم من جهة أخرى.
و انطلاقا مما أتينا على ذكره، فإن العلاقة بين البورجوازية المغربية، و بين الشعب المغربي، هي علاقة تناقض تتسم بلاديمقراطية هذه البورجوازية، و لا شعبيتها، و لا وطنيتها، في الوقت الذي يناضل الشعب المغربي، من أجل تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، و يقدم المزيد من التضحيات، من أجل المحافظة على وحدته الترابية، تلك الوحدة التي تقتضي هي نفسها، أن يتمتع الشعب المغربي بحقوقه الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى يشعر بانتمائه إلى هذا الوطن المغربي، الذي يباهي به الشعوب الأخرى، لأنه إذا لم يتمتع بتلك الحقوق، تبقى البورجوازية المغربية، هي المحتكرة لكل الخيرات المادية، و المعنوية، التي يحرم منها الشعب المغربي، و التي لا تكون إلا في خدمة الدين الخارجي، و من خلال وضعها تحت تصرف الشركات العابرة للقارات.
و في إطار غياب الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، فإن العلاقة المفروضة، هي علاقة تبعية، تهدف إلى إخضاع الشعب المغربي، و بواسطة القانون، بطبيعة الحال، و عن طريق القوة، التي يفترض فيها تطبيق ذلك القانون، لارادة البورجوازية، لضمان خدمة مصالحها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، التي لا تعني إلا تكريس التردي في حق الشعب المغربي، الذي يعاني من كافة أشكال التخلف، التي تدفع به إلى أحضان التنظيمات المؤدلجة للدين الإسلامي، التي تقدم خدمات جلى للبورجوازية المغربية، و الإقطاع المتخلف، من خلال محاربة الوعي الطبقي الحقيقي، و الترويج اللامتناهي للوعي الزائف، الذي يستأصل كل أشكال الوعي المتقدم.
فهل بعد هذا يمكن القول: بأن البورجوازية المغربية تحرص على جعل الشعب المغربي يعيش حياة الكرامة، التي ناضل كثيرا من اجل تحقيقها ؟
و هل يمكن القول بأنها تحتضن وطنية الشعب المغربي و حرصه على الوحدة الوطنية ؟
فالبورجوازية المغربية، هي بورجوازية لقيطة، و متخلفة، و لا يمكن أن تقوم أبدا بدورها التاريخي، الذي يوكل عادة للبورجوازية الوطنية، و الديمقراطية، و الشعبية، و الحاضنة لاحترام إرادة الشعب، أي شعب، من اجل أن يساهم في أي تقدم، و أي تطور، و على جميع المستويات حتى يكون ذلك وسيلة إلى تحقيق التجاوز إلى الأعلى.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|