أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرحمن مطر - ترامب وعرش الدم














المزيد.....

ترامب وعرش الدم


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 18:21
المحور: حقوق الانسان
    


ربما تكون نبوءة عالم الإجتماع البريطاني كريستوفر ديفيدسون، بشأن مستقبل منطقة الخليج قريبة من التحقق، على أرض مملكة آل سعود. المملكة التي نشأت من غبار، سوف تؤول مع أمير المنشار ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الى خراب، لكنه خراب يساهم أمراء آل سعود في الوصول إليه من خلال سياسات القمع والبطش والفساد والتسلط والإرهاب.
يرى ديفدسون في كتابه " آخر الشيوخ " أن الشعوب لا يمكن ان تصمت الى ما لا نهاية، ونحن نضيف أن محاولة واد الربيع العربي، والثورة السورية بشكل خاص، لن يُطفئ جمرة التغيير التي تستعر في قلوب الناس المقهورين. وتبدو رياح التغيير – وهي في مكمنها – أشد غلياناً، وستكون عاصفة جارفة، طالما ان الاستبداد يحاول ان ينشب اظفاره بعمق اكثر وبوحشية اشدّ، دالّتها اليوم اغتيال الخاشقجي، وسعي المجتمع الدولي لطيّ صفحة الجريمة، خاصة وان دونالد ترامب، يجهد لجعل محمد بن سلمان رسولاً للتغيير والبناء والسلام وأشياء اخرى.
في الواقع، يحتاج ترامب الى أن يُقنع نفسه بالرواية الملكية السعودية الركيكة التي صادق عليها بومبيو في الرياض، لإنقاذ قتلة جمال خاشقجي، من الإنكشاف أمام الرأي العام، بصورة أكبر قد تُعادل بشاعة الجريمة التي تم التخطيط المسبق لها، عن سابق الترصد كما يدلل عليها في التعبير القضائي. وترامب ليس من الغباء بحيث تنطلي عليه حكاية مفبركة. لكنه رجل أعمال، كل شئ لديه قابل للبيع والشراء، فدخل بثقله، ليمنحها ثقة، لا يمكن لأحد في العالم أن يأخذ بها، سوى أولئك الذين يريدون ذرّ الرماد في العيون، وإسدال الستار على الجريمة.
الأميركيون، يعرفون جيداً تلاعب ترامب وسمسرته، واستغلاله لكل شئ. ويحصون عليه كذباته، ويوثقونها، ليوم يُحاسب فيها. كانوا أقرب منّا الى جمال خاشقجي، وهم يعترضون على تصريحات ترامب، ويتهمونه بالتواطؤ مع السلطات التي أمرت بارتكاب جريمة تصفية كاتب وصحافي، على خلفية ممارسته لحقه في التعبير وإبداء آرائه. وبأن قاطن البيت الأبيض، يريد إغلاق الملف بأية صورة كانت، لأنه عجول على قبض ثمن المساومة، والموقف المنحاز الى جانب الاستبداد.
كان يمكن لواشنطن بالفعل ان تلعب دوراً فاعلاً في الكشف عن حقيقة الدوافع. ما حدث بات معروفاً منذ ساعات التغييب الأولى، وبأنه اغتيل، وكل التفاصيل الأخرى على أهميتها في إماطة اللثام عن أسلوب التصفية الجسدية والوسائل التي استخدمت، وما حملته التسريبات، كلها لتؤكد على أمر أساسي هو القتل. لكن الكشف عن الأسباب – من وجهة نظرنا – هي الأهم في هذه القضية، وموقف ترامب وتصريحاته حول مصداقية الرواية الملكية السعودية، هي لحرف الانتباه بعيداً عن أن الهدف هو تكميم الأفواه، منع الكتابة والقول.
الصحافة الامريكية ووسائل إعلام اخرى، هي التي جعلت من اختفاء خاشقجقي قضية عالمية، وأحرجت البيت الابيض بدرجة مؤثرة، وهي تواصل جهدها للمزيد من كشف الحقائق، بما في ذلك تواطؤ ترامب لتمرير الجريمة وتبييض صفحة القاتل، كما يتم تبييض الأموال القذرة. لكن كل ذلك مع الزمن سوف يبقي من قضية اغتيال صحافي وكاتب مرموق، علامة فارقة في السياسة الامريكية، مثلما أحدثت شرخاً كبيراً في ثقة المجتمعات العربية والسعودي، بصورة خاصة من آل سلمان بن سعود.
بالمقابل لعبت الصحافة الممولة سعودياً، دوراً كبيرا في تضليل الرأي العام على مدار ثلاثة أسابيع من الكذب والتلفيق، واستهداف دول وأجهزة إعلام وأفراد، واتهامهم باكذب والتزوير وغير ذلك، فيما الحقيقة مُدركة منذ لحظة التغييب، ليأتي بعدها تخبط من نوع آخر، وإرباك لا قرار له حتى في وصف القتلة المأجورين بين وفد تفاوض أو وفد تحقيق،حتى باركت واشنطن الرواية المهلهلة، وسط تأييد أعمى من ديكتاتوريات المنطقة.
يدّعي البيت الأبيض، أن قضية حقوق الإنسان وحرياته، هي واحدة من أهم اولويات انشغالاته، وجوهراً لسياساته الخارجية، هذا الإدعاء من حيث النصوص هو صحيح ونقرّ به. لكن تطبيقاته وآليات العمل فيه، ذات أوجه متعددة ومتلونه، مثل حيّة رقطاء تجدد جلدها. القول أنها تكيل بمكيالين هو تشبيه ضعيف عدا عن كونه مستهلكاً. في الغالب هي عصا، أداة تلويح بالعقاب والأجر، في تعامل البيت الأبيض مع حكومات العالم، ومنها العربية السعودية التي وصلت فيها درجة الطغيان الى حالة هيستيرية، لم تعد فيها قادرة على احتمال النقد، وعلى مناقشة حرة لسياساتها، وتجبرها وتسلطها على شعبها.
لم تقف إدارة ترامب حتى اليوم مع قضايا حقوق الانسان، بالصورة التي تحدّ فيها من الانتهاكات المستمرة والمتصاعدة، للحقوق والحريات، في اي مكان من العالم. سياساتها في هذا السياق موجهة لفرض أجندات البيت الابيض على الحكومات، بهدف تحقيق مصالح محددة، حتى وإن كانت تلك السياسات تنال من المبادئ والقيم الامريكية، أو انها تتناقض مع القوانين والأعراف الدولية. جاءت إدارة ترامب كي تمنح الطغاة في العالم دعماً غير محدود في ممارسة القمع والقهر ضد الشعوب، كان قتل الخاشقجي احد تجلياتها.
ما كان لحكم بن سلمان أن يقترف مثل هذه الجريمة، لو أنه لم يكن مطمئناً الى دعم الولايات المتحدة، إدارة ترامب بشكل خاص، الذي يتعهد بحماية عروش الدم، مقابل المال ولا شئ غيره.
التعويل اليوم هو على الرأي العام وصنّاعه، مثل الصحافة الأمريكية، التي أعلنت أنها لن تتوقف عن ملاحقة القتلة. نحن أيضاً يجب ان نستمر في النضال من اجل الحقوق والحريات، حق حرية التعبير مقدس، وحياة الإنسان مقدسة. وإذا ذهبنا باتجاه التسامح والنسيان، فإن رياح التصفية سوف تعصف بحقوقنا جميعا. العدالة مرةأخرى في وجه التآمر الدولي الكريهة لتسوية ملف خاشقجي، وتعويم القتلة أمثال بن سلمان وبشار الأسد وأشباههم من الطغاة الذين ينعمون بدعم الغرب، قوى المافيا الكبرى في العالم.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش وقسد واستهداف المدنيين مجددا
- تغييب خاشقجي: اغتيال لحرية الكلمة
- تذويب جبهة النصرة وأخواتها
- إدلب: اتفاق جذوة الجمر !
- إدلب والثور الأبيض
- الصراعات الدولية والثورة السورية
- قراءة في رواية حيث يسكن الجنرال
- الثورة السورية: هزائم وانتصارات
- سوريا: التعذيب حتى الموت
- حرب العالمين ضد حوران
- المعتقلون في السجون الأسدية .. ناجون الى حين !
- النظام الأسدي و النموذج الإسرائيلي
- الإبادة الجماعية المنظمة في سوريا: المحرقة الأسدية
- الدور الايراني في سوريا والصراع مع اسرائيل
- الحرب التي لا تنتهي !
- سوريا: المغيبون والمصير المجهول
- تجليات وأوهام سوتشي
- عفرين والمصير المرير
- سوتشي: الهروب من استحقاق جنيف
- تبخّر داعش .. وتمكين الاحتلال في الرقة


المزيد.....




- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالرحمن مطر - ترامب وعرش الدم