|
الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4
حسام جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 19:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن أبنية القوة في الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية يفوز بها و يحميها الطبقة البرجوازية بصرف النظر عن عمليات التصويت و برغم وجود الأجهزة الرسمية للديمقراطية . لذلك تفرض نفسها على الشعب بقوة تتستر بالدين و الوعود الغيبيه و تكسب ود الشعب الغير واعي بما حولة لأنه يدور في حلقه مغلقه تتلطخ حوافها بالثقافة الصامته الغير فعاله و الجهل بالدين و العدل و التطور الاجتماعي للحقوق المدنية و تطور الحكومات تلك أجهزة و جماعات الضغط من الضغط فكريا فقط إلى جماعات ضغط قتل ممنهج في وضح النهار بضوء أخضر منها و ينسحب جسد المفكرين الأحرار من الكلام الجهور الحر الى سياج الغسل و الدفن على أروقة الشوارع العامه . فيصمت الشعب الغير واعي فثقافته مستمده من الحكومه الرأسمالية الدينية البوليسيه . لذى تتحول أصوات الشعب الناضج إلى سكاكين في قلب النظام الفاسد كما حدث في مظاهرات مدينه البصرة التي تستمر بالرفض للنظام القادم من السماء كذبا و زورا . فالفقر و الماء الغير الصالح للشرب ليس بسبب السماء و بل بسبب سياسة من يحكم باسم الله و الولاية الدينية التي تستثمر الجهل بالدين باقتصاديات كبرى لملىء البنوك الخاصه للساسة . و الوضع الحكومي في العراق حاليا يعارض الديمقراطية الشعبيه و هي الديمقراطية التي سواء اعتمدت على الانتخابات أم لم تعتمد تكون القوة في أيدي ممثلي الشعب أو أبناء الطبقه العامه . الطبقه العامه من متوسطي الدخل و الكادحين و ليس 10% يملكون كل ثروات الوطن و يعيش الباقي بالبؤس . فلا يمكن إنتاج تنمية اقتصادية فقط دون تنمية تشمل معها التغيرات الاجتماعية و الثقافيه المصاحبة لها و رغم الارتباط الوثيق للتنمية بايدولوجيات معينه تحد من جعلها شمولية و منها العلاقات الدولية و الهيمنة الاستعمارية للخارج و تاريخ العالم الاقتصادي من حولنا . و تقاوم الطبقات الحاكمه داخليا و خارجيا قوى التفكير العقلاني الوطني في ضرورة تجديد الخطاب الديني لأن تجديد التفسير القرآني و الإنجيلي نحو المدنية و الحريات التي نصت عليها جميع الأديان كجوهر و ليس نصوص قطعية ثابته كما يراها الاصولين و الجماعات الإسلامية المسلحه في البرلمان السياسي . فلا يمكن لدين من الأديان أن يعارض الثوابت القطعية لصحة الإنسان و جسده و روحه و علية يجب أن تتطور الأديان نحو حرية الإنسان لا أن تبقى تدور في فلك النص الثابت القطعي بلا اجتهاد و ان تحقق هذا التطور فإن النظم السياسية الدينية ستندثر حينها أن لم تتحول نحو المدنية المنفتحه نحو العدل و الحرية و الكرامة التي هي أساسا جوهر الأديان و لكن تغيير النصوص الثابته في الدين و التراث الديني و القانوني سوف تؤثر على مصالح الحكومات الرأسمالية التي تشجع الجهل كضرورة كي يطول الصراع بين الطبقات إلى حاصل تحصيل و فطرة طبيعيه و يخضع الشعب للواقع الفاسد . يتناسى الكتاب و ألساسه أنواع المقاومات الفردية و الثورات الشعبيه الكادحة و الاجتماعية للأطفال و المرأة و المنظمات الحقوقية التي تقف ضد الامتداد الطبقي الديني و الامتداد العولمي الاقتصادي لاجتياح الوطن . تتضمن الفكرة التقليدية للتنمية مقولة أن المجتمعات او الأمم يمكن تقسيمها لمقياس تطوري تكون فيه الدول الغربية هي الأكثر تقدما و توجد علية دول العالم الثالث ( كما تسمى لخضوعها للاستعمار و الهيمنة الاقتصادية للدول الغربية ) باعتبارها ما زالت تمر بمرحلة التغيرات و التحولات الضرورية لتصل لمرحلة الرخاء و النمو الاقتصادي . اهتمت معظم الدراسات التقليدية للتنمية بالطريقه التي تحقق بها دول العالم الثالث التحول نحو التصنيع و التحضر و لذلك استغرقت دراسات التنمية نفسها في تحليل السمات الاقتصادية و السياسية للدول النامية و التي تعوق تقدم تلك الدول و الطريقه التي يمكن للدول المتقدمه من خلالها نشر أو نقل العناصر التكنولوجية أو الثقافيه من أجل صالح الدول النامية . غالبا ما تدعي الدراسات التي تتصدى لتحليل تأثير العوامل الاجتماعية و الثقافيه في عمليات التغير التكنولوجي و الاقتصادي أن الفروق التي طرحت لتفسير عملية التصنيع في الدول الغربية خلال تنميتها يمكن أن تنطبق على عملية التنمية في دول العالم الثالث . و قد حظيت العلاقه بين الاتجاهات و القيم و بين التغير الاقتصادي بأهمية كبيره في الدراسات الأنثروبولوجية للتنمية . و هناك من الأنثروبولوجيين من سار على نهج فيبر ( الذي يؤكد على أولوية العوامل الأيديولوجية في إستثارة النظم الاقتصادية ) أو مفهوم ماكليلاند عن دافعيه الإنجاز . و حاول هذا الفريق تحديد العوامل الأيديولوجية التي تعيق التنمية الاقتصادية فقد حاولت دراسات الأنثروبولوجيا التطبيقيه و التكيف الثقافي حل التناقضات بين الأنماط الثقافيه التقليدية و بين متطلبات التنمية الاقتصادية و التكنولوجية . و لكن الأنثروبولوجيا المعاصرة أفرزت اتجاها نقديا جديدا تجاة مفهوم التنمية و قد أثار العديد من الاعتراضات على كل من الدراسات التقليدية للتنمية و على دراسات الأنثروبولوجيا التطبيقيه . فلقد أشار النقاد من أتباع هذا الإتجاة في أكثر من موضع إلى أن مفهوم التنمية يضع عنوانا مريحا على مجموعه من المتغيرات الفائقة التعقيد يثير تحليلها مشكلات نظرية و سياسيه و إثنية . و لا شك أن مفهوم التنمية ينطوي بصورة ضمنية على المقولة التطوريه التي ترى أن المجتمعات تتقدم و تتحسن تبعا لمدى ما قطعته من تقدم على طريق التنمية . و قد أشارت كل من نظرية التبعية و نظرية النظم العالمية إلى أنه من الإغراق في الوهم أن نحاول دراسة الدول في العالم الثالث على أنها وحده تنمو بشكل مستقل و إنما يجب بدلا من ذلك أن نضع في اعتبارنا أن العالم الثالث و تخلفه إنما هو نتاج لتوسع النظام الرأسمالي العالمي الاستعماري و سيطرة الاستعمار الجديد . كما انتقد علماء النظرية الماركسية مقولة التنمية لانها صرفت الانتباه عن تحليل بناءات القوة العالمية داخل الرأسمالية و أخفت علاقه نهب الدول المتقدمه للدول المتخلفه . لذلك تحاول الدول الكبرى عسكريا على تعادل النفوذ السياسي و الاقتصادي لمنع أي دولة نامية أخرى (مستقلة عن فلك القوى العالمية) من محاولة إلاستئثار بالنفوذ لغرض سيطرتها على دولة أخرى بما تملكة من تفوق عسكري و إمكانيات اقتصادية و وسائل إعلامية متقدمه للكذب و النفاق . وقد أدى التوازن الدولي الراهن إلى السباق في التسلح لدى الدول على اختلاف أهميتها و إلى تكديس الأسلحة و استبدالها بين حين و آخر . و لا شيء ينتهي بالربح إلا تجارة السلاح الحر بالأسواق الحرة من جهة و إعطاء المعونات و إغاثة المنكوبين من تلك الاسلحه من جهة أخرى !!!!! ما هذا ؟!!!!! مؤامرة الصمت من ترسل الاسلحه لقتل الشعوب هي نفسها من تتصدق بسفن الإغاثة الإنسانية لنفس مكان القصف !!!! و يوما بعد يوم تنكشف صورة الإرهاب العالمي للأمم المتحدة و لم يبقى منها إلا شعارات كاذبه للرأي العام تخفي شراستها للتجارة في كل شيء حتى لو كان نقابا أو لثاما أو لعبة مسدس ناري لأطفال المدارس في بلد الوطن ليعم الجهل و الصمت و تتعمد الحكومه و تتسابق لزراعة ثقافه الإرهاب في المدارس و ملابس الاطفال و عطورهم و جسدهم و ادخالهم للحوزات بدلا من العلم المتقدم للرحمه و العدل والمساواة بين الجنسين . هجمه شرسة لقتل كل من يفكر و ينقد و يرفع كلمة حرة جديده غير مسموعه و مخفيه و مخيفة للحكومه و الأحزاب السياسية الدينية . لا يفتح تحقيق جنائي لقتل المفكرين إلا عندما تنتقل قصصهم للرأي العالمي و تصل لمنظمات الحقوقيه المستقله و الا لا أحد يسمع أين اختفى فلان !!!!!! يتعرض المشرد من لا بيت له أو ماء صالح للشرب الناقد للحكومه المطالب بحقوقه الاساسيه إلى القتل و التنكيل بسمعته و تطول ظاهرة الاغتيالات الفردية و الجماعية يريدوننا أن نصمت و نرضح بأن الواقع ما هو إلا حالة طبيعية للإنسان من يده التي صوتت على الانتخابات و كأن صندوق الانتخاب دليل على الديمقراطية الحقيقيه !!!!!! ما هو إلا تلميع زجاج ليصمت الرأي العام حين يرى الزجاج لامع أنها الخديعة الكبرى هي صندوق الانتخاب الكاذب .
#حسام_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الابداع بين تشوية السمعة و الدعوات الاصولية /3
-
احاديث دينية في سن السادسة
-
الشمس تحدق في الزقاق
-
حكاوي الموت و الطفولة .... هم ذاتهم !!!!
-
ثقافة التطبيل و خطيئة حواء
-
الله و الديمقراطية
-
عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام
-
الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /2
-
الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1
-
عشتار تشاطر ام محمد النواح
-
قبل بلوغ سن الهلوسه
-
احذرك و ارجوك
-
المساواة بين الجنسين في ظل الصراع الطبقي
-
الحب وجهة نظر طفولية
-
ثقافة الانفصام
-
مرض (الخوف من الابداع )
-
الراقصه و المطبخ
-
عين الله
-
آخرة جديده
-
اخلاء سبيل للهواء
المزيد.....
-
بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر
...
-
استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب
...
-
المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية صاروخية كبيرة
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر
...
-
خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي
...
-
غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
-
غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا
...
-
بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع
...
-
بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي
...
-
بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|