أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - ما هي الفلسفة .. ؟ (3)














المزيد.....

ما هي الفلسفة .. ؟ (3)


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 18:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما هي الفلسفة ..؟ ( 3 )
----------------------
وأما عن المتفلسف الحق ، فأراهُ في كل شخصٍ يدفعه شغفه الصادق ، للسعي وراء الحكمة والبحث عن الحقيقة ، بعض النظر عن مستواه التعليمي أو المعرفي ..
فوقوفك بصبر وإناة وتمعن على أطراف صحارى جهلك ، ثم انتظارك بتواضع على باب المعرفة الواسع ، واعتبارك الرهيف في تقدير المختلف عنك ، واحترام حقيقة غيرك بخشوع وغبطة ، سيعني حتماً ، انك قد ولجت حقاً أولى أبواب الحكمة ..
ولا شك في أن البداية تكون في تأملك الواعي لذاتك ، وانشغالك عن انتقاد نقائص الآخرين وتسفيه حقائقهم ، وهذا يعني ان الفيض الفلسفي قد بدأ يغمر أرجاء وجودك، وأنك قد اقتربت من إكتشاف الحقيقة الأولى الخاصة بك، وهي أنك عقل حي .. وفهم غير عادي ..
والمعلوم أن من عادة الأفهام العادية الانشغال بالاشخاص دون الأفكار ، لذلك نجد أن معظم الناس يدأبون على نقد سلوك الفلاسفة وسيرهم الشخصية ، ويوجهون سهام نفورهم إلى المشتغلين بالفلسفة ، لأشكالهم أو لسلوكهم ، وليس فقط لأن خطابهم يستعصي على الفهم ..
طبعاً هذا سبب كافٍ لهم لأن يفعلوا ذلك ، لأن من طبع المرء الجاهل أن يكره ما لا يُفهَم أو يُستوعب ، و عندما يخاف الانسان مما لا يقدر على تفسيره ، يبدأ حينئذ وعيه في استيلاد خيالات وصور لا تعد ولا تحصى ....
وقد يصل مع الوقت إلى درجة الإعتقاد التام بتلك الخزعبلات، والخنوع الرضي لطلاسم الخرافات ، إيماناً وإحتساباً منه بأن غموضها وجزالة ألفاظها وبيانها هو الدليل الأقوى على أنها الحق المبين والمُقدّس.
ووجدنا دائما كيف يكره كثير من المؤمنين الفلسفة ، يستخفون بمنجزات العلم وابتكارات المعرفة الوضعية ، فقط لأن أحد أوصياء السماء لديه ، من رجال هذا الدين أو ذاك ، قد قال لهم أنها تتعارض في مآلها مع جوهر العقيدة المقدسة التي يحملونها ، أو تتنافر و التوجهات الروحية الكلية التي يُبجلونها ،
وبالتالي أقنعوهم تماماً عبر الزمن بأن الحقيقة الدينية ، هي فقط من ستمنحهم السكينة والطمأنينة والحياة الأبدية و .. و الخ ، على النقيض من تلك البدع العقلية والأسئلة التي تسوؤهم و تتعب أفهامهم ، أو ترهق مسير حيواتهم ، وتشوش على ما لا يريبهم بما قد يريبهم .
بكلمات أخرى :
تبقى الفلسفة – في زعمي - غامضة ، مهما ظنّ البعض انهم أدركوا معناها أو أغلقوا على حدود فهمها .
وهي أي الفلسفة كمفردة - كما هو معلوم - غريبة لدى اهل المشرق ، مهما بدت مفرداتها بين الناس شائعة ، وهي لم تترسخ استعمالاتها فيما بينهم ، تماماً كما هو حال استعمال المنطق ، نظراً لغلبة العاطفة الدينية على أنماط التفكير العقلية كما قال يوماً ابن خلدون ( والقصد هنا غلبة ذهنية الإيمان عندهم على ذهنية البرهان ) ، وذلك لأسباب كثيرة لا يتسع المقال لشرحها الآن.
لكن يمكن في النهاية القول أن الفارق الأوضح بين الفلسفة والدين هو ان الفكرة في الفلسفة تلزم من يدافع عنها بالتوضيح والتفسير والاستدلال على صحتها بالبراهين المنطقية ووفق قوانين العقل وحسب، على عكس المعتقدات الدينية التي تقوم في أساسها على دوغمائيات وقوالب إعتقادية تعتاش على الايمان المطلق وتستمر بالخوف وتزدهر بالجهل وعماء البصر والبصيرة ..
وأخيراً ، كثير الصدق لمن قال أن الفلسفة هي داء ودواء في مرانها ومرونتها ، و لكن اذا استحجرت في العقول أصبحت قوالب جامدة ، تتعثر بها الخطى وتسد منافذ التفكير ، أصبحت - عندئذ - داء عياء لا حيلة لنطس الأطباء فيه..
للحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الفلسفة ..؟ (2)
- ما هي الفلسفة ..؟ (1)
- على هامش الفلسفة ..
- عَزاؤُنا أنّهم سيَموتونَ يوماً ما ..
- لماذا يحاربنا العالم ..؟!
- تعلم الداعشية في خمسة أيام .!
- المسلم العلماني والمسلم الأصولي
- موتى على قيد الحياة ..
- شواهد - مزعل المزعل (2)
- شواهد - مزعل المزعل
- الحظ أم القداسة ..؟!
- أفكار في فلسفة الفن ..
- ماذا بَعْد .. ؟!
- ليس بعيداً عن السياسة ..
- لا تُصَدْقي أَنّي كَبُرْت ..
- لا علْم إلاّ بالكليّاتْ
- تِجَارَةُ الجَهْل لا تَبورْ ..
- أوهام ديمقراطية .. (2)
- أوهام ديمقراطية .. (1)
- هموم فيسبوكية ..2


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - ما هي الفلسفة .. ؟ (3)