أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فراس مهدي زوين - أسعار الطماطم .. مجاملات سياسية وتبعية اقتصادية














المزيد.....


أسعار الطماطم .. مجاملات سياسية وتبعية اقتصادية


فراس مهدي زوين

الحوار المتمدن-العدد: 6028 - 2018 / 10 / 19 - 02:52
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يقف المواطن العراقي منذ عدة أيام محتاراً امام بائع الخضار وهو ينظر الى الطماطم وقد ارتفع سعرها الى حد جاوز المعقول، وقد لا تكون حيرة المواطن العراقي نابعة من رغبته في شراء الطماطم، ففي النهاية يمكن الاستغناء عنها امام سعرها المرتفع جداً،،، بل ان حيرته من أسباب ارتفاع سعرها ؟
لقد اجابت وزارة الزراعة عن هذا التساؤل في بيان أصدرته يوم الاثنين 30/9/2018 بشأن ارتفاع الأسعار مؤكدة فيه ان هذا الارتفاع جاء نتيجة قلة توريد المحصول من الجانب الإيراني ، وداعية التجار الى عدم التركيز على دولة واحدة بل اعتماد جميع المنافذ الحدودية لسد الاستهلاك المحلي ومنع ارتفاع الأسعار !!! وهذا ما اثار حيرتي وتساءلي شخصياً، الم يكن الأولى بنا التركيز على الزراعة المحلية واعتماد آليات عمل تضمن عودة المزارع العراقي لأرضه التي هجرها منذ فترة ليست بالقصيرة بسبب قلة الدعم الحكومي للإنتاج الزراعي المحلي من جهة وعدم قدرته على مواجهة المحاصيل المستوردة من جهة ثانية ، وقد بين الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية على لسان رئيسه حيدر العصاد ان العراق بإمكانه الاكتفاء الذاتي بمنتجه المحلي من الطماطم فيما لو توفرت عدة ظروف منها المخازن الجيدة والالتزام بالروزنامة الزراعية وإيقاف الانفلات في المنافذ الحدودية وعدم التركيز على محاصيل معينة على حساب المحاصيل الأخرى، والتي لا بد تطبيقها لإخراج العراق من التبعية الغذائية لدول الجوار .
وقد لفت انتباهي قول السيد العصاد ان المجاملات السياسية لدول الجوار واهمال المنتج المحلي هي المسبب في ارتفاع أسعار هذه المحصول ولا اعلم الى أي حد قد تصل بنا المجاملات السياسية على حساب الوطن والمواطن .
ان الخطر الحقيقي في هذه المجاملات في انها ترهن استقرار العراق الغذائي والاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي بيد هذه الدول ، وقد لا يتصور البعض حجم ضغط الذي قد يشكله منع هذه الدول تصدير خمسة او ستة من المحاصيل الزراعية الضرورية للعراق في وقت تقف فيه الزراعة المحلية عاجزة عن سد الاحتياجات الداخلية للأسواق العراقية ، ومن لا يستطيع ان يتصور حجم خطر جعل الاستقرار الداخلي مرهون بالعوامل الخارجية فعليه مراجعة وتذكر مشهد الاحتجاجات والتظاهرات في محافظة البصرة وهي ليست عنا ببعيدة وما كادت ان تقود اليه من فوضى بعد منع ايران تصدير الكهرباء للعراق بسبب عدم تسديد مستحقاتها المالية او لحاجتها الداخلية المتزايدة من الكهرباء .
ان رهن الاستقرار الداخلي لأي بلد بالصادرات الأجنبية هو خطر فادح يقوده نحو التبعية السياسية والاقتصادية ويجعل من البلد المستورد ريشة وسط رياح رغبات البلد المصدر ، وهنا تكمن المشكلة العراقية فهو مستورد لكل شيء ومن كل الاتجاهات، فالعراق دائماً ما يتصدر قائمة اكثر الجهات المستوردة لكثير من الدول مثل الصين وتركيا وايران وغيرها الكثير من الدول التي ربط العراق الاستقرار الداخلي لأسواقه باستيراداته من هذه الدول ، بالإضافة الى ان الاستيراد المتزايد والمفتوح وفق سياسة الإغراق السلعي والتي ابتلي بها الاقتصاد العراقي لها تبعاتها السلبية المتعلقة بالكثير من المشاكل الاقتصادية والزراعية مثل ارتفاع نسب البطالة بين أبناء الشعب العراقي لتوقف عناصر الإنتاج والاكتفاء بالاستيراد من الخارج لإشباع الاحتياجات الداخلية، بالإضافة الى موت الالف الهكتارات من الأراضي الزراعية نتيجة هجرها من قبل الفلاحين لعدم توفر الدعم الحكومي الكافي للقطاع الزراعي مثل الأسمدة والمبيدات والمكائن الحديثة والعجلات الناقلة ومعالجة شحة المياه وغيرها من العقبات التي يجب ان تضعها الحكومة العراقية القادمة في اعلى قائمة أولوياتها لإيجاد الحلول المناسبة اذا ارادت ان تحقق اكتفاء ذاتي حقيقي يضمن للمجتمع العراقي استقراراً كاملاً يجعله بعيداْ عن الضغوطات الخارجية التي تهدد امنه المجتمعي .



#فراس_مهدي_زوين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاتيح التنمية والبناء
- المنافذ الحدودية النفط البديل
- اتجاهات الانفاق العام في دولة رصد التخصيصات
- عادل عبد المهدي ... بين ثوابت الاقتصاد ومتغيرات السياسة
- التظاهرات الشعبية بين الخطط الانية والحلول الجذرية
- السياحة في العراق اهمال البدائل المتاحة
- التنوع الاقتصادي وضرورة البدائل
- البيئة الاستثمارية بين الواقع والطموح
- ماء البصرة بين الترقيع والحل
- البطالة في العراق ... بين مطالب المتظاهرين والحلول الآنية
- ازمة المياه في العراق بين تجزئة الواقع والنظرة الشاملة
- الليرة التركية بين مطرقة السياسة وسندان الاقتصاد
- الموازنة العامة نفط الموظفينف
- القطاع الخاص .. قيود الماضي واهمال الحاضر


المزيد.....




- مصر تستعين بتوصيات رجال مبارك لحل أزماتها الاقتصادية
- تركيا.. عائدات السياحة تسجل مستوى تاريخيا
- القطاع المصرفي الروسي يحقق أرباحا تاريخية رغم العقوبات الغرب ...
- العملات الرقمية استثمار عالي المخاطر.. كيف تحمي أموالك؟
- الذهب يسجل مستوى قياسي جديد مع تهديدات ترامب الجمركية
- شل تدرس نقل تداول أسهمها من بورصة لندن إلى نيويورك
- أسهم اليابان تشهد أكبر تدفق أجنبي أسبوعي في أكثر من ?3? أشهر ...
- معهد -إيفو- يتوقع ارتفاع معدل التضخم في ألمانيا لأكثر من 2% ...
- أسعار الذهب تلامس مستويات تاريخية
- مشروع تعدين مشترك بين -ADQ- و-أوريون- بـ1.2 مليار دولار


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فراس مهدي زوين - أسعار الطماطم .. مجاملات سياسية وتبعية اقتصادية