الضمان الاجتماعي وتدني التحصيل في مدارس الوكالة

ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 6039 - 2018 / 10 / 30 - 11:28
المحور: القضية الفلسطينية
    

الضمان الاجتماعي وتدني التحصيل الدراسي في مدارس الوكالة
ناجح شاهين
ولدت وكالة الغوث الدولية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين منذ ما يناهز السبعين سنة.
وقد دخلت في العقد الأخير من عمرها في أتون أزمة سياسية/مالية قد تودي بحياتها.
ومن أعراض تلك الأزمة القاسية، تقليص الخدمات كماً ونوعاً وصولاً إلى حضيض خمسين طالب في الصف الواحد.
وقد نجم عن ذلك ظاهرة لا مثيل لها في العالمين: فجأة أصبح لدى الوكالة فائض كبير في أعداد المعلمين (بسبب إلغاء الكثير من الشعب الدراسية). وهؤلاء المعلمون الفائضون عن الحاجة يزجون أوقاتهم في أشياء محدودة مثل الخراريف والنكات والملل...الخ، لذلك نقترح السماح بطاولة الزهر وورق الشدة في مدارس الذكور، بينما يمكن ممارسة النسيج وأعمال المنزل في مدارس الإناث.
في هذا السياق "اكتشف" أحد عباقرة جهاز التعليم في الوكالة "عملاً" لإشغال المعلمين يتمثل في القيام بأبحاث "علمية" عن أسباب تدني التحصيل الدراسي في مدارس وكالة الغوث.
صدق العرب: "شر البلية ما يضحك".
بشرفكم هل يمكن لعادل إمام أن يكون فكاهياً أكثر من الوكالة؟!
يعني غرف السجون أقل اكتظاظاً وقسوة من غرف المدرسة، والمعلم تائه ويرزح تحت التهديد الدائم بوجود التمويل وعدم وجوده، وبقاء الوكالة أو تصفية أعمالها. لكن مدراء الوكالة يريدون البحث في أسباب تدني التحصيل وتطوير قدرات المعلم على كتابة التقارير الموجهة لرؤسائه ...الخ الخ
أحد المعلمين قال لي ضاحكاً بألم: "أخشى أن يتم الانتهاء مني قبل أن أنتهي من كتابة البحث".
وأنا أشاهد اعتصاماً ضد "الضمان الاجتماعي" قال أحد المحتجين: "خايف يقشطونا القرشين اللي معنا، بعد عشر، خمس طعشر سنة ، تروح السلطة وتروح مصارينا معها."
حالة عبثية من اللايقين تسيطر على الفلسطيني في تفاصيل حياته اليومية ذاتها، وهو وضع لا يمكن تغييره إلا بالثورة وقلب الطاولة على رأس الاحتلال و"المجتمع الدولي" على السواء.

#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات