|
هل تمكنت السيدة رايز بعصاها السحرية ان تمحو الاخطاء التكتيكية
طلال بركات
الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 12:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مثل الزيارات السابقة التي قام بها مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية متخفين ومتسللين كالصوص وبعد مرور ثلاث سنوات من نثر بذور الديمقراطية قامت السيدة كوندليزارايز بزيارة خاطفة للعراق لانقاذ العملية السياسية من الفشل والتي لم يبقى منها سوى الديكورحيث لو قمنا باستعراض مكونات هذة العملية بشكل سريع ابتداء من تشكيل مجلس الحكم ثم استنساخة بحكومة سميت بذات سيادة ومائة وثلاثون الف جندي امريكي على اراضيها، ثم الانتخابات الصورية التي تمخضت عنها الحكومة الانتقالية التي مارست القتل الجماعي للمدن الرافضة للاحتلال، ثم الحكومة التي باتت تعرف بحكومة البرتقالة النابعة من ثقافات العهر الامريكي التي زرعت العنف الطائفي والقتل الجماعي على اساس الهوية فضلا عن فرق الموت والسجون السرية وميليشيات الدرل والتصفيات الطائفية والعرقية، ثم الجولة الثانية من الانتخابات التي اعترض عليها اغلب المشاركين فيها وحتى المههلين لها ووشكك في نزاهتها ونزاهة مفوضيتها السامية اغلب المراقبين المستقلين والتي بقيت صناديقها قابعة في المنطقة الخضراء عدة شهور ليتم تصفيتها وتنقيتها حسب موازنات المحاصصات الطائفية والعرقية الى ان فاحت جيفة الازمة الوزارية التي ازكمت انف الرئيس بوش الصغير فبعث السيدة رايز ومعها العصى السحرية لتهش غربان العملية السياسية واعطاء التوجيهات لجميع القابعين في المنطقة الخضراء لانهاء الازمة ليتسنى اصلاح هيكلية هذا الديكورالمتهرئ وأضفاء مسحة تجميلية للعملية السياسية في العراق لتكون صورة المونليزا بدل الكوندليزا في إطار المشروع الأمريكي لإيهام العالم بجمالية الديمقراطية الأمريكية القادمة مع دبابات الاحتلال، فقد بات لايهم الادارة الامريكية من العراق سوى ديكور العملية السياسية. لقد جاءت السيدة رايز لتقوم بدور القابلة المأذونة لاجراء عملية قيصرية لولادة الحكومة العراقية المتعسرة حتى يكتمل الديكور وتنتصر الديمقراطية الامريكية على ايدي مجموعة من المتخلفين القادمين مع دباباتها لكي يقال ان امريكا قامت ببناء مؤسسات الدولة الديمقراطية التي لم يبان منها في حقيقة الامر سوى المؤسسات الامنية والتي غالبا ما يشيد بها القادة الامريكان باعتبارها البديل الاكيد للقوات المحتلة بعد اكمال مستلزمات تدريبها في الخمسين سنة القادمة لتكون اكثر نشاطا في مداهمة المدن الرافضة للاحتلال ومطاردة المقاومة الوطنية لتقتل وتقاتل نيابة عن المحتلين بدلا من المحافظة على حياة العراقيين وأمنهم وأموالهم فقد قامت تلك المؤسسات بمساندة ميليشيات الاحزاب الحكومية بقتل آلاف العراقيين ناهيك عن الدمار الشامل الذي طال المساكن والمساجد والأبنية الحكومية والمدارس والمستشفيات والمعالم الأثرية والدينية والتاريخية، لابد من سوأل السيدة رايز عن كيفية بناء ديمقراطية في العراق ومئات العلماء والاطباء والمهندسين والاكاديمين قد تم ذبحهم فضلا عن هروب الالوف من خيرة مثقفين البلد الى خارج الوطن، اي ديمقراطية تأتي مع الدبابات وتحول البلد الى كانتونات متناثرة والشعب الى مكونات طائفية وعرقية متناحرة والثروات الوطنية غنائم مباحة والدولة طوائف تهدد بالانفصال والمواطنين وما يملكون نهباً للجريمة المنظمة والبلاد مرتعاً لإرهاب المنتقمين وساحة مكشوفة لتصفية الحسابات، اي ديمقراطية ولا يرى العراقيون سوى الأفق المرعب للأحلام المريضة لملوك الطوائف وقادة الاحتلال يقتلون ويدمرون كما يشائون دون أن يجرأ اي مسؤول في البلاد أن يشير لهم ولو بطرفة عين أليس أمنهم الشخصي بيد هؤلاء المرتزقة كيف لا وانهم يحرسون المنطقة الخضراء .
واخيرا لا بد من تذكير السيدة رايز ان ما تقوم بة الادارة الامريكية ليس باخطاء تكتيكية وانما تخبط مثيرة للدهشة إذ لم تتمكن أضخم قوة إقتصادية وعسكرية وعلمية على وجه الأرض أن تستقرئ الواقع العراقي وتتفهم تاريخ هذا البلد فالعنجهية الأمريكية وقفت حائلا دون رؤية واضحة فأضحوا يتخبطون في أتخاذ القرار ونقيضه ويضربون العدوّ والصديق دون تمييز خصوصا بعد ان بلعت الولايات المتحدة الطعم وسلمت العراق لقمة سائغة الى ايران لانها لم تتمكن من استيعاب مدى تفوق الولاء المذهبي على الولاء السياسي مثلما بلعت قبلها طعم اقطاب المعارضة ذات الخمس نجوم اللذين ضحكوا على ذقون سادة البيت الابيض بتقارير وهمية لقاء اموال انفقوها على ملذاتهم في عواصم اوربا ولفقوا اكذوبة اسلحة الدمارالشامل فضلا عن اكذوبة استقبال القوات المحتلة بالزهور والرياحين فقادوا جيش الدولة العظمى الى مستنقع الهزيمة، فكان ثمن هذة الزهور والرياحين أكثر من 400 مليار دولار وآلاف القتلى من جنودها.
من المؤكد ياسمراء الخارجية الامريكية هذة ليست اخطاء تكتيكية وانما انتحار على عتبة مدينة اسمها بغداد .
#طلال_بركات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليس كل الرجال رجال
-
اللاءات الثلاث في قمة الخرطوم
-
نظرية الأمن القومي للكويت
-
وزارة الخارجية العراقية.. والأداء المطلوب
-
ازدواج الجنسية.. والمواقع السيادية
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|