أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - حمار وحصان يجران عربة واحدة














المزيد.....


حمار وحصان يجران عربة واحدة


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 6039 - 2018 / 10 / 30 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حمار وحصان يجران عربة واحدة
محمد الذهبي
ذهب كاتب شاب الى الروائي المشهور الكسندر ديما او الكسندر ديماس، مؤلف رواية الفرسان الثلاثة وغيرها من الروايات والمسرحيات المهمة، وعرض عليه ان يتعاونا معا في كتابة احدى القصص التاريخية، وفي الحال اجابه ديماس بسخرية وكبرياء: كيف يتعاون حصان وحمار في جر عربة واحدة، وعلى الفور رد الاديب الشاب: هذه اهانة ياسيدي، كيف تسمح لنفسك ان تصفني بانني حصان، ربما تكون وزارة الثقافة من اسوأ ما حظي به المثقف العراقي على مدى عقود من الزمن، فقد رسمت هذه الوزارة صورة بشعة للمثقف حين استهلكته في التطبيل لحروب لم يكن مؤمناً بها، وكان الاحرى به بعد 2003 ان يتحرر من ربقة جمود الوزارة واحتكارها له في المطالبة بتحرر الثقافة، عندما ارتقيت السلم الى غرفتي وجدت اكثر من مئة نسخة من مجموعتي الشعرية التي طبعتها بسبعمئة وخمسين دولاراً، سددتها لدار النشر على شكل اقساط شهرية بمساعدة بعض الاصدقاء، ضحكت كثيراً من غبائي وانني اشبه الى حد كبير حمار ديماس الذي اراد له ان يكون صفة للأديب الشاب ، فكان ان التصق به وصار صفة له، المثقفون العراقيون يحاولون ان يكونوا هذا الحمار بمطالباتهم المستمرة ان وزيراً للثقافة يجب ان يكون في هذه الدورة من الوسط الثقافي، وهم يرون ان بناية اتحادهم متهالكة وقديمة وان نادي الترفيه بدأ يتعاطى وجوهاً لا تمت الى الثقافة فقط لتمارس الدمبلة، المثقفون يريدون شريكا لجر العربة ولايهمهم الشريك ان يكون حماراً او حصاناً، هذه العربة ستقف بعد قليل من السير الصعب، الحمار هنا ربما يكون السياسي وربما يكون المثقف نفسه وهذا لايهم بقدر ما تهم نتيجة هذا العمل غير المتكافىء.
شاهدت بعض المثقفين من الذين يريدون الفوز بوزارة الثقافة، ويعتبرون ان هذه الوزارة باسمهم ولهم الحق بقيادتها، وانا اطلعت على مثقف وضع بدرجة خاصة، فما كان من المحيطين به الا ان يشوهوا صورته باعمال سرقة ليس له بها علم، ربما يكون المثقف نزيهاً ، ولكنه لايقوى ان يكون شديداً ليرى نفسه في النهاية ضحية بعض اللصوص والثعالب التي تملأ مفاصل الوزارة، ربما يكون كاتباً مسرحياً ناجحاً ويضع السياسيين باماكنهم الصحيحة في مسرحيته، لكنه ليس ضرورة ان يكون وزيراً ناجحا، فن الادارة مختلف تماما عن فن كتابة الروايات والتمثيل والشعر، خير للمثقف من ان يكون شريكا بجر العربة ولايدري ايهم سيكون ، الحمار ام الحصان، خير له ان ينادي بتحرير الثقافة من براثن هؤلاء والغاء الوزارة التي تسيء اليهم ، وتستنزف قواهم وكتاباتهم في بغداد عاصمة الثقافة، ثقافة السرقة والضحك على الذقون، الثقافة حرة والأدب حر ولا وجود لاتحادات هزيلة ترسل بايفاداتها من تشاء اسبوعياً في حين تفتقر الى نشاط ادبي او ثقافي حقيقي، اكداس من الكتب ويقابلها جهل مطبق على الغالبية العظمى وامية تكاد تكون اكثر من خمسين في المئة، ليتحرر المثقف لعله يستطيع ان يفعل شيئاً حقيقياً او قل عسى ان يعفى من دور الحمار في عربة ديماس.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرج
- وهذا أيضاً جيّد، لئلا تنفلت أخرى
- ( ايموت العزيز ويكبر ......)
- شنشنة اعرفها من أخرمِ
- احتمالات
- ثقافة التظاهر وخراب البصرة
- يا بصرةُ الخير
- هلب هلب... بيدمن الطلب
- ( اكلان التبن بالمدرسهْ)
- الأرض ستنجبنا ثانية
- تقحَّمْ فتحتارُ ايَّ الدروبِ... ستقحمُ في حظك العاثرِ
- إنَّ أبي موجود
- كلُّ يومٍ يقتلونهُ ويعود الى الحياة
- ( عبود اجه امن النجف... شايل مكنزيّه)
- هيّا اقتلوني دمي يبغي خناجِرَكُمْ
- خطة وزارة التربية وبيع الاسئلة
- قصيدة الى العالم الآخر
- كرة الثلج
- ما يأتي بالسيفِ لا يأتي به القلمُ
- بِمَنْ تُفاخِرُ يا دحروجةَ الجعَلِ


المزيد.....




- -يا إلهي-.. رد فعل عائلة بفيديو وثق بالصدفة لحظة تصادم طائرة ...
- ماذا نعلم عن طياري المروحية العسكرية بحادث الاصطدام بطائرة ا ...
- إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة س ...
- العلماء الروس يرصدون 7 توهجات شمسية قوية
- أسير أوكراني يروي كيف أنقذ الأطباء الروس حياته
- على شفا حرب كبيرة: رواندا والكونغو تتصارعان على الموارد
- ألمانيا تمدد 4 مهام خارجية لقواتها قبيل الانتخابات
- مرتضى منصور يحذر ترامب من زيارة مصر (فيديو)
- -الناتو- يخطط لتقديم اقتراح لترامب بدلا من غرينلاند
- مشهد -مرعب-.. سماء البرازيل -تمطر- عناكب والعلماء يفسرون الظ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - حمار وحصان يجران عربة واحدة