أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كمال آيت بن يوبا - اللاعنف كطريقة لإحداث التغيير الإجتماعي















المزيد.....

اللاعنف كطريقة لإحداث التغيير الإجتماعي


كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)


الحوار المتمدن-العدد: 6043 - 2018 / 11 / 3 - 00:51
المحور: المجتمع المدني
    


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة

تعريف: الفساد هو الشطط في إستعمال السلطة المكتسبة بالطرق المشروعة من أجل أهداف خاصة كالإغتناء الشخصي أو إغناء الأقارب و الأصدقاء .و يتعلق الأمربالنسبة لموظف عمومي أو منتخب في مجلس المدينة أو القرية أو البرلمان أو وزير أو رئيس دولة وغيرهم أو طبيب أو حكم مبارة كرة قدم أو غير ذلك ، إما بالإمتناع عن فعل شيء أو فعله من أجل تسهيل عملية ما أو خدمة تدخل ضمن إختصاصه الذي تسمح به السلطة الممنوحة له ، مقابل وعد أو هدية أو مبلغ مالي أو إمتيازات معينة .ويمكن تصنيف الفساد إلى فساد نشيط يهم من يقدم طلب الحصول على خدمة معينة لمن له سلطة تسهيلها مقابل أموال أو إمتيازات أو وعود (يسمى الراشي) .والفساد السلبي الذي يهم صاحب السلطة أو الوظيفة الذي يقبل العرض (يسمى المرتشي) . (يجد القارئ الكريم رابط موقع القاموس الذي تمت منه الترجمة أسفل المقال)

لكن هذا التصنيف الوارد في تعريف الموقع لا يتحدث عن أولئك الذين بحكم سلطتهم يطلبون أموالا أو غير ذلك مقابل خدمات عادية المفروض أن يتم تقديمها دون مقابل .

منذ مدة ليست بالقصيرة كانت هناك حملة أوكرانية ظهرت في فيديوهات تبين أشخاصا كثيرين ممسكين كل مرة بشخص واحد يلقونه في صندوق قمامة بمكان ما. بل يلقون عليه إطارات السيارات .(يجد القارئ الكريم رابط أحد الفيديوهات أسفل المقال).

ليس هناك إختلاف حول كون الفساد جريمة بالقانون .وبالتالي فمعاقبة المفسدين تبدو بديهية ..

لكن تلك الطريقة التي تمت بها معاملة المتهمين الأكرانيين المفترضين بالفساد تجعل من المجموعة المحتجة التي قامت بالفعل هي أيضا مذنبة بإستعمال العنف في الشارع ضد مواطنين أكرانيين .

فتطبيق قانون العقوبات ضد المتهمين بالفساد لا يعني عدم إحترام شخصية المذنبين كبني آدمين وإحترام الشروط الضرورية الموافقة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان في المحاكمة العادلة و تمكينهم من حق الدفاع . للأسف بدا وكأن المجموعة تأخذ حقها بيدها بتلك الطريقة الفوضوية المهينة مستعملة قوة الجماعة كل مرة ضد شخص أعزل وكأن ليس هناك قانون ولا حقوق إنسان ولاهم يحزنون .

وهذا يعني أن الإحتجاجات الجماعية السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة كلما تحولت للعنف سقطت عنها الصفة السلمية .

إن العمل الجماعي الإحتجاجي السلمي يهدف للتغييرالإجتماعي وتحقيق الأهداف ونوال الحقوق المشروعة بدون إستعمال العنف.

وعدم إستعمال العنف في الإحتجاجات المشروعة لا يعني الجبن و إنما أن المتبنين لهذا النهج هم أناس ذوي تربية عالية ومثقفون واعون تماما بالوضع الذي هم فيه من اجل أن ينخرط معهم اكبر عدد ممكن من المواطنين. لأنهم يرمون لتغيير المجتمع و تربيته على اللاعنف الذي هو النهج الصحيح لمجتمع الهدوء والسلام البديل لنهج الخصوم الذين تستهدفهم هذه الحركات الإحتجاجية اللاعنفية و الذين لضعف حجتهم يلجأون لقمع الحركات السلمية بالعنف و الارهاب رغم مطالبها العادلة .

هذه الحركات الإجتماعية التي تتغيأ التغيير بدون استعمال العنف ليس الهدف منها إحتقار الخصوم أو إذلالهم و إنما إقناعهم بخطأ منهجهم الذي يسيرون عليه نحو اللاعدالة و فساد المجتمع و المجهول بتجاهلهم للمطالب العادلة للشعب. و بالتالي جعلهم يتراجعون ويفكرون في الموافقة على التغيير أو لنقل جعلهم بخجلون من تجاهلهم لحقوق الآخرين.وهذا يعني جعلهم يعترفون بشططهم في إستعمال السلطة و الاعتراف بتماديهم في تجاهل إخوانهم في الإنسانية يعانون من سلوكاتهم الطائشة التي قد تؤدي لإنتشار العنف في المجتمع ..وفي النهاية الموافقة على التفاهم و رد الإعتبار للمحتجين وكسب صداقة هؤلاء. لأنهم لم يواجهوهم بالعنف للفت إنتباههم للحالة التي يعيشونها .

و المتبنين لنهج الإحتجاج السلمي لا يستبعدون التعرض للعنف من طرف الخصوم .لكن لا يردون على العنف بالعنف . قال غاندي في هذا السياق ما معناه "ستسيل أنهار من الدماء منا قبل أن نصل لنوال الحرية " والمقصود هنا أنه كان متأكدا من تحقيق أهدافه وتحقيق النصر على الإستعمار الإنجليزي للهند في ذلك التاريخ .لكن كان يرى أن الثمن باهض . وبالفعل هذا ما حصل حيث تم إغتياله هو نفسه و كثيرين معه في حركته .ورغم ذلك حصلت الهند على حريتها و إستقلالها وصارت ديموقراطية حقيقية في العالم .تم هذا بجهود ذلك الرجل ورفاقه .

ولتلخيص منهجه السلمي قال غاندي:

"في البداية يسخرون منك و يتجاهلونك. ثم يحاربونك .ثم يفاوضونك .ثم تنتصر".

النصر الذي قصد غاندي كما هو واضح من منهجه هو إحلال الحوار مكان المقاطعة مع الآخر وربط قنوات الإتصال ومحاولة التفاهم لتوضيح عدالة القضية التي يدافع عنها المحتجون و صوابها الذي ربما لا يفهمه الخصوم .

هذا المنهج هو لوضع اليد في اليد للبناء وتغيير المجتمع نحو الأفضل لصالح الجميع دون إلغاء الآخر.إنها دعوة لجعل الآخر يتواضع و ينزل من برجه العالي المتعجرف الرافض للأعتراف بحقوق الآخرين وإرغامه على عيش حقيقته و الإستمتاع بذلك في راحة تامة عوض العيش بشخصيتين مزدوجتين و إنفصام الشخصية حيث يضطر لتبرير مواقفه بالأكاذيب .إنها دعوة لنبذ منطق القوة وتبني قوة المنطق والسلام و العدالة عوض إحتقار الآخرين و تجاهل مطالبهم وبالتالي حصد الكراهية.

إنها دعوة لإحلال السلام مكان الحرب و الإحترام مكان الكره .

يقول مارتن لوثر كينج:

"لسنا مجبرين على أن نترك أنفسنا نسلك السلوك الخطأ ... إن النضال السلمي هو نوع من المقاومة الفعالة ضد الشر..
نحن لا نقاوم الأشخاص و إنما الشر الذي بداخلهم .. و نقبل أن نعاني من عنف الآخر دون أن نرد عليه بالمثل.
الحركة السلمية لها قناعة بأن الله هو في جانب العدالة و ليس العكس.وبالتالي فالنشيط سلميا يشعر بقوة الله تسانده ."

هذه بعض أفكارمارتن لوثر كينج الأمريكي الأسود الذي كان يناضل من أجل المساواة وحقوق الزنوج في أمريكا التي تخلصت من عقدة العنصرية قانونيا وظاهريا على الأقل منذ عقود ونال الزنوج مساواتهم لدرجة أنه كان يوجد على رأس الدولة ذات يوم رئيسا من اصول سوداء هو أوباما .

في أي مجتمع كان في آسيا أو إفريقيا أو أوروبا أو أمريكا الجنوبية و في ظل عدم تكافؤ القوى بين أغلبية الشعب الأعزل المقهور و الأقلية التي تمتلك السلطة والثروة ووسائل إحداث العنف المختلفة والدعم من الخارج المفهومة أسبابه ، يُطرح السؤال من جديد وهو هل يكفي النضال السلمي اللاعنفي في هذا السياق كدواء فعال للتغييرنحو الدولة الديموقراطية الحقيقية دولة الحرية والمساواة كما حدث في بعض دول أوروبا والهند دون السقوط في سوريا جديدة أو يمن جديد أو أسوأ من ذلك ؟

أم أن إحداث التغيير و العدالة ، و الأمر مختلف في ظل تقدم التكنولوجيا و وسائل الاعلام ، يحتاج مقاربة جديدة و مختلفة لابد أن يكشفها التفكير لاحقا في الآتي من الايام والأعوام ؟



رابط قاموس موقع لاتوبي الفرنسي الذي ترجمت منه التعريف وأضفت له توضيحات :
http://www.toupie.org/Dictionnaire/Corruption.htm
رابط إلقاء نائب برلماني أكراني في صندوق قمامة :
https://www.youtube.com/watch?v=Y7ezuobPZag
رابط موقع سويسري للمزيد عن النضال السلمي بالفرنسية:
http://non-violence.ch



#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مجال للمقارنة بين عملاق و مستشار سعودي سابق
- اليسار الراديكالي اليوناني يحقق النجاحات
- لا مقارنة بين المغرب والسعودية أو إيران في قضية القنصلية الس ...
- تركيا تتراجع عن تدريس التطور البيولوجي في المدارس
- خواطرفي اليوم الاممي للمدرس 5 اكتوبر
- ترجمة للرسالة التي وجهتها للولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة ...
- المغرب يضع قطار العلوم على السكة الفرنسية
- ما حقيقة مقتل الطالبة المغربية حياة في ساحل الشمال؟
- أيها المغاربة علموا أبناءكم عزف الكمان
- تأهيل أساتذة العلوم بالفرنسية خطوة هامة في المغرب
- الفرنسية و أشياء أخرى لتعليم مغربي أفضل
- نظرة سريعة على الدارجة المغربية
- ما باشرته وزارة التعليم المغربية هو الصحيح
- وزارة التربية المغربية طبقت نتائج تجريبية في اللغة
- التجسس وعلمانية الدولة
- 10 نصائح عملية للأساتذة الجدد بالمغرب
- وحدها إيران صادقة و العالم إنما يكذب عليها
- وحدة التراب المغربي أولى من أي قضايا أخرى
- من المسؤول عن جنس الجنين ؟ مع عمرو خالد
- إسقاط وكر الشر الإيراني مطلب شعبي و واجب دولي


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كمال آيت بن يوبا - اللاعنف كطريقة لإحداث التغيير الإجتماعي