ابراهيم حمي
الحوار المتمدن-العدد: 6028 - 2018 / 10 / 19 - 16:42
المحور:
المجتمع المدني
تلك الشريحة المتسلقة والانتهازية والحربائية، التي تركب على الشعارات الرنانة .. تلك الشريحة التي لا ولاء لها لأي مبدأ مهما ادعت ، إلا مصلحتها الشخصية المقيتة وتطلعاتها الخبيثة .. تلك الشريحة التي يطلق عليها مصطلح (البرجوازية الصغيرة) اعني وأقصد .. والتي أثبتت التجارب تاريخيا وحتى الآن تدبدبها وخيانتها للمبادئ التي استعملتها لركوب رياح وشعارات التغيير زمان ، ومحاربة الفساد وحماية المال العام حالياً ، وغيرها من الشعارات البراقة التي تدغدغ عواطف البسطاء من الناس والتي تتدعي النضال دون معالم واضحة وتسعى جادة أن تكون بديلا للعمل الساسي والنقابي والحقوقي الجاد والهادف والمنضبط للمحاسبة والتقييم وفق منظمومة من المقتضايات المتعارف عليه داخل الإطارات الجادة.. تلك الشريحة التي لا يهما في أخر المطاف غير الإشعاع الانتهازي والظهور والنجومية في الساحة.
ولا اقصد ولا أتكلم عن الاستثناء من ذوي النيات الوطنية الصادقة والمبدئيين الذين يشكلون أقلية داخل هذه الفئة الخطيرة التي توجد وسط اليسار واليمن وما بينهما، والتي متوغلة كذلك داخل التيارات الإسلاموية ووسط المجتمع المدني إلى آخره من ميادين الارتزاق الذي لم ثتبت التجربة إلا انخراطه في ديموقراطية الواجهة لتلميع وجه الاستبداد .
المهم تكمن خطورة البرجوازية الصغيرة تكمن في أنها تحمل شعارات فضفاضة وملتوية لاستغلال الفقراء والمحرومين.
لأن هذه الشريحة المتذبذة تتقن كيفية العزف على اوتار تدغدغ عواطف البسطاء... إما بتلك الشعارات الفضفاضة من قابل الإصلاح أو محاربة الفساد أو حماية الوطن أو الدين أو حتى تحرير البشرية جمعاء... إلا أن هذه العينة من البرجوازية الصغيرة لا تطمح في حقيقية أمرها إلا إلى تحقيق تطلعاتها وطموحتها الشخصية غالبا... والتي تختلف إن لم تكون تناقض المصلحة العامة لأغلبية الشعب وحتى مصالح الوطن الذي تتشدق بالانتماء له...و الذي استعملته هذه البرجوازية الصغيرة في شعاراتها البراقة والمنمقة طبعا... فحينما تحقق هذه الفئة الحربائية مكاسب وتطلعاتها الشخصية... تلجأ حينها لتضليل الجماهير وخاصة البسطاء منهم بكدا أعذار كاذبة.. وملتوية فتنكشف الاعيبها وخبثها ومدى تفاهات نواياها المقيثة.. التي لا تتعدى مجرد مناصب أو فتات لا قيمة لها أمام تلك القضية التي استغلتها لتصل إلى مأربها المنحطة كسموم فكرها المنحط أيضا.
وكل من يبتعد عن النضال الحقيقي ويتهرب من التضحية لتقوية الإطارات والآليات الجماهرية الفاعلة والحقيقية في الحقل السياسي والنقابي والحقوقي بإدعاءات كاذبة فهو اكيد يبحث لنفسه عن منافد للتسلق بإسم النضال في إطارات نخبوية تدعي عكس ما تمارس في واقع الأمر... إن ام تتحول اتوماتيكين إلى عدوة الشعب وخاصة حقدها على الوساط الذي انتجها.
#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟