أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب : هل كان السادات خائناً ؟














المزيد.....


خالد الكيلاني يكتب : هل كان السادات خائناً ؟


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 07:24
المحور: سيرة ذاتية
    



دخلت السجن صبياً صغيراً وأنا على أعتاب المرحلة الجامعية في حملة سبتمبر 1981 التي كان يُطلق عليها " التحفظ السياسي " ، وكانت التهمة الموجهة لمعظمنا في تحقيقات المدعي الإشتراكي هي رفضنا لإتفاقية السلام مع إسرائيل الشهيرة بإتفاقية كامب ديڤيد .
كنت أصغر المعتقلين أو " المتحفظ عليهم " سناً ، وكانوا يأخذوننا ليلاً في سيارات ميكروباص بستائر مغلقة من سجن مزرعة طرة إلى مقر المدعي الإشتراكي بالدور الحادي عشر من مبنى وزارة العدل بلاظوغلي … لم تكن هناك تحقيقات بالمعنى المعروف ، فليست هناك تهم موجهة إلينا ، والقرار الذي كان صادراً من الرئيس السادات في 5 سبتمبر كان بالتحفظ علينا في مكان أمين لمدة 5 سنوات تطبيقاً لقانون العيب ، ولذلك كانت التحقيقات مجرد دردشة ودية لا أكثر ، ولا علاقة لها بحبسنا من عدمه .
كان من يحقق معي وقتها هو المستشار الجليل يوسف عبد الله دراز مساعد المدعي العام الإشتراكي - وقتها - رحمه الله ، وكان رجلاً بشوشاً سمحاً يعاملني كأب لإبنه ، لا كقاضي تحقيق مع معتقل سياسي .
أذكر أنه سألني في جلسة التحقيق الأولى عن أشياء كثيرة كان من بينها بالطبع موقفي من إتفاقية كامب ديڤيد ، وقلت له بالطبع أنني أرفضها ، وعددت له أسباب رفضي لها ، وعرج بعد ذلك لسؤالي عن رأيي في الثورة الإيرانية التي اندلعت قبل هذا التاريخ بعامين وأسست لجمهورية إسلامية في إيران بزعامة آية الله الخوميني ، ثم في الإنتخابات الفرنسية التي أتت بفرانسوا ميتران كأول رئيس إشتراكي لفرنسا في مايو من نفس العام .
وفجأة باغتني بسؤال : هل كان الرئيس السادات خائناً ؟ - كان السادات قد أغتيل قبل جلسة التحقيق هذه بحوالي شهر - فقلت له إطلاقاً ، السادات رحمه الله لم يكن خائناً … توقف الرجل عن النظر والتقليب في الأوراق التي أمامه ، ونظر لي بدهشة وأعاد السؤال مرة أخرى ، فأعدت نفس الإجابة .
- قال لي لكن زعماؤك الكبار من اليسار يتهمونه بالخيانة بسبب كامب ديڤيد ، بل منهم من لا يترحم عليه مثلك !!! .
- قلت له : سيدي أنا لم أكن أحب أنور السادات ، ولكنني ضد الإغتيال السياسي تماماً ، وأعتبره شهيداً ، أما أنه كان خائناً فلا يمكن أن يكون رئيس مصر خائناً ، هو كان يعمل لمصلحة الوطن ، ولكنه يرى مصلحة الوطن من وجهة نظره التي قد تختلف مع وجهة نظري تماماً ، وقد كانت رؤيته لمصلحة مصر غير صحيحة فوافق على كامب ديڤيد .
ولو سئلت هذا السؤال الآن بعد 37 سنة لأجبت نفس الإجابة ولكنني كنت سوف أضيف عليها بحكم العمر والخبرة العبارة التالية " وربما تكون رؤيتي أنا لمصلحة الوطن هي الرؤية غير الصحيحة " .
فكل منا يرى مصلحة الوطن من وجهة نظره هو ، ولكن ليس معنى ذلك أن نتهمه بالخيانة لأنه كان مختلفاً معنا .
الخيانة يا سادة لها تعريفات محددة ومنضبطة في القوانين والتشريعات في العالم كله … وليست كلمة قبيحة نطلقها على كل من نختلف معهم في الرأي أو في المواقف السياسية ، مهما كانت درجة هذا الإختلاف .
تماماً كما نطلق كلمة نصاب على كل شخص ضحك علينا أو غشنا في ثمن كيلو جوافة ، مع إن النصب هو جريمة لها ركنيها المادي والمعنوي ولها شروطها ، ولا يمكن أن نطلقها على هذه السرقات الصغيرة التي نتعرض لها يومياً في الشارع والمترو ومع حراس الجراچات .
أختلف مع السادات في إطلاق يد الإخوان والجماعات الإسلامية في مصر ، وأختلف معه في تفريغ نصر أكتوبر من مضمونه ليس بمعاهدة السلام ( كامب ديڤيد ) وحدها ، ولكن منذ إتفاقية فك الإشتباك الأولى في عام 1974 ، واختلف معه في زيارة القدس … لكنه لم يكن خائناً ، بل كان يعتقد - برؤيته هو - أن ما يفعله كان لمصلحة الوطن .
وأختلف مع مبارك في كل سياساته ، كل سياساته على الإطلاق بدءاً من عام 1990 ، وربما قبلها … لكنه لم يكن خائناً ، بل كان يعتقد - برؤيته القاصرة - أن ما يفعله كان لمصلحة الوطن .
الخائن الوحيد بالمعايير القانونية التي يرتاح لها عقلي وضميري ، من بين كل من حكموا مصر … هو محمد مرسي العياط .



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان كمان … نزل فيهم قرآن !!!
- خالد الكيلاني يكتب : هل هناك حل ؟
- خالد الكيلاني يكتب : ما بين مبارك والسيسي … دروس الماضي ، وإ ...
- خالد الكيلاني يكتب : عفواً أستاذ مكرم … إنه إعلام المصطبة
- خالد الكيلاني يكتب : عفواً فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع ال ...
- خالد الكيلاني يكتب : هوامش على دفتر الحوار …
- خالد الكيلاني يكتب : صديقي وأنا وخالد علي وشارع شامبليون !!!
- خالد الكيلاني يكتب : الرئيس السيسي وسياسة لعب الكبار
- خالد الكيلاني يكتب : ولا أي إندهاشة !!!…
- الفوضى الإعلامية … والخراب في العالم العربي !!!
- موقفي من النقاب والحجاب ... ورأيي في الخمار والجلباب .
- خالد الكيلاني يكتب : ‏Master Seen الجماعة و- العسكر- !!!
- إيه اللي حصل ... وإزاي حصل ؟!!! . الخطة ... 1
- خالد الكيلاني يكتب : قصة مشادتي مع وزير خارجية قطر الأشهر
- الميكروفون واللافتات والإسلام الجديد ... وأنا ( الحلقة الأول ...
- خالد الكيلاني يكتب : قراءة هادئة في قرار ترامب بمنع مواطني 7 ...
- خالد الكيلاني يكتب : لماذا العاصمة الجديدة ؟
- حقوق الصحفيين قبل حرياتهم يا أستاذ إبراهيم
- خالد الكيلاني يكتب : يصل ويسلم
- خالد الكيلاني يكتب : عن الحرية الأمريكية


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد الكيلاني - خالد الكيلاني يكتب : هل كان السادات خائناً ؟