في السنة الأولى بعد مئوية بلفور

ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 14:24
المحور: القضية الفلسطينية
    

في السنة الأولى بعد مئوية بلفور
ناجح شاهين
فتحت أمريكا وإسرائيل صفحات جديدة من الوعود التي تهدف إلى تخليد الوعد البريطاني من ناحية، وتطويره من ناحية أخرى.
هكذا نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، وأعلنت عن وعد عظيم إحياء لذكرى بلفور تحت عنوان "وعد" القرن أو صفقة القرن.
إسرائيل بدورها قررت أن تحتفل على طريقتها متفوقة على إنجازات أقاربها البيض في الولايات المتحدة: إذا كان الرجل الأبيض قد أعطى لبقايا "الهنود الحمر" الجنسية الأمريكية، ومنحهم محميات كمحميات الحيوانات ليعيشوا فيها، فإن الإشكنازي الأبيض في إسرائيل قد قرر حرمان الهنود الفلسطينيين من أية صفة تربطهم بهذه البلاد.
الأرض وما عليها وما في باطنها حصرياً لليهود الذين هم مواطنوا البلد وحملة جنسيتها الحقيقية. أما العرب فإنهم وجود مؤقت لا بد من التخلص منه في اقرب فرصة سياسية بعد أن اتضح نهائياً أنهم بالتعريف الجوهري لا يمكن أن يكونوا إسرائيليين مهما فعلوا لإرضاء إسرائيل ومهما قدموا لها من قرابين الاعتراف والتسليم ومن شارات التبعية والاستسلام لما تريده منهم ولهم.

هكذا نحتفل اليوم بمناسبة وعد بلفور بصفته مناسبة "احتفالية" أخرى مثل مناسبة الدولة الفلسطينية التي ستحل بنا بعد أسبوعين بالتمام والكمال.
لا تستغربوا صديقاتي وأصدقائي، نحن حولنا حياتنا الى مناسبات "نحتفل" بها مثل أعياد الميلاد. لسنا في وارد صناعة الحدث/الواقعة/الواقع السياسي من أجل تغيير اتجاه صيرورة التاريخ في هذه البلاد، وعلى هذه الأرض التي تتسرب تدريجياً من بين أصابعنا مثلما تسربت الأندلس. نحن في آخر الطريق: إننا في غرناطة، نعاني الجوع والرخاء والارتخاء والعزلة، وننتظر النهاية. لا نستطيع أن نفعل أي شيء لتغيير الواقع الذي بشر به ’رثر بلفور: اليهود أمة، لهم حق الدولة في فلسطين ولا انتقاص لحق من حقوقهم السياسية في البلاد التي يهاجرون منها. الفلسطينيون أقلية دينية/اثنية لا يجوز انتقاص حقوقها المدنية أو الدينية.
المشكلة يا سيد ارثر أن فيصل الحق هو الحق السياسي فإن ذهب، ذهبت الحقوق كلها.إن لم يكن عاجلاً فآجلاً.
ها هي حقوقنا، بل وجودنا كله يتعرض لتهديد مصيري مريع.
لكننا من المحيط إلى الخليج سنحذو حذو المقاومة، ونرتفع إلى مستوى التحدي/الكارثة.
وعندها ستندحر الوعود والمشاريع ومن يقف وراءها ومن ينفذها من معسكرهم، ومن يتواطأ معها من معسكر الأعراب الذي لا يفقه من أمره شيئاً.

#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات