سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 12:06
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اعتقد اني لا اكون مغاليا اذا ما قلت ان الحزب الشيوعي العراقي ‘ هو الوحيد ‘ الذي يجمع في صفوفه كل ‘ الوان الطيف العراقي ‘
فكل الاحزاب ‘ العراقية الحالية ‘ اما دينية ‘ طائفية ‘ او قومية او قبلية ‘ ظهرت في الاونة الاخيرة ‘لان الحياة في عالمنا العربي الاسلامي ‘ تسير باتجاه الخلف , وفي احسن الحالات ‘ تراوح مكانها ‘ واغلب هذه الاحزاب ان لم تكن كلها ‘ تدار بنظام العائلة لحد التوريث .
اما الحزب الشيوعي فهو الوحيد ‘ تقريبا ‘ الذي توجد فيه قيادة سابقه ‘ تعيش حياة طبيعية ‘ مثل كل الناس ‘
وكل قيادته ‘ لم تاتي على اساس اللقب العائلي .
وهو الذي برهن انه متمكن من مراجعة كل الامور ‘مهما كانت مؤلمة .
ولهذا نراه دائما يسعى للتجديد والتجدد ‘
ويؤكد ذلك في كل المناسبات التي يقيمها . وعلى سبيل المثال ‘ وليس الحصر ‘ يوم الاحد الماضي ‘ 2-4-2006‘ اقام ندوة فكرية سياسية ‘ احتفائا ‘ بعيد ميلاده ‘ الثاني والسبعون .
وكان التوقع ‘ ان يكون الحديث كله سردا للماضي .ولكن الذي حصل ‘ ان كل وقت الحوار عن الواقع المؤلم في العراق وكيفية العبور منه الى مستقبل افضل باقل ما يمكن من الجروح المؤلمة ‘
حيث كانا ‘ المحاورين ‘ وهم ‘ السياسين كل من ‘ المخضرم المتجدد‘ عبد الرزاق الصافي ‘ والسيد رائد فهمي الذي يمكن ان اصفه بالشاب ‘ قد كانا في غاية التفاعل والتحاور في كل شيئ ودون حدود ‘ وبلغة الحاضر ‘
فعندما تحدث الصافي ‘ عن تاريخ الحزب ‘ سردها بطريقة ‘ مختصرة (جدا) ومرحة وجذابة ‘ ودقيقة وواضحة ‘ لاتخلو من براعة السياسي ‘
وبعد ان قدم رائد فهمي رؤيته لما يعيشه العراق الان ‘ اقترحوا ان يكون حوارا ‘ مفتوح وليس محاضرة ‘ وهذا يعتبر خروجا عن المالوف بعرف ساستنا ‘ الذين يتحدثون عن كل شيئ لوحدهم ‘ ويتناسوه لحظة ما ينتهون من سرده ‘
وما ان ابتدء الحوار ‘ علا صوت المراءة ‘ التي فضلت ‘ ان تجلس ‘ امام المنصة ‘ وليس عليها ‘ لانها تعرف ان كل الاشياء المهمة والناجحة ‘ تكتب وتقر من امام المنصة ‘ وليس من فوقها .
فجاء صوتها العذب الذي يخترق السمع ‘ويصل الى اعماق الروح ‘ ‘ من على لسان ‘ عفيفة العبي ‘ التي كانت ‘ اشبه من يخاف ويغار ‘ على حبه الاول ‘ حتى من ‘ نسمات الربيع ‘ عندما تداعب خصلات ‘ شعره ‘ وهم واقفين على ‘ ضفاف شط العرب ‘ شابكين ايديهم ‘ ويتطلعون الى ذلك الافق البعيد .
فقالت ...نريد ان نأخذ بكل ماهو جديد وملائم ‘ويساعد على ‘ تجاوز الواقع المؤلم .
وكان رد كلا المحاورين ‘
نعم اننا لانرغب ولا نقبل ‘ ان نتحول ‘ الى هياكل ‘ محنطة ‘ تعيش في الماضي ‘ وهي تشاهد العالم امامها كله يتغير ‘
فنحن لم نكن في غفوة قيلولة ‘ عندما ‘ تهشم الاتحاد السوفياتي والعالم الاشتراكي كله تقريبا ‘
فالماضي ناخذ منه ما يفيد لزحزحة الحاضر نحو مستقبل افضل .
هذا الحوار الحر والمساوات في مناقشة كل ما يطرح ‘ بنفس الجدية والتفاعل ‘
والكلمات الخالية من كل مايمت بصله للطائفية او القومية الشيفونية ‘ بل ناقدة وحزينة لما يحصل الان في العراق ,
وعودا على بدء ‘ هذا ما دعاني اقول ان الحزب الشيوعي ‘ هو الجامع لكل الطيف العراقي الان .
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟