نقد نظرية (وجد الجنس لغرض الحفاظ على النوع)

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 22:54
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

تشيع، على مستوى عام، وبالخصوص في الاوساط الدينية، نظرية: (وجد الجنس لغرض الحفاظ على النوع) وهذا خطأ شنيع لا يمكن السكوت عليه، فالجنس وجد كغريزة حيوانية لا يخلو منها أي حيوان، فهي اذا أفضت بحمل للأنثى وبالتالي انتاج مولود فهو تحصيل حاصل؛ ولو كان الجنس الهدف منه الانجاب وبالتالي الحفاظ على النوع، فالنظرية ليست بصحيحة، ولو كانت صحيحة لماذا الرجل العقيم يمارس العملية الجنسية بشكل طبيعي؟، وهو يعلم أن ذلك ليس ورائه حمل وانجاب، بل ولربما أن العقيم يكثر من العملية الجنسية اكثر من سواه من الاشخاص الذين ينجبون، هذا من جانب، ومن جانب آخر، لو كان الهدف والغاية من وراء الجنس هي لغرض الحفاظ على النوع، لماذا الرجل لا يقلع عن الجنس حينما يتيقن أن زوجته ظهر عليها الحمل وانتهى الامر؟. ثم لماذا الرجل لا يكون اتصاله الجنسي بزوجته في كل شهر مرة أو في كل نصف شهر بل على الاقل في كل اسبوع مرة واحدة؟. وهذا دليل واضح على أن الجنس وجد لإشباع لذة ولاستفراغ الحيامن من البروستاتا، لأن بقاء هذه الحيامن في البروستاتا سوف تتعرض على مرض السرطان. وغالبا ما يصاب الرجال وخصوصاً كبار السن بهذا المرض من الذين ماتت ازواجهم أو انفصلوا عنهن أو لم يتزوجوا، لذلك فالأطباء المختصون بالطب الجنسي والنفسي دائماً ما ينصحون مرضاهم من الذين انفصلوا عن النساء ولم يقومون باستفراغ تلك الحيامن، أن يقوموا بإفراغ تلك المادة حالاً بطريقة أو بأخرى.
وإذن فـ "إن ممارسة الجنس أمرٌ محوريٌّ للشخص سواءً كان في مجتمعٍ محافظ أم لا، فالجنس مهمٌّ ليس من أجل الإنجاب فقط بل من الناحية البدنية والنفسية والاجتماعية حسب بعض الدراسات".

ونؤكد على أن "عملية المعاشرة الجنسية منذ ملايين السنين كآليةٍ لنقل الحيوانات المنوية لتخصيب البويضة وبدء الحمل، ولكن المعاشرة لا تعني فقط اجتماع مجموعتين من الجينات بل هنالك العديد من الفوائد البيولوجية التي تنتج عن العلاقات الجنسية بحسب ما تشير إليه عددٌ من الدراسات الحديثة".
وكذلك فأن هناك بعض الدراسات الحديثة تشير الى" أن الجنس بأنواعه، بغض النظر عن الجماع من أجل الإنجاب، يمكن أن يحقق مكاسب بيولوجية، يزيد من ترابط الأزواج، ويزيد من التفكير الإبداعي للشخص، كما ويساهم في الحفاظ على صحةٍ جيدة".
وبعد أن ابطلنا النظرية التي تقول أن الجنس وجد خصيصا لغرض الانجاب وبالتالي المحافظة على النوع لدى الانسان ولدى الحيوان الاعجم. وقد لاحظنا، كما لاحظ غيرنا، أن الكلاب والقطط يجتمعون على انثاهم ما بين الثلاث أو اربع أو الخمس افراد وهم يمارسون هذه العملية، من اجل البحث وراء اللذة التي تحصل فور هذه العملية، لأنهم لا يعون او يدركون بأنهم سينجبون ويخلفون حيوانات اخرى، حتى نقول أنهم يحافظون على النوع، ولا تقل لي: أن وراء ذلك غريزة او فطرة كامنة ومتأصلة في الحيوان؟!.
ملاحظة// إن وجود هذه الغريزة في الانسان، والحاحها المستمر من اجل اشباعها، لهي اكبر جريمة بحقه، اذ وقعت تحت طائلتها ملايين الجرائم، من قتل واغتصاب.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين