|
عبد الحليم خدام ، طائر الفينيق الذي يبعث من رماد الفساد
مروان عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 05:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
1. طائر الفينيق في تجلياته المتعددة وفي انبعاثه الديمقراطي يعود السيد خدام سيدآ من جديد ، بعد ان احرقته الة الفساد والافساد الى رماد فاسد ، فينبعث من رماده فارسآ لمحاربة الفساد على حصان الديمقراطية وبسيف صقل نصله المقدس بمبايعة الفرقة الناجية الاخوانية وبتبريك من ملوك الطوائف وصائدي الجوائز، وينفخ في البوق الاسرافيلي يوقظ الناس من "الموات العربي الاشتراكي" الى "البعث الاسلامي الديمقراطي" . انه سيد الفساد وسيد محاربة الفساد . انه فارس الدكتاتورية المغوار وفارس نقيضها ، ففي تجليه فارسا مغوارا للدكتاتورية ، شهدنا له ، في بدايات هذا القرن، جولات وصولات في بعض المدن السورية يقود جنده من جوقة "الجبهة التقدمية" ومرتزقتها ، حين ظهر ذاك المارد الذي بشّر" بربيع سوري دائم" ، لم يترك احدا الا واتهمه بالخيانة والعمالة " للصليبيين" و"لابناء القردة والخنازير"، وسنّ قانونا حرم بموجبه مجالسة ومنادمة ومعاشرة ومشاركة كل المؤمنين بالربيع السوري . وبعد ان انتهى من صولاته وجولاته ترك ورائه "عسسه الامني" ينهشون في جسد اولئك الضالين والمضللين ، المؤمنين والداعين بمقدم الربيع السوري ورموهم الرمية الدكتاتورية الخبيرة في السجون والمعتقلات ومازال ذاك " العارف دليلة " والاخرون قابعون هناك منزويين في عتمتها . ساهم فارس الدكتاتورية المغوار مع كل شركائه الفاسدين ، الذين حولوه رماد فاسد فعاد فارسا عليهم لا معهم ، في تحويل كل سوريا الى معتقلات وسجون . يعود الان فارس الدكتاتورية المغوار فارسا مغوارا من جديد ولكن للديمقراطية وليس للدكتاتورية، ولقد شهدنا له ايضا في هذه العودة الجديدة صولات وجولات في باريس وبروكسل ومدن اخرى يبشر بتاريخه الديمقراطي ويبث ايات محكمات من الوحي الديمقراطي ، الذي لم يعد قادرا على كتمها و القيام بالدعوة لها سرآ ، وانما اضطر على المجاهرة بالدعوة بعد نصف قرن من الدعوة سرآ بالنصح والسلب والنهب . اجاد وابدع السيد ، الذي يعود سيدآ ، في تجليه الجديد فارسا مغوارا للديمقراطية، بالقاء مسؤولية كل ما حصل في سوريا على شركائه في عميلة اغتصاب البلاد وتأميم العباد ولم يكن هو سوى ملاكا يغرد وحيدآ متوحدآ بين جوقة اشرار مطلقين؟!!! . لقد حاول المسكين في تجليه العرفاني الاول كفارس مغوار للدكتاتورية ان يكون النظام الدكتاتوري – الضرورة اكثر رحمة بالبلاد والعباد ولكن لم يسمع اليه احد ولم يأخذ بنصائحه احد !! ولو انهم ، اي شركائه الاكثر حضورا وحظوة ، ابقوه في منصبه لكان استمر في محاولاته ونصحه وارشاده ، ولظل يغرف ويغرف ، باسم فلذات اكباده ، من انعام ملك " املكه الله له ولشركائه " ، فهو اذكى من ان يغرف باسمه العرفاني ، وليبق اسمه منزها امام التاريخ ومبهم الايام ، ايقى الابواب والنوافذ والسرادب مشرعة لفلذات اكباده كي يغرفوا ، بانوار اسمه، فضل اموال العباد وماملكت ايمانهم من سلب وسبي ونهب ، وبقيت يداه ، بحمد من الله وذكاء منه ، طاهرتين مما حرم الله كمثل كل ايادي شركائه في السلطة، الذين مازالوا يغرفون ، وايضا ليس باسمائهم وانما باسماء فلذات اكبادهم اونسائهم او إمائهم ومحظياتهم ، وينصحون ويرشدون . وها هو الان ، يعلن امام القاصي والداني بانه ناصع كبياض الثلج ، لا شئ باسمه . ولم يترك السيد ، الذي عاد سيدآ بتجليه الجديد النقيض ، احدآ من شركائه، في اغتصاب البلاد وتأميم العباد، الا واتهمه بالنهب والسلب وايصال الشعب السوري المغلوب على امره الى تناول القمامة من الحاويات. وسنّ ، ايضا، قانونا جديدا حرم بموجبه مجالسة ومنادمة ومعاشرة ومشاركة كل من لايؤمن بوحيه الديموقراطي او يظن بانه ماالا مسيلمة الديمقراطية الكذاب في سوريا ، واعتبر ان كل من يشك بوحيه الديمقراطي ماهو الا من " الروافض " او خادما لهم او مخدوعا بهم . ولو لم يكن فارس الديمقراطية المغوار قد جُرد ، قبل سنوات ، من "عسسه الامني" اولا ، ولم يكن في بلد اوروبي ديمقراطي لايسمح بمثل مايجري في " سوريا المزارع" ثانيا لسلط " عسسه الامني" لمنتهكي ومخالفي شرعته، وخاصة، انها وقد اخذت بعدا الهيا بعد مبايعة خلفاء الله على الارض والفرقة الناجية له" فارسآ مغوارآ للديمقراطية " . وبدأ الفارس ، قرير العين هانيها ، بفتح صناديق مغانمه واسراره وبتوزيع الوزارات والسفارات والقنصليات وبتفصيل كرسي للحكم من خشب الديمقراطية . انه السيد عبدالحليم خدام ، انه الغانم ابدآ !! وان اختلفت الادوار. من موته يحيا ومن دور يعود الى دور .
2. طائر الفينيق في عودته الديمقراطية يمرر جناحيه على آلام شعبه الكردي لم يكن مفاجئا ابدا ان تتوافد بعض الرموز الكلاسيكية للمعارضة السورية وتتبرك بالعودة الديمقراطية لطائر الفينيق من رماد جسده الدكتاتوري ، لان خطابهم الديمقراطى ايضا لا يخل من ظلال قاتمة من الشك وعدم المصداقية ، ولم يكن مفاجئا او مستغربآ ايضا ان يحوم حول اعشاشه في باريس وبروكسل صائدو الجوائز ومغتنمو الفرص ، ولكن المفاجئ والمستغرب ، بعض الشئ ، ان يكون من الوافدين على السيد عبدالحليم خدام بعض الشخصيات الكردية ، لما لبعض هذه الشخصيات على الاقل من احترام وتقدير في الوسطين الشعبي والسياسي الكردي والسوري اولا ولما كان لطائر الفيفيق في تجليه الدكتاتوري قبل انبعاثه الديمقراطي من دور محوري في معظم المشاريع العنصرية التي تم تطبيقها على الشعب الكردي في كردستان سوريا ، بدأ من الاحصاء العنصري ومرورا بمشروع الحزام العربي الاستيطاني وانتهاء بالمجازر والانتهاكات اللاانسانية بحق الشعب الكردي ، ثانيا. هذا من جهة ، ومن جهة اخرى ، لما كان له ايضا من دور في كل الاحداث التي سبقت مجزرة الملعب البلدي في مدينة قامشلو في 12 اذار 2004 والتي دفعت باتجاه إحداث تلك المجزرة و دوره المحوري في تأليب بعض العشائر العربية السنية العراقية والسورية على الكرد في كل من كردستان العراق وكردستان سوريا وعلى كل التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق بعد اسقاط النظام الدكتاتوري من قبل قوى التحالف الدولي ، حيث كان هو الممسك بهذا الملف ومن تعدد وتكرر لقاءاته مع كل رموز النظام السابق ومع الشخصيات العشائرية العراقية ، كان الناس يتندرون باطلاق تسمية " نائب رئيس الجمهورية لشؤون العشائرية السنية العراقية " عليه ، علاوة على هذه وتلك عدالة القضية الكردية تحتم على كل القوى والشخصيات السياسية الكردية الابتعاد عن كل مايمكن ان يمسها بسوء او تشويه. ان القضية الكردية في كردستان سوريا هي قضية عادلة لشعب مضطهد يعيش على ارضه التاريخية ، لا لبس فيها ولاغموض ، لاتحتاج الى مساومات ولا الى مفاوضات في المناطق المعتمة ولايتطلب احقاقها اعطاء صكوك البراءة للمجرمين مقابل اعترافهم بها . ان عدالة القضية الكردية تستلزم بالضرورة مستوا اخلاقيا عاليا بالتعاطي معها على الاقل من قبل اصحابها. علاوة على كل ذلك ، فانه، في تجليه الجديد فارسا مغوارا للديمقراطية، لم يقدم للكرد خاصة ، ولكل السوريين عامة ، سوى ممجوج الكلام
#مروان_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عشائر ...احزاب في مهب الاستبداد
-
كمال سيد قادر ....الجميل المختلف
-
وحيدآ.. سيدو رشو
-
عـذرا يابـنـتي لم اعـد اعـرف كيـف افــرح
-
الحركة السياسية الكردية في سوريا واغتيال الفعل
-
مروان عثمان يبدأ إضراباً مفتوحا عن الطعام
المزيد.....
-
عزلة وخبز مهلوس.. صور لجزيرة في إيطاليا لا يعيش فيها سوى 100
...
-
زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب بحيرة البايكال الروسية
-
فولودين: محاولة اغتيال بوتين جريمة خطيرة والتفكير بها سبب لح
...
-
الزعيم الكوري الشمالي يدعو لتعزيز ترسانة بلاده النووية
-
الجيش الروسي يدمر أكثر من مئة مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية
...
-
بدأوا بتحضير الشعب الأوكراني للهزيمة
-
مذبحة أثناء صلاة العشاء..
-
بعد إزالة صورته من البنتاغون.. تحرك جديد ضد الجنرال ميلي
-
مفتاح النجاح الدراسي والصحة النفسية للأطفال
-
حيل الولايات المتحدة
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|