أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أمير ضهير - الصواريخ والعبثية














المزيد.....


الصواريخ والعبثية


أمير ضهير

الحوار المتمدن-العدد: 6028 - 2018 / 10 / 19 - 22:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع الوقت، يصبح إدراكنا للحقائق أكثر وعيا، ونتمكن من خلال الخبرات الشخصية المتراكمة لدينا من رؤية الأمور والمسائل التي كنا نعيشها بشكل أوضح. هذا المتغير الذي يساهم في تغيير القناعات أو حتى نفيها ليس نابع من قدرتنا الذاتية على ذلك فحسب؛ بل له علاقة بتغير المواقف مع الوقت ومراقبة الأحداث التي نعايشها ومقارنتها مع بعضها البعض.
هذا ما يحدث في غزة الان ومع حركة حماس بالتحديد.
في سنوات التسعينات من القرن الماضي، كنت أتساءل كغيري من المراقبين عن مواقف معينة. منها على سبيل المثال لا الحصر، توقيت العمليات التفجيرية التي تحدث في قلب اسرائيل وجدواها بالتزامن مع جلسات مفاضات مهمة ومصيرية أو مع مؤتمر دولي هام للقضية الفلسطينية يشارك فيه الراحل الخالد ابو عمار رئيس السلطة الفلسطينية.
هذه العمليات كانت تُقابل من طرف اسرائيل باغلاقات مستمرة واجراءات عقابية متسلسلة لنا كفلسطينين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وكذلك على السلطة الفلسطينية حيث كانت المفاوضات تتعطل وتتأجل بذريعة التفجيرات .
الأدهى من ذلك أن تلك العمليات كانت تسمح بشكل مباشر بصعود أسهم اليمين واليمين المتطرف داخل المجتمع الاسرائيلي وتزايد شعبيته وبالتالي تضاؤل فرص الوصول لسلام حقيقي وشامل كنا كفلسطينين نطمح لتحقيقه.
كنا دائما نتساءل عن الهدف من التوقيت وعن جدوى تلك العمليات، لكن التساؤلات كانت حبيسة العقول والقلوب ولم يكن أحد يجرؤ على ذلك -إلا بعض الاشخاص- خوفا من الاتهامات الجاهزة بالعمالة للاحتلال الاسرائيلي ومعاداة المقاومة.
بدأت الانتفاضة الثانية وبدأت حركة حماس معها بتطوير الصواريخ كسلاح تقول انه يمكن أن يصنع الحرية لشعبنا. هذه الصواريخ كانت بدائية بمعاييرنا المنخفضة ثم تطورت واتسع مداها وما زلت بدائية جدا بمعايير دولة الاحتلال الاسرائيلي.
لكن دعونا نضع افتراضا مفاده أن هذه الصواريخ والجهود يمكن أن تصنع نصرا حقيقيا وردعا للاحتلال. ودعونا أيضا نتفق على أن حماس لا تملك أية اجندة أخرى غير تحرير فلسطين.
السؤال هنا، لماذا أدانت حماس اطلاق الصواريخ الاخيرة على اسرائيل قبل ايام بذريعة أنها تخرب جهود التهدئة؟ وهي نفسها من كانت تطلق الصواريخ في السابق، وخربت جهود اقامة الدولة في تسعينات القرن الماضي؟
لماذا هاجمت حماس الرئيس عباس قبل سنوات قليلة لانه وصف الصواريخ بالعبثية وأدان اطلاقها؟! هل أدركت حماس اليوم أن هذه الصواريخ عبثية بعد أن دمرت نظام الحياة في غزة المنكوبة خلال سنوات حكمها السوداء!
حماس تقول أنها لم تكن تدرك جيدا تعقيدات المسألة السياسية والتفاوضية في السابق، ونحن نتفق معها لكننا نضيف أنها أيضا ما زالت غير مدركة لتلك التعقيدات ولا يمكنها إدراك ذلك في المستقبل أيضا.
هذا ليس تجنيا عليها، فكل الشواهد تؤكد بشكل يقيني أنها بهيكلها التنظيمي الحالي والمبادئ التي تشكل عقيدتها السياسية لا يمكن أن تدير ملفات صغيرة ناهيك عن قضية بحجم قضيتنا وتعقيداتها.
دائما كانت قرارت الحركة تصب في مصلحتها التنظيمية الخاصة وفي مصلحة الاخوان المسلمين ودعونا نسرد بشكل مختصر ذلك.
كانت حماس دائما ترفض قيام دولة على حدود العام 67 ثم تراجعت عن ذلك وقبلت ثم تراجعت مرة أخرى وقررت الاكتفاء بهدنة مقابل غزة فقط!
كانت حماس ترفض الدخول للعمل السياسي تحت مظلة اوسلو وعندما فعل بعض قادتها ذلك تم تخوينهم وفصلهم ثم عادت وقبلت ذلك ودخلت الانتخابات!
في المسألة المصرية خرج مسلحين من حماس ضد الرئيس السيسي بالسلاح واشارات رابعة على حدود مصر معلنين دعهم للرئيس السابق مرسي ثم عادت الحركة وقبلت بالسيسي رئيسا وعانت غزة جراء هذا التصرف الارعن الأمرين!
هناك عشرات المسائل الأخرى التي رأينا فيها عدم قدرة حماس على اتخاذ قرار استراتيجي مبني على فهم حقيقي للواقع الفلسطيني والاقليمي والدولي.
أليس من العبث أن نترك حركة كهذه اكتسبت شرعيتها من الدعاية الدينية وقوة السلاح تتحكم في مصير شعب يعاني منذ عشرات السنوات لنيل حريته. يجب أن نتوقف قليلا عند الكثير من الاحداث لندرك حجم الخطر الذي يحيط بقضيتنا وشعبنا الذي يصارع العالم من أجل تحقيق حريته.



#أمير_ضهير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنسي
- الأطفال في غزة ورعب التوبة إلى الله
- لو كنت إلها لأدخلت ميركل الجنة
- حماس وخطاب التحريض والانفصال
- تكالب الزمن الردئ على غزة
- بعد التضييق على مركز حقوق الانسان الفلسطيني، أين الفرق بين ح ...
- قانون اعدام جديد وموسع في غزة! صرخة للضمير الإنساني.
- يوسف القرضاوي في غزة غدا، أي رياح مزعجة أتت بك يا شيخ!
- توقيف ومساءلة أي رجل وامرأة يسيران معاً في شوارع غزة!!
- قانون التعليم الجديد في غزة وأخونه المجتمع!


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: مؤشرات أولية على احتمال إسقاط طائرة أذربيجان ب ...
- قناة عبرية تنشر تفصيلا جديدا قد لا يخطر على البال حول عملية ...
- حكومة البشير في سوريا ما بعد الأسد.. من هم الوزراء وماذا نعر ...
- موزمبيق: اشتباكات عنيفة بعد فرار 6000 سجين من سجن شديد الحرا ...
- باكو تنطلق من فرضية صاروخ روسي أسقط طائرتها في كازاخستان
- بعد هيمنة نظام الأسد عليه: لبنان يتطلع لعلاقات أفضل مع سوريا ...
- هل إسرائيل قادرة على تدمير قدرات الحوثيين الصاروخية؟
- نيويورك تايمز: أوروبا غير قادرة على فرض عقوبات صارمة على روس ...
- إيران تعلق على اتهامها بالوقوف وراء الأحداث والاحتجاجات الأخ ...
- هروب 6 آلاف سجين في موزمبيق وسط أعمال عنف عقب الانتخابات


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أمير ضهير - الصواريخ والعبثية