حيدر محمود
الحوار المتمدن-العدد: 6028 - 2018 / 10 / 19 - 22:06
المحور:
المجتمع المدني
في صباح يوم الجمعة قصدت شارع المتنبي والمناطق المجاورة له وكعادتي اسير وانظر من حولي بتمعن بتلك المناطق التراثية لكن لاحظت ان الشوارع تبدو انظف من المعتاد فلم اجد تلك الاكياس او قناني المياه المهملة على جانب الرصيف والتي عهدت مشاهدتها في كل مرة فقلت في داخلي كم هو جميل هذا العمل والاهتمام في الشارع لجعله انظف واجمل.
ولكن بعد دخولي الى شارع المتنبي عرفت السبب الذي جعل الشوارع بحلة نظيفة وجميلة عندما رأيت رئيس الجمهورية الجديد الدكتور برهم صالح يتجول مع حرمه في الشارع فرحت بذلك الامر فهو بادرة خير ان نرى رئيس الجمهورية يسير بين الناس ومع المارة ويغير الصورة التي عرفناها عن من يتسلم هذا المنصب وهي ان يختفي ولا يظهر الا نادرا.
ولكن المشكلة تكمن في محاولة تغير الواقع عند زيارة صناع القرار في الدولة الى الاماكن الشعبية وتغييب الحقيقة عنهم من خلال التنظيف والاهتمام بالشارع لماذا لانجعل المسؤول يرى الواقع بعينه لماذا نحاول ان نجعله في عالم اخر يختلف عن العالم الحقيقي فيظن ان الأمور جيدة ولاتوجد اي مشاكل وعندما يطالب الشعب بالحلول يعتقد المسؤول انها محاولة لتسقيطه من اعدائه لانه رأى شيء مختلف عن ما يراه الناس مما يجعل الامر متناقض عنده.
والغريب في الامر ان جل الدوائر المعنية في عملية التنظيف عندما تحصل المشكلة تتعذر بنقص الامكانيات وقلة الموارد المالية فلماذا لاتدع هذا الدوائر الواقع على حاله حتى يتضح الامر عند المسؤول ويئمن بوجود المشكلة ويسعى لحلها وتحسين اداء العمل ومساعد الجهات المعنية في عملهم من خلال تعزيزها بالكوادر والمعدات والتخصيصات المالية.
نأمل ان نتخلص من هذه الحالة السلبية ونضع اصحاب القرار في البلد امام صورة معاناة المواطنين بكافة المجالات ونكف عن صناعة الوهم في عقولهم ونمحو الضباب عن اعينهم حتى يشاهدوا الواقع كما هو دون تزييف او تجميل او تلميع وبالتالي سيكونون على مقربة من الشعب ويتعرفوا على مشاكله ويشرعوا بحلها.
#حيدر_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟