|
-مؤتمر العمال العرب الأول- 11 كانون الثاني 1930 – حيفا
جهاد عقل
(Jhad Akel)
الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 22:32
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
من تاريخ الحركة النقابية العربية الفلسطينية "مؤتمر العمال العرب الأول" 11 كانون الثاني 1930 – حيفا
عندما نقوم بالبحث والتمحيص في أدبيات ووثائق الحركة النقابية العربية الفلسطينية، نواجه العديد من الصعاب في العثور على وثائق كامله لتاريخ هذه الحركة، لكن بعد بذل جهود حثيثة تمكنت من تجميع البعض من هذه الوثائق ومنها صور لوثائق خطية لدعوات لاجتماعات والبعض من القرارت التي اتخذتها القيادة النقابية منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي، من قبل الشيوعيين ورفاقهم من نشطاء الحركة الوطنية، وبالرغم من عدم التوافق التام في وجهات النظر بين الجانبين إلا أنهم تمكنوا من المحافظة على وحدتهم النضالية حتى مرحله متأخرة من سنوات الاربعين من القرن الماضي اي خلال مرحلة تواجد الانتداب- الاستعمار البريطاني، وقيام نشطاء الحركة الصهيونية بأعتداءات متواصلة على العمال العرب وعلى حركتهم النقابية. في هذه الفترة أعلاه تنامت مرحلة التكوين للطبقة العاملة العربية الفلسطينية وبموازاة ذلك لا يمكن التنكر لحقيقة التنظيم للنشاط النقابي وعمل هذا التنظيم وفق أنماط تنظيمية نقابية بالامكان التفاخر بها لتلك المرحلة، بما في ذلك التوثيق وعقد الاجتماعات التنظيمية والمؤتمرات، ووضع خطط العمل ومتابعة تنفيذ القرارات . ومن هذه الوثائق الهامة التي نحن بصددها هنا "كراس المؤتمر الأول لجمعية العمال العربية الفلسطينية الذي عُقِدَ في قاعة النادي الإسلامي في مدينة حيفا يوم ١١كانون الثاني ١٩٣٠م، وتمت طباعته في "المطبعة الأهلية التجارية". سوف نقوم بإستعراض ما جاء في هذا الكراس من أحداث المؤتمر في هذه الحلقة وفي حلقات قادمة، لأننا نجد فيه بصمة واضحة لبداية التنظيم النقابي الفلسطيني الممأسس والبصمة الواضحة للقيادة الشيوعية العربية الفلسطينية ورفاقها من القيادات النقابية الوطنية، سواء كان في الابحاث او في القرارات او في التنظيم او في تشابك علاقاتها عربيًا ودوليًا. كما يتضح لنا أن الحركة النقابية الفلسطينية كان لها دور هام في دعم وتطوير الحراك النقابي العام ليس فقط على صعيد فلسطين،بل على صعيد العالم العربي عامة، وتبني المسار النقابي - الأممي في مسيرتها حيث نجد أنّ من بين المؤسسين لحركتنا النقابية عمالا من سوريا وغيرها ممن كانوا يعملون في فلسطين في تلك الحقبة من الزمن.
• حركة العمال الفلسطينية مقرونة بالحركة التحررية يقع كراس (أو كتيب) المؤتمر الاول للعمال العرب في ٤٨ صفحة، وجاء في مقدمة الكراس، وتحت عنوان "كلمة العمال" في هذا الكراس الذي تضعه اللجنة المركزية لجمعية العمال العربية الفلسطينية أمامكم بيان واف عن المؤتمر الأول للعمال العرب في فلسطين "ص٢، وجاء على الصفحة نفسها:" حوادث هذا المؤتمر تُسجّل ببساطة متناهية تاريخ حركة العمال الفلسطينية المقرونة بالحركة التحررية، ولا شك أنّ الفئة الأكثر استثمارًا من بقية طبقات العمال في فلسطين هي الطبقة العاملة (الفعلة)،تلك الطبقة التي تعطي ثمرات أتعابها لغيرها ولا تجد في النهاية شيئًا ترتكز عليه،لأن أفرادها إضطروا لبيع أنفسهم وقوتهم من شدة الضنك والفقر إلى الأغنياء الرأسماليين،تلك الطبقة قد إستيقظت وإبتدأت تعمل للتخلص من تأثير ذوات البلاد وطبقة الأغنياء الذين إستثمروها لدرجة فظيعة". واضح أن المقصود بكلمة "إستثمارها" هو إستغلالها .
• "مركزًا" للدفاع عن جميع المظلومين يتعرض كاتب المقدمة للكراس العديد من الجوانب المتعلقة بتأسيس الحركة النقابية العربية في فلسطين رسميًا، والحصول على مصادقة رسمية من قوات الإنتداب البريطاني بتاريخ ٢١/٣/١٩٢٥ م، وهو التاريخ الرسمي لتأسيس الجمعية، ونجد في مقدمة الكراس وعلى نفس الصفحة الثانية روح الوحدة النضالية وكون الحركة النقابية والطبقة العاملة الفلسطينية تحمل هموم جميع المظلومين في الوطن عامة بالقول:" عقد المؤتمر في وقت سرت فيه روح اليقظة بين جميع الطبقات العاملة في فلسطين،فواجب العمال إذًا ليس المدافعة عن مصالحهم فقط، بل يجب أن يكونوا مركزًا للدفاع عن جميع المظلومين والمستعبدين ويجاهدوا في سبيل تحريرهم".
• الصهيونية والأغنياء العرب = مصلحة واحدة وعمّا واجهه العمال من مقاومة لتنظيم مؤتمرهم وتنظيم صفوفهم من قبل أصحاب المصالح ومحاولاتهم إفشال عقد المؤتمر جاء ما يلي :" ولقد استاء أعداء العمال العرب من الصهيونيين والأغنياء العرب ..."الذين قاموا ": بهجوم عنيف ضد المؤتمر وضد جمعية العمال العربية الفلسطينية،التي دعت له وهذا العداء كان منتظرًا منهم بعد أن عاينوا قرار العمال برفع الظُلم عن عاتقهم ليتمكنوا من الوصول الى حياة إنسانية هنيئة وإن كان لا يهمنا كثيرًا غيظ أعدائنا، إلا أنه يسرنا أن نرى طبقة العمال تستيقظ وتدخل صفوف التنظيم." ص٣
• وحدتنا ...حصن منيع لنا كما يؤكد قادة المؤتمر في هذه المقدمة بأن "تقاطر العُمّال من كافة أنحاء البلاد للاشتراك في المؤتمر "، ما هو إلا "أكبر برهان" على وحدة الطبقة العاملة الفلسطينية على مختلف مهنها، وأنّ "جميع العمال الناهضين سيعرفون كيف يدافعون عن جمعيتهم،التي هي حصنهم المنيع"ص٣ .
• عرض عدد الناخبين والمندوبين للمؤتمر حوت الصفحة الثامنة للكراس جدولًا لتوزيعة المندوبين ومناطقهم وعدد العمال الأعضاء الذين انتخبوا مندوبي كل منطقة ومهنهم التي تركزت في عمال الصناعات والمهن المختلفة وعمال سكة الحديد الفلسطينية، وبلغ عدد أعضاء الجمعية المنتسبين في هذا الموعد ٣٠٢٠ عضوًا، انتخبوا ٦١ مندوبًا هم أعضاء المؤتمر ويتوزعون على المناطق التالية: حيفا ٢٩ مندوبًا القدس ونواحيها ١١مندوبًا يافا ١٠ مندوبين عكا و شفاعمرو ٣ مندوبين لكل منهما الناصرة واللد ٢ (مندوبان) لكل منهما سورية مندوب واحد وبذلك يكون مجموع مندوبي أول مؤتمر نقابي فلسطيني ٦١ مندوبًا . إشراك مندوب عن العمال السوريين في فلسطين يؤكد أنّ الحركة النقابية الفلسطينية ومنذ تأسيسها كانت حاضنة للعمال الوافدين للعمل في فلسطين من مختلف الدول العربية.
• "إن لم نعمل لأنفسنا لا نجد من يعمل لأجلنا" سبق عقد أول مؤتمر نقابي تنظيمي فلسطيني، عقد العديد من المؤتمرات، ووفق ما جاء في كراس المؤتمر لم يتطرق منظمو هذه المؤتمرات للقضايا المتعلقة بالعمال وبحقوق الطبقة العاملة، وعليه ذُكر في كراس المؤتمر أن شعار المؤتمر وضع كرد على هذا التجاهل وهو اي الشعار:" إن لم نعمل لأنفسنا لا نجد من يعمل لأجلنا"ص٥، وجاء في نفس الصفحة بخصوص المؤتمر وتنظيمه :" هذه خطوة جديّة يخطوها العامل في طريق التنظيم الصحيح،وسيبحث هذا المؤتمربكل الأشياء المؤلمة وبجميع الوسائل لرفع هذه الظلامة عن العامل العربي".
• انتخاب رئاسة المؤتمر كما جرت عملية انتخاب "مكتب رئاسة المؤتمر"بالانتخاب الديمقراطي، مما يؤكد أنّ جذور الحركة النقابية الفلسطينية غرست الروح الديمقراطية في مؤتمراتها وتنظيمها وهذا الأمر مهم أن يعيه النقابيون الفلسطينيون في هذه المرحلة من نشاطهم والحفاظ على المسار الديمقراطي في الحركة النقابية الفلسطينية." فحاز بأكثرية الأصوات الإخوان محمد علي قليلات رئيسًا، من عمال سكة حديد فلسطين وطاهر فرحي نائبًا للرئيس وهو عامل بناء من يافا، وعيد سليم حيمور ورشاد ابي غربية سكرتيرين للمؤتمر".
• برقيات تحية ودعم للمؤتمر وقبيل إفتتاح المجال لإلقاء كلمات المندوبين وإقتراحاتهم قُرئت برقيات التحية والدعم للمؤتمر منها (وفق التسلسل في كراس المؤتمر): برقية عمال غزة، برقية السيد حمدي الحسيني سكرتير عصبة مقاومة الإستعمار الذي يعتذر من خلالها عن عدم حضوره المؤتمر بسبب "مصادرة المستعمرين لحريتي حالت دون مشاركتي العمال العرب عمليًا في مؤتمرهم "ص٥، برقية العمال اليهود المتنورين الثائرين (حيفا)،برقية عمال المطابع بيروت،برقية( القائد الشيوعي) فؤاد شمالي زعيم العمال في سوريا – بيروت جاء فيها:" آسف لعدم تمكني من الحضور، دعوتكم للنقابات السورية تأخرت لم نستطع إرسال مندوبيها لكنها توافيق معكم وتحترم قراراتكم،أقترح تأليف إتحاد النقابات العام والمطالبة بقانون حماية العمال في الأقطار العربية وحرية الإجتماعات والجمعيات الى الأمام ولنحيي طليعة العمال العرب"ص٦، في هذه البرقية يتضح أنّ أول من أطلق شعار ونداء تشكيل الإتحاد العام للعمال العرب هو القائد الشيوعي فؤاد شمالي. كما وصلت برقيات للمؤتمر من "عمال زحلة – لبنان"، ومن الـ "عمال الأرمن في بيروت" ومن "عمال بكفيا (لبنان)، ومن "عمال طرابلس (لبنان) وبرقية من "حركة الأقلية في نقابات العمال في إنكلترا (الكتلة الثائرة)، وبرقية من "مجلس عمال اليهود لندن، وبرقية من مركز عصبة مقاومة الإستعمار واخرى من "جمعية المساعده الحمراء في المانيا". وإخيرًا وصلت رسالة للمؤتمر من "فلاحي وادي الحوارث يشكون حالتهم وطردهم بواسطة الصهيونيين من أراضيهم ويطلبون مساعدة المؤتمر، ربما وصلت هذه الرسالة متأخرة فستسعى اللجنة المركزية للإجابة عليها في فرصة أخرى". كما جاء في الصفحة الثامن من الكراس .
يتبع (في الحلقة القادمة استعراض الأبحاث الهامة والمثيره جدًا للمؤتمر)
#جهاد_عقل (هاشتاغ)
Jhad_Akel#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد مسيرة نضالية عمالية بدأت منذ 6 سنوات: تحقيق انتصارات في
...
-
من تاريخ النضال النقابي الفلسطيني: في الذكرى ال ٧£
...
-
-العمال غير المنظمين يواجهون كارثة بسبب عالم العمل المتغير و
...
-
-حرب باردة- على رئاسة الكونفدرالية الدولية النقابية ITC
-
صفحات من تاريخ نضالنا النقابي
-
هل يستطيع الاتحاد العربي للنقابات (ATC) إحداث تغيير في الواق
...
-
حياة العُمّال في مهب الريح
-
وحدتنا ونضالنا هما صك الأمان لمواجهة السياسة العنصرية للحكوم
...
-
غياب الدور النضالي الوطني التقدمي للحركة النقابية العربية
-
من سيدفع الثمن؟
-
حكومة إسرائيل: عنصريّة بلا حدود
-
في ظل جشع الرأسمالية تتواصل ملاحقة الحركة النقابية
-
هل يحترم البعض مقولة :-أمريكا رأس الحية-؟
-
-بلغت البطالة في الأَرض الفلسطينية المُحتَلّة أَعلى مُستوَى
...
-
أهمية الاتفاقيات الجماعية للعاملين في الفروع التشغيلية غير ا
...
-
الطبقة العاملة في ظل استشراس قوى رأس المال
-
كلمة حق في ذكرى المناضل الشيوعي الرفيق محمد فضل حسّان
-
هل يقف العالم الرأسمالي على شفا الهاوية؟
-
رفض الفكر الصهيوني والفكر الإحتلالي الإسرائيلي ومقاومته هو م
...
-
رجال في الثلج مع إعتذاري للكاتب غسَّان كنفاني
المزيد.....
-
مباحثات تعاونية بين الاتحاد العام لنقابات عمال مصر والاتحاد
...
-
ما هي حقيقة زيادة الرواتب؟ .. المالية تكشف عن جدول صرف رواتب
...
-
WFTU Declaration in Solidarity with the Arrested Unionists i
...
-
العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!
-
ألمانيا.. إضراب ما يقرب من 100 ألف عامل في -فولكس فاجن-
-
بعد مشاركة 100 ألف عامل.. إنهاء إضراب فولكس فاغن التحذيري
-
بيان الذكرى 72 لاغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد على الع
...
-
دعوى على أبل بسبب -التجسس على الموظفين-
-
المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت
...
-
المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|