أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - تكايا المعارضة السورية














المزيد.....

تكايا المعارضة السورية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 10:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ارتبط مفهوم التكية عموماً بكونها ذلك المكان الذي كان يتجمع فيه الفقراء، والشحاذون، والمتسكعون، وهواة التسول و"الصعلكات"، والذين لا عمل لهم في هذه الحياة، سوى التعيش والاسترزاق على الهبات، وعطايا هذا "المحسن"، وذاك عبر الوقوف ساعات على باب التكايا، لجمع الأموال والتبرعات واستدرار عطف الناس. هذه التكايا التي كان ينشئوها السلاطين، والأغنياء، وأصحاب النفوذ والأتقياء، من نفس الأموال التي سلبوها من الفقراء ضحايا لصوصيتهم، ليظهروا بمظهر الطهراء الشرفاء، وكنوع من "البريستيج"، والادعاء، في مجتمعات تعيش برمتها على النصب، والنفاق، والرياء. وكان كل من يريد الاسترزاق، والتسول يحضر إلى هذه التكية لينال شيئاً من هذا الخيّر أو ذاك المعطاء الهمام.

وبعد أن صارت المعارضة السورية تكية حقيقية للوجاهة البلاغية، تتصدق فيها بالبيانات والإعلانات وتقام في حضرتها التحالفات والتكتلات، نحا قسطاً منها أيضاً الباب الدسم الأوسع للاسترزاق العام، والتكسب السياسي على حساب السوريين والمناضلين الشرفاء الفقراء. وحال بعض من فصائل المعارضة السورية، هذه الأيام، وللأسف، ومن برز مؤخرا من أثريائها، ولورداتها، أصبح كحال التكايا التي تضم بعض متسولي السياسة، والمسترزقين الذين يحاولون العيش على هموم، وآلام الناس، ويشحذون باسمه من تكايا عواصم القرار. وقد أصبحت الموضة السياسية الدارجة هذه الأيام قيام البعض بالتسول المالي، والاستثمار السياسي "الواعد"، في هذه التكية التي يبدو أنها بدأت تدر أرباحاً وفيرة، على بعض الطامحين، بالثروة، والمنصب والجاه، من هنا وهناك. فلقد كثر الحديث، وشاع، وأزكمت الأنوف عن تبرعات، وهبات، وتسولات لبعض من رواد هذه التكايا. فمن مؤتمر إلى مؤتمر، ومن عاصمة إلى أخرى، تنصب خيام التكية، وتتم فيها الشحاذة باليورو والفلس والدولار، وتقام لهذه الغاية موائد التبرعات. ولا يعلم أحد بالضبط، من أين، وكيف، وإلى من تذهب كل تلك الأموال؟ فهل أصبح العمل السياسي، والمعارضة السورية تحديداً، تكية حقيقية يتجمع فيها صعاليك السياسة، ومتسولوها للاسترزاق على حساب عذابات الناس؟

وكما هو معلوم، فإن تلك المؤتمرات والاجتماعات، واللقاءات هي ذات كلفة مالية عالية جداً، ولاسيما لمن خبر أوروبا، وعرف مدى ارتفاع مستوى المعيشة، ونسبة الضرائب والغلاء فيها، ومقدار ما تمثله تلك النشاطات، من أموال باهظة، لتلك الأعداد من المدعوين، تنوء بحملها كل "بنوك" فصائل وأحزاب المعارضة السورية المتحركة، مجتمعة ، وكل من يضرب بسيفها، ومن والاها إلى يوم تقبض الآجال. ولا شك أيضاً، هناك من يقوم سراً، أو علناً بتمويل هذه اللقاءات، ودفع ثمن تذاكر الطائرات، وتكاليف الإقامات في الفنادق الفخمة، ومصاريف الطعام والشراب، و"ختامها المسكي" عند المساء بالبارات حيث المنكر، والحسناوات، والعياذ بالله. ومن أبسط بديهيات العمل السياسي هو المصارحة، والعلنية، والشفافية، والمكاشفة، وتقديم كشوف الحسابات للجمهور المنهك من حقب التعتيم والحصار، ناهيك عن الضرورة القصوى، والملحة للحاجة إلى إصدار بيانات علنية، واضحة، وشفافة لا لبس، ولا غموض فيها، عما جرى ودار من جدول أعمال ومناقشات ومباحثات، لا التكتم والتعتيم والمداراة، وهذا للأسف الشديد ما حصل في بعض المؤتمرات مؤخراً، والتي لم تشف غليل المتتبع، والمهتم بهموم وشجون هذه المؤتمرات، ولم تكلف تلك الأوساط المعارضة نفسها عناء إصدار مجرد بضع كلمات، توضح فيها لأولئك العامة و"الدروايش البسطاء"، الغاية والهدف ومحور تلك المؤتمرات، وهذا، ومهما تكن التبريرات، لا مبالاة واضحة، واستخفاف فاقع بكل متتبع على الساحة.

لعل التوضيح والإجابة عن أسئلة من مثل مَنْ موّل، ومَنْ سدد، ومَنْ دفع، ومَنْ قبض، وماذا قبض، وممن قبض، وكم قبض، ولماذا قبض، وكيف صرفت الأموال.....إلخ، أصبحت أكثر من أسئلة ضرورية وملحة، بل ويترتب عليها مسئولية قانونية، علما بأنه قد تجمّع فيض لا بأس به، من المعلومات، عن بعض من متسولي المعارضة السورية، ممن وجدوا، ومن خلالها، فرصاً جيدة، ورابحة للاستثمار المالي، كما السياسي، وحيازة ذاك "البريستيج" والوجاهة، وجمع المجد من أطرافه مجتمعة، ومراكمة الثروات، وبناء الإمبراطوريات المالية المشبوهة، من خلال شعارات سياسية عريضة، ومفضوحة. كما أن دخول بعض من اللوردات، وأساطين المال، من ذوي مصادر الدخل الغامضة، على خط بعض فصائل المعارضة السورية يترك الكثير من الدوائر، وعلامات الاستفهام حول حقيقة أهدافها وطبيعة توجهاتها، ويسلب ، ويتنكر لحقوق الكثيرين من نشطاء المعارضة السورية الحقيقيين والشرفاء، ممن دفعوا سنوات مرة من عمرهم ثمناً للخبز، والحرية، والعدالة، والمساواة، ويضع المسألة برمتها، في ميزان الاستثمار السياسي الواضح الذي تؤمل " عوائده، وأرباحه" في يوم من الأيام.

تقتضي معايير النشاط النضالي، والحزبي، والسياسي المثلى، وتحقيقاً لمصداقية العمل الوطني الحقيقي والجاد، ولكسب ود وثقة وتعاطف الشارع والمتتبع، إعلام جمهور المعنيين كلية، وبشفافية مطلقة، بكل جزئيات وتفاصيل هذا الأمر الخطير والهام، والتعامل بمنتهى الجدية، والاحترام، والاعتبار والكشف العلني عن المصدر الحقيقي للأموال وعدم الاستخفاف، والاستهتار بعقول الناس. وإن لم يتم تغيير هذا النمط المتعالي، والغامض من السلوك، فإن الكثير من الدوائر، وعلامات الشك والاستفهام سترتفع، وستدور حول هؤلاء، تمهيداً لتصنيفهم في "خانتهم الحقيقية"، وإعلان إفلاس رصيدهم السياسي ومهما كان حجم رصيدهم المالي، وبالتالي سقوطهم النهائي من عيون الناس. والأهم من كل هذا وذاك، إن معاناة، وآلام، وبؤس الناس ليست، أبداً، وبأي حال، مجالاً للتكسب والاسترزاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَرَجّل فارسُ الحرفِ الجميل
- قنوات التحريض الشامل
- ما أحلى الرجوع إليه؟
- د.العريضي:أية صورة ستتحسن بعد الآن؟
- مؤتمر اللمّة العربية
- أسرار المعارضة السورية
- الجهاد في سبيل الله
- سوريا: عودة الحرس القديم
- وفاء سلطان:لبوة الشرق، وأسطورة التحدي والإقدام
- فيلسوف من هذا الزمان
- عيد الأمومة: عيد الحب والعطاء
- الصحوة الإسلامية
- المعارضة الذكورية
- أدب السجون
- اختطاف أحمد سعدات
- المشرحة
- سمر يزبك:تكريم المرأة على الطريقة السورية
- أحزاب العرب الكوميدية
- إلى ظبية فراتية
- تحررالمرأة بين الواقع والأحلام


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - تكايا المعارضة السورية