أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - رموز الاحتلال العربي في العراق؟















المزيد.....

رموز الاحتلال العربي في العراق؟


محمد مندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً، يجب أن يعرف القارئ الكريم، الاختلاف اللغوي والتطبيقي بين مصطلحي الاحتلال والاستعمار، وأثره المعنوي بينهما. في الحقيقة أن الكلمتين مختلفتين في رسميهما، وهكذا في مضمونيهما. مثال الاحتلال العربي للعراق، بلا شك أنهم محتلون لهذه الأرض التي لم يكن لهم وجود عليها قبل الإسلام، لذا أنهم محتلون وليسوا مستعمرون؟، لأن المستعمر بقدر ما يأخذ يعطي أيضاً، أي أنه كما المصطلح -مستعمر- يعمر البلد ويأخذ به نحو الاستقرار السياسي والرفاه الاجتماعي الخ، وهذا ما لم يفعله العرب، منذ أن وطئت حوافر خيولهم هذه الأرض وإلى يومنا هذا لأنهم يعملون بحجز مواقع لهم في العالم الآخر بعد الموت، وفي هذا العالم مشغولون فقط ببناء وتعمير وصيانة صروح ومراقد وتكايا الرموز الأوائل للاحتلال العربي للعراق، أي أنهم مهتمون بشؤون الأموات وتاركين الأحياء دون أي اهتمام!. بينما هناك شواهد ودلائل كثيرة في البلدان التي استعمرها الغرب (الكافر) لا زالت معالم العمران والبناء التي شيدها لخدمة الإنسان شامخة وشاخصة للعيان، كالجامعات والمستشفيات والمدارس وتعبيد الطرق الخ. على سبيل المثال وليس الحصر، لو تلقي نظرة عزيزي القارئ على أية منطقة في كيان العراق الحالي وهي تحت سلطة الاحتلال العربي الغاشم سترى القمامة والنفايات والأوساخ القذرة منتشرة في جميع شوارعها وأزقتها، والمياه الآسنة أصبحت بحيرات تحيط ببيوت الناس من كل جانب، والخدمات معدومة كلياً في جميع المؤسسات الصحية والخدمية، والأمراض الخطيرة متفشية بين المواطنين، والماء الصالح للاستهلاك البشري لا يصل إلى الموطن نهائياً، والمرحومة الكهرباء صارت في ذمة الخلود لقد شيعت إلى مثواها الأخير منذ أمد بعيد. عزيزي القارئ، إن هذا الإهمال والتسيب الموجود الذي رافق هؤلاء الغزاة إلى هذه البلاد لا تقوم به سوى سلطات الاحتلال لأنها خرجت من شبه جزيرتها الجرداء واحتلت هذه الأرض لغاية ما، سياسية أو عسكرية، أو اقتصادية الخ، لذا لا تريد هذه السلطات القروسطية أن تنفذ فيها مشاريع تنموية عمرانية وصناعية لأنها تعرف جيداً سيأتي يوم ترحل عنها وتعود من حيث أتت؟. تأكيداً على ما نقول، لو تقارن مظاهر هذا الفساد الإداري والمالي والتنظيمي الموجود الآن في الكيان العراقي المهترئ ونحن في نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين مع صورة من صور أيام الاستعمار البريطاني، ذلك الزمن الجميل، الذي كان سائداً قبل عقود من الآن في العراق لا تستطيع أن تقارن بينهما قط، حيث أن المستشفيات كانت نظيفة نظافة فائقة، والعناية بالمريض كانت من أولويات أعمال المستشفيات، والأطباء والممرضون كانوا يؤدون واجباتهم بصورة صحيحة وسليمة كما يجب، والكهرباء متوفرة للجميع في طول البلاد وعرضها، والماء الصالح للشرب متوفر باستمرار للمواطن، والبلدية تقوم بأعمالها اليومية بأسلوب حضاري، وحكم القانون كان سارياً على الجميع دون استثناء الخ الخ الخ. عزيزي القارئ كما رأيت هذا هو البون الشاسع بين الاحتلال العربي الإسلامي، والاستعمار الغربي (الكافر).للعلم، هل يعرف القارئ العزيز، أن شق الممر المائي الذي يربط بين بحري الأحمر والمتوسط والذي يسمى بقناة السويس هو من بنات أفكار الفرنسي (نابليون بونابرت) ونفذته شركة فرنسية فيما بعد؟. إما ما خلفه الاستعمار البريطاني في مصر فهي كثيرة، كنقابة الصحفيين التي كانت من بنات أفكار الإنجليز، ومد الإنجليز سكة الحديد، وأنشئوا الجامعات المصرية، وأنشئوا مدرسة الطيران الخ. وفي العراق لا زالت الأبنية والمشاريع العمرانية التي أقاموها باقية إلى الآن.هل يعرف القارئ، لم يوجد شارع في بغداد قبل الحكم البريطاني، سوى شارع الرشيد الذي عبدته الدولة العثمانية باسم شارع "خليل باشا جادسي"، إلا أن سلطات الاحتلال العربي غيرت اسمه إلى شارع الرشيد نسبة إلى رمز من رموز الاحتلال العربي لبلاد بين النهرين إلا وهو هارون الرشيد. أضف أن البريطانيين أنشئوا سدة الهندية، وسد الكوت، وجسر المود في بغداد، الذي شيده الجيش البريطاني. والبريطانيون هم من فتحوا مدرسة لتعليم الهندسة في بغداد الخ الخ الخ. وفي جنوب كوردستان رغم أنهم - البريطانيون- ظلموا الشعب الكوردي ظلماً كبيراً حين ألحقوا قسراً جزءاً عزيزاً من وطنه بالكيان العراقي المصطنع، لكن رغم هذا الذنب الذي لا يغتفر لهم أبداً، قد قاموا بعدة مشاريع عمرانية في جنوبي كوردستان، منها الطريق التي شقها المهندس (اي.ام. هاملتون = A.M.Hamlton) وألف بعد إتمامه كتاباً معتبراً سماه طريق في كوردستان (Road througa Kurdistan). مثال آخر للاحتلال العربي لجنوب وغرب كوردستان، أن السلطات العربية المحتلة لم تنفذ مشروعاً واحداً يستفيد منه الشعب الكوردي في كلا الجزأين المغتصبين، بل بخلافه، نفذوا سياسات التعريب العنصرية المبرمجة لإجبار الكورد على الرحيل من وطنهم، وفي أحيان كثيرة قامت السلطات العربية المحتلة بتهجير الكورد من مناطقهم بفوهة البنادق وإحلال بعض العرب الأوباش مكانهم، وذلك من أجل تغيير ديموغرافية وطنهم كوردستان. بل الأتعس من هذا كله، أن سلطات العربية المجرمة القابعة في بغداد لم تكتفي بإجبار بقاء جنوب كوردستان ضمن حدود العراق السياسية، بل استحوذت بقوة السلاح أيضاً على نصف مساحة جنوب كوردستان، ما سمي في الدستور بالمناطق المتنازعة عليها، وخلافاً لكل القوانين الوضعية والشرائع السماوية فرضت على القيادات الكوردية أن تقبل بإجراء استفتاء على هذا الجزء من وطنها!! لكن بعد انقضاء إحدى عشر عاماً على التاريخ الذي حدده الدستور لتنفيذ هذه المادة المذكورة تحت رقم (140) إلا أنهم كالعادة حنثوا بالقسم الذي أدوه حين تسنموا مناصبهم العليا ولم ينفذوها وهي مادة دستورية صريحة وتاريخ تطبيقها مدونة بذيل المادة بنهاية عام 2007 بلا شك يعرف كل ذي عينين أن هذه المادة هم -العرب- فرضوها ظلماً وبهتاناً على القيادة الكوردستانية للقبول بإجراء استفتاء على جزء من أرض وطنها كوردستان ورغم هذا الظلم القرقوشي يحاولون التملص منها بكل الوسائل والسبل غير الشرعية!!.
مِن أَجْرَم رموز الاحتلال العربي في العراق الحديث، المجرم عبد السلام محمد عارف، المجرمين أحمد حسن البكر و صدام حسين، والآن القزم حيدر العبادي، ومِن أدوات الاحتلال العربي في العراق الجيش العراقي المجرم، وهكذا الحرس القومي المجرم، والجيش الشعبي المجرم، والآن ما يسمى بالحشد الشعبي المجرم الذي فاق بإجرامه كل من سبقه. في ختام هذه المقالة نقول بصريح العبارة لكل من استوطن هذه الأرض -العراق- بحد السيف، كالعرب يعتبر محتلاً لها ويبقى وجوده غير شرعي فيها أبد الدهر. وكذلك التركمان الذين جيء بهم من آسيا الوسطى كجنود مرتزقة في خدمة الحاكم العباسي الجائر سيبقون غرباء عن هذه البلاد مهما طال الزمن يجب عليهم العودة من حيت جاءوا.
23 10 2018
"لا تأسفن على غدر الزمان لطالما ... رقصت على جثث الأسود كلابُ لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ... تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب"



#محمد_مندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقبرة النجف وما أدراك ما مقبرة النجف؟!
- أمريكا وسياسة الكيل بمكيالين؟!
- دار داران دور ههههه؟
- ماذا يريد الشعب في إقليم كوردستان من الفائزين الكورد في الان ...
- كيف تمييز بين الانتماء واللا انتماء للوطن؟؟
- أردوغان.. وهواجس الخوف والذعر من عام 2023؟
- عفرين عنوان البطولة والفداء الكوردية
- لله يا محسنين العلمانيين الكفار؟!
- طريقة إلغاء الدولة في ظل ولاية الفقيه والأحزاب الإسلامية بسن ...
- كلمة كوردية صريحة وجريئة يجب أن تقال في هذا الزمن العصيب
- ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟5
- العلم العراقي وما أدراك ما العلم العراقي؟
- ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟
- ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟3
- ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟2
- ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟1
- عراق عراقان 000 عراقي 000؟
- شيعة شنيعة و سنة صنيعة بينهما الكورد قوة منيعة؟
- يا كورد بغداد هل اتعظتم الآن؟
- قاضٍ أعرابي.. فضلاً عن أنه عنصري، كذاب أيضا!!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - رموز الاحتلال العربي في العراق؟