أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - عفواً أستاذنا سيد القمني














المزيد.....

عفواً أستاذنا سيد القمني


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 15:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أحتاج إذا ما حاورت أستاذنا سيد القمني لأن أبدأ بترديد تلك العبارة التي تمررنا من كثرة ترديدها، وهي أن "الاختلاف ‏في الرأي لا يفسد للود قضية".‏
فأستاذنا الكبير سيد القمني أول من يعرف ويعلم الأجيال هذا المنهج في تقبل النقد. كما لا يعني هذا النقد شبهة ‏التقليل من قيمة وريادة أستاذنا في البحث والتنوير.‏
فوجئت ليلة أمس 25 أكتوبر الجاري بأستاذنا في برنامجه التليفزيوني "جبل التجلي العظيم"، يستعرض جملة من سفر ‏الخروج بالكتاب المقدس وهي:‏
خر 12: 38 "وصعد معهم‎ ‎لفيف‎ ‎كثير أيضاً مع غنم وبقر مواش وافرة جداً‎.‎‏"‏
فإذا به يؤول كلمة "لَفِيف" لتصبح "لاويين" الذين هم سبط كهنة العبرانيين، ويستنتج من هذه التخريجة أن العبرانيين في ‏خروجهم من مصر قد اصطحبوا معهم كهنة مصريين، ليقوموا على طقوس عبادة إلههم "يهوه"، الذي استنتج في ذات ‏الحلقة من البرنامج أنه الإله المصري "ست"، ليكون كل من الإله والكهنة العبرانيين مصري.‏
هنا كان يجب أن أتوقف.‏
‏"لَفِيف" كلمة عربية، معناها في المعجم:‏
‏1. شَجَر كثير مُلْتفّ بَعْضه ببَعْض‎.‎
‏2. جَمْع من النَّاس‎.‎
ورأيت أن أذهب للترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس، لأرى إن كانت كلمة "لفيف" المستخدمة في الترجمة العربية لها ‏ذات معناها المعجمي، أم أنها وضعت كتعريب محرف لكلمة "لاويين" كما ذهب أستاذنا، والتي هي بالانجليزية‎ ‎‏"‏Leviticus‏".‏
كانت هذه هي الجملة المقابلة بالإنجليزية من سفر الخروج التي استعرضها:‏
Exodus12: 38" And aa mixed multitude went up also with them- and flocks, and ‎herds, even very much cattle."‎
واضح هنا أن كلمة "لفيف" أو "‏Leviticus‏" غير موجودة، ومكانها كان المعنى المعجمي العربي للكملة وهو ‏بالإنجليزية:‏
a mixed multitude
نفس هذه الكلمة وردت أيضاً في سفر العدد:‏
عد 11: 4 "واللفيف‎ ‎الذي في وسطهم اشتهى شهوة. فعاد بنو اسرائيل أيضاً وبكوا وقالوا من يطعمنا لحماً‎.‎‏"‏
والمقابل بالإنجليزية:‏
Numbers11: 4 " And the mixed multitude that was among them fell a lusting: and the ‎children of Israel also wept again, and said, Who shall give us flesh to eat?"‎
أي أيضاً بمعنى الجمع ‏a mixed multitude
‏"لَفيف" إذن كلمة عربية وضعت لتؤدي معناها المعجمي في الترجمة العربية، مقابل نفس المعنى في الترجمة ‏الإنجليزية، وليست كلمة محرف نطقها عن كلمة "لاويين" أو "‏Leviticus‏" الإنجليزية.‏
أحببت أن ألفت نظر أستاذنا.‏
كما أحببت أن ألفت نظر مستمعيه وتلاميذه الكثر، تصحيحاً لنتائج استنتجها في هذه الحلقة من برنامجه.‏
كما أحب أن ألفت النظر لخطورة منهج قراءة التاريخ عبر النصوص التراثية.‏
وكذا خطورة القراءة التأويلية للنصوص اعتماداً على التسميات والمعاني اللغوية، عبر لوي عنقها، باسم ما نعرفه من ‏تداول المفردات عبر الزمن باختصار الحروف وقلبها وتبديلها.‏
فهذا الأمر وإن كان صحيحاً تاريخياً في تدول الشعوب للمفردات، إلا أن الاعتماد عليه في قراءة التاريخ، يتيح المجال ‏واسعاً للضياع في أوهام نظنها موثقة لغوياً.‏



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية بين لعبتي كرة القدم والحوكشة
- ديناميكا التطور
- الفرق بين الدين والتدين
- أيديولوجيا السقوط
- كارثة مقدسة
- سويعات مع ثقافة التخلف
- قبطيات أرثوذكسية
- رؤية علمانية للرهبنة المصرية
- الصلب والقيامة في الأناجيل الأربعة
- العراق والشام واليوم التالي
- خيار التعامل مع قطر
- في مخاضة تيران وصنافير
- عودة القذافي
- القدرات الحضارية للعقل والشخصية
- البحث عن السبب
- الأمل غير المنظور
- مصر والمصير
- عندما يرأس أمريكا سمسار سلاح
- رؤية حالكة السواد
- تلك الليبرالية اللعينة


المزيد.....




- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - عفواً أستاذنا سيد القمني