أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - من اوراق الايام !














المزيد.....


من اوراق الايام !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 03:22
المحور: سيرة ذاتية
    


من اوراق الايام !

سليم نزال

صحونا اليوم على طقس ماطر .كان الهواء يهب بين حين و اخر تاركا خلفه الالاف اوراق الشجر التى كانت تطير مع الهواء من مكان الى اخر .شربت القهوة و فكرت ان اتراجع عن فكرة المشى فى نزهة الاحد التقليدية .لكنى قاومت الشعور بالكسل و قررت ان اذهب لاتمشى فى الغابة.

كان الهواء يصفع وجهى و انا اسير فى اتجاه هبوب الريح .فيما كانت الاشجار تتمايل ذات اليمين و ذات اليسار و كاننا فى حفلة رقص منظمة .

تذكرت و انا اسير احد الاشخاص ممن قابلتهم فى الماضى و كان من اصحاب الايمان بالطبيعة .و من ضمن كان يؤمن به كان الغابة. حسب رايه الناس فى اديان اخرى يعبدون الها لا يعرفون عنه شيئا ما عدا تصوراتهم عنه .اما هو فهو يؤمن بالوهية الطبيعية و هى امامه و يستطيع معرفتها .و على حد قوله الغابة تقدم الشجر و الثمر و كل شىء و هو امر يرونه امام عيونهم و لا داعى لان يفسرون ماهيتها .

و انا استخدم الماهية بمعنى الجوهر على خلاف كلمة الماهية التى تستعمل فى مصر و التى تعنى الراتب الشهرى حيث الكلمة فارسية الاصل و تعنى الشهر ..

و حين يهب الهواء و يصفع الوجه يصحوا المرء ان كان لديه بقايا نعاس . كانت الطريق قد خلت تماما من النمل الذى يملا طريق الغابة عادة ذهابا و ايابا فى الصيف و هو يجمع طعامه الشتوى . لقد حل المبيت الشتوى للنمل و لا بد انهم الان مختبئين فى بيونهم الصغيرة بعيدا عن البرد .

اما العصافير فقد هاجرت الى بلاد اكثر دفئا و صار من النادر رؤية عصافير تحلق فى فضاء الغابة .
كان هناك بعض السائرين على الطريق اعرف بعضهم بالوجه فقط و عادة ما اراهم يسيرون فى صباحات الاحد فاحييهم بدون ان اتحدث مع احد .

اليوم قررت ان لا اخرج من البيت . احينا يشعر المرء بعدم الرغبة ان يتحدث او ان يقابل احدا .و لذا انصرفت فى معظم الوقت اقرا كتاب رحلة ابن فضلان التى ستكون عنوان محاضرتى الاسبوع المقبل فى مكتبة اوسلو الرئيسية .

اما فى المساء فقد جلست ارتاح قليلا عندما بدا المطر ينهمر بقوة .فى البداية ظننت ان هذا هواء قوى يهب .و حين فتحت الباب المؤدى الى الحديقة حتى شاهدت الامطار و هى تهطل بغزارة فوق الحديقة ثم توقفت بعد قليل .

عدت الى مقعدى و جلست اقرا عندما سمعت صوت طرق يد على النافذه و صوت يقول اين انت يا ابن نزال !
فتحت الباب و اذا به صديق كان قد مر فى الحى فقرر ان يفاجانى بزيارة .

جلسنا ساعة نثرثر ثم غادر صديقى .كان المطر قد توقف او كاد .كما توقف هبوب الرياح و قد بدت مصابيح البيوت مضيئة وسط الظلام الحالك .
صنعت فنجانا من الشاى الاخضر و عدت لمقعدى اقرا .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو ديب فى عالم متغير!
- استعادة الروح !
- نهاية موسم الشطرنج!
- عن زمن الجملة الثورية المدوية !
- الشعراء يصنعون وطنا !
- خطورة ثقافة القطيع !
- الافة الكبرى هى وضع الايديولوجيا قبل الوطن ؟
- دعونا نتعلم من تجارب قرن كامل!
- من سيرة الايام !
- يوم ماطر!
- هل ياتى اليوم الذى لا تنجح فيه المخططات المعادية فى بلادنا!
- الجريمة فى قتل الاخوين فلينى الفينيقيين!
- عن تلك الازمان !
- نهاية عصر زهور!
- اشهر الظلام !
- عن نزهة الاحد!
- مهمة سيزيفية
- فنانين و شعراء و مجرمى حرب !
- اسالة الحياة الكبرى!
- عن القوة الناعمة و خطورة غياب فلسطين !


المزيد.....




- القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
- زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع ...
- ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
- حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع ...
- بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا ...
- الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف ...
- شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في ...
- ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
- الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
- أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - من اوراق الايام !