سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 20:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (81) .
- ثلاثمائة حجة تُفند وجود إله – 281 و282 .
أنتجت الإنسانية فكرة الآلهة فى بداية عهدها مع الوعى بالحياة لإيفاء حاجات نفسية عميقة ورغبة فى تبديد غموض كبير يلف المشهد الوجودي , ولم يعنيها حينئذ أن تغوص فى الفكرة التى أبدعتها لتحاول أن تمنطقها لتبقى كلمة " إله" هى الشفرة السحرية لإجابة أى غموض ولغز ولتخدير أى ألم .
مع إستيطان فكرة الإله فى المجتمعات الإنسانية بدأت تندفع لهاوية لم تخطر على ذهن مُبدعيها لتنزلق فى سراديب الفلسفة والمنطق رغماً عنها , فلا تجد سبيلاً لإسعاف نفسها إلا بفكرة المطلق واللامحدود والكمال لتهرب من إشكاليات عديدة لتعزل الفكرة وتحصنها وتبنى لها برج عاجي تبتعد بها عن الملاحقة وما سطرته الميثولوجيات الساذجة الأولى .
فى هذا المقال نتناول جزئيتين الأولى عن الإله والوجود فهل الإله موجود ولكن هذا يستدعى التعاطى مع ماهية الوجود حتى نجاوب على فرضية وجود إله , أما الجزء الثانى فيتناول مقولة الإله الأزلي وهذا يتطلب أيضاً فهم ماهية الأزلى واللانهائى .
هذه التأملات أصيغها فى هذا المقال الذى يتناول مفاهيم خاطئة وأقوال نرددها كثيراً فلا نفطن لها في سلسلة "ثلاثمائة حجة تُفند وجود إله" كإستكمال لرؤيتي بعدم وجود إله .
281 - الوجود هو المُوجد.
- المُوجد هو فكرة أقترحها الإنسان العاجز عن فهم ماهية الوجود نتيجة تأمل فكرى لا يخلو من عاطفة إنسانية خائفة وجلة ونزعة برجماتية ليصل لفكرة مُوجد لهذا الوجود , بينما الوجود كما سنرى لا يحتاج لمُوجد , بمعنى إنك لو رجعت في سببية الوجود ستصل إلى إن المُوجد الأول يجب أن يكون موجوداً فى وجود , أى أن واجب الوجود يحتاج لوجود أصلاً ليوجد فلا وجود لأى شئ بدون وجود يحتويه , بمعنى أننا لو إفترضنا وجود لمُوجد قبل الوجود خارجاً عنه فوجوده سيحتاج لوجود يحتويه لكي يتواجد , أى سنرجع للسؤال البرئ العميق : من أوجد الله ؟.
- من هو الأول وجوده الوجود أم المُوجد الأول ؟ حين تجيب إنهما واحد , لأنك لا تستطيع الفصل بينهما ,أي حين تقول إن لا وجود بدون مُوجد وتسميه مثلا مثل المؤمنين بواجب الوجود ستنتهي إن الوجود والمُوجد هما واحد .. وهنا سنصل لنصل أوكام بأن كل زائد يحذف .
- الوجود هو دليل على عدم وجود المُوجِد , فالمُوجد هو بحد ذاته وجود , فعندما نعود بالسببية لأقصى الوراء فسوف نجد وجود بدون مُوجد , فعندها لابد أن نعترف بأن الوجود لا يحتاج لمُوجد , فالوجود موجود بدون مُوجد ولا يمكن أن تكون جهه ما خارج الزمن والمكان (الوجود) وتكون موجودة , فإما هي جزء من الوجود الكلي وتخضع لكل قوانينه كالزمان والمكان أو ليست موجودة على الإطلاق , يضاف لذلك هى إستحالة العثور على المُوجد في سلسلة الزمن اللانهائي .
- وجودنا يمكن إثباته أي وجودنا نحن في المكان والزمان , بينما أي وجود خارج وجودنا لا يمكن إثباته لأنه خارج الوجود , فلا يمكن الإستدلال عليه كونه لا ينتمي لقياس أبعادنا إلا إذا إقترحت وجود آثار تركها المُوجد أثناء إيجاده للوجود , وهذه لا يمكن إثبات صلتها بالمُوجد لأنها من جنس الوجود وليست من جنس المُوجد , وطالما كل الآثار المترتبة من الوجود من جنس الوجود فالمُوجد هو الوجود المادي .. هذا يعني بما إن الوجود الذي نحن موجودين فيه يمكن إثبات وجوده , ووجود المُوجد المستقل لا يمكن إثباته بمعزل عن الوجود الذي نعرفه , فهذا يعنى أن المُوجد المنفصل عن الوجود غير موجود .
- إنك لو أثبت وجود المُوجد في الوجود فرضاً , فسيكون المُوجد جزء من الوجود وهذه إستحالة لأن الوجود مادي والإله المُوجد غير مادي وفق فرضية فكرة الإله الغير مادي .! أي يجب أن يكون الوجود موجود بغير مُوجد , فالمُوجد هو إستعاضة للوجود نفسه .
- الإفتراض القائل بأن الإله كيان لا مادى مطلق وكامل ولا نهائى و بلا حدود له , و أنه قبل خلقه للكون المادي لم يكن يوجد سواه , إذن كان هو وحده فى اللا مكان , ذلك لأن المكان بأبعاده الثلاث الطول والعرض والارتفاع مفهوم نسبى مرتبط بالأشياء المادية , فبدون تلك الأشياء المادية لا يمكن أن نتخيل المكان فالأشياء المادية فقط هي التى يمكن أن نقيس طولها وعرضها وارتفاعها , ومن هنا ينحدد مكانها , وبما أنه نتيحة وجود الكون المادي أصبح هناك مكان فلا يمكن أن نتصور وجود المكان بدونه, , فوجود هذا المكان يضع حداً لوجود الله ومكانه , أى يصبح الكون المحدود بالمكان في مقابل الله اللا محدود فى مكان .
- من أجل أن يتلافى المؤمنون بفكرة الإله هذه التناقضات يلجأون للقول بأنه موجود فى كل مكان , لأنه لا يحده حد بما فيها الكون المحدود رغم أن مكونات هذا الكون منفصلة عنه كما يرددون , لأنهم يتمسكون فى نفس الوقت بأن الله مستقل عن أى مكان لأنه خارج الكون يحتوى الكون و لا يحتويه الكون , وهو أكبر من الكون الذى خلقه ولكنهم هكذا يضعون الإله فى المكان ذو الطول والعرض والإرتفاع أى أن إلههم صار وجودا مادياً .!
- الشئ لكى يكون موجوداً فلابد من وجود يحتوى هذا الشئ ليكون موجوداً , وعليه لو قلنا أن الله موجود فلابد من وجود يحتوى ويضم وجود الله , ومن هنا نسأل من أوجد هذا الوجود أى سنصل لنتيجة وجود قبل وجود الإله أي هناك وجود وهناك موجود لينتفي القول بالإله خالق الوجود .
- يأتى فى نفس السياق أن الخلق يحتاج لوجود يتم فيه الخلق أى مكان كالورشة , فمن أوجد مكان الورشة ؟ فلو قال أصحاب الفكر الميتافزيقي أن الله خالق الوجود الذي سيصنع فيه كوننا , فالإشكالية لم تحل بالرغم هذا الزعم الإفتراضي الوهمى فسنقع فى إشكالية التسلسل اللانهائى للسؤال .!
- لو قال أصحاب الخرافات الذين يسارعون بطرح أن الله فعل هذا أمام كل لغز وغموض وحرج بلا أي إستدلال , ليقولوا لنا أمام إشكالية الوجود الذى يحتوى الإله , بأن الله هو الوجود ذاته فهنا وقعوا في إشكاليات أكبر , فالإله صار وجوداً مادياً وليس وجوداً فارقاً لتسرى عليه الإستدلالات المادية والتى يرفضونها كون الإله لامادي .
- الإقتراح بوجود مُوجد لوجودنا إقتراح خاطيء لأنه لا يمكن فصله منطقياً لا في اللحظة ولا في تسلسلها التاريخي الى لحظة إيجاد الوجود , فحين تقترح إن وجودنا معزولاً عن وجود المُوجد , ستصل إلى نتيجة عدم قدرتك على الإثبات لأنه خارج الوجود تماماً .
- قد نسمع من أصحاب نظرية إله الفراغات أى الذين ينسبون كل مجهول ومتناقض إلى الإله قولهم أن الله هو الوجود ذاته للتغلب على إشكالية الواجد والوجود , فبالرغم انهم لا يقدمون اثباتاً عقلياً ومنطقياً فى هذا الإدعاء , ولكنه متهافت فقد حولوا الإله لوجود مادي فسيكون المُوجد جزء من الوجود وهذه إستحالة لأن الوجود مادي والمُوجد المُفترض غير مادي , علاوة على أن الوجود صار جزء من الإله غير منفصل عنه فلا خلق ولا كل هذه الخرافات .
- فكرة أن الله شيئ ونحن شيئ أخر بمعني أنه الخالق ونحن الخلق فهذا ينفي وجود الله نفي قاطع من خلال ملاحظة أن كل شيئين هما بالضرورة في شيئ واحد وكل جزئين لهم عام , فأنا وأنت في الأرض وهذا يعنى إننا والأرض بالعام نعتبر واحد , كذا الأرض والمريخ مختلفين كجزئين لكن هما في عام المجموعة الشمسية شيئ واحد , وهذا يعنى إننا والإله المُفترض بالوجود في شيئ عام واحد أى أن الوجود هو عام بي وبالإله .
- بطريقة أوضح فلنصيغ هذه الرؤية بطريقة رياضية هندسية تنفي منطق الخالق والمخلوق وتثبت أن كل شيئ في الوجود هوى جسم واحد , فلو أن للوجود خالق وكان مستقل بذاته عن الخلق فهذا يعني أن الخالق يتمثل بالنقطة أ والمخلوق يتمثل فى النقطة ب , وهذا يعني بديهياً وجود مسافة بينهم يبدأ فيها التباين بين ذات الخالق (الله) وبين ذات المخلوق (الوجود) , كما يعني أن المخلوق له حدود وهي فوق تحت أمام خلف ومثلها مع الخالق , وتعني هذه المسافة أنهم بداخل محيط , وبما أن المسافة هي مادة في حد ذاتها , إذاً النقطة أ ملتصق بالمسافة ب ولا يوجد بينهما فاصل فهما جسم واحد , ويشبه هذا قلب الأنسان وكبده وما بين القلب والكبد فهو من جسم الأنسان .
- إذا كان الخالق غير مستقل عن خلقه فهذا يعني أنهما جسم واحد لعدم وجود حدود أو تباين ينتهي فيه ذات الخالق ويبدأ فيها ذات المخلوق , وإذا كان الخالق بداخل الخلق أو العكس فيعني هذا أن الوجود هو كدائرة أو ككرة جسماً واحداً ولا يوجد فرق بين من بداخل الآخر .
- تناولت هذه الفكرة سابقاً فى نقد فكرة الإله الغير محدود , فمعنى اللامحدود أنه لا يوجد حد يحد وجوده بمعنى أن وجودنا ووجود كافة الكيانات من حيوان ونبات وبكتريا والمكونات من ذرة وجزئ ليست حقيقية فهى ليست ذوات منفصلة عن اللامحدود لأنها بذلك تحد وجوده بوجودها وهذا يعنى أننا والإله وجود واحد غير منفصل , ولكن وجودنا هو وجود حقيقى ومستقل فمن هنا تنتفى قصة وجود المُوجد , فالوجود هو المُوجد .
282 - الإله المُفترض يستحيل أن يكون أزلى .
- يدعى المؤمنون بفكرة الإله أن الله أزلي بمعني انه كان موجود منذ سالب لا نهائي بينما مفهوم اللا نهاية ليس رقم عددي بل مفهوم رياضي يعنى عدم التعداد واللاتحدد , أى إدعاء المؤمن بفرضية الإله بأنه أزلي يجعله يضع الله فى قيمة لمفهوم رياضي , أي يدمج مفهوم عقلي مع قيمة مادية , وبالتالي هذا فهم خاطئ فلا يمكن وضع صفة شيئية لقيمة رياضية .
المعضلة هنا عندما نناقش المؤمن عن من خلق الله ليأتي الرد الدوغمائي بأن الله أزلي واجب الوجود وبالتالي لم يُخلق , فهنا نجد التلاعب الذي يقوم به الفكر الإيمانى سواء بوعي أو بدون وعي بالخلط بين فكرة رياضية وهي اللانهائية مع كمية وشيئ وكيان وهو الله .
- الأزلى لا يمكن تقسيمه أو إيجاد نسب فيه فلا يمكن أن تضع نقطة على مستقيم لانهائي لتكون نسبه بين ماقبله إلي مابعده وهذا يعنى إستحالة رصد حقب زمنية فى اللانهائية .
- دعنا نتعامل مع العقل والمنطق فلا نكتفي بالرياضيات , فالأزلية تعنى اللاتاريخ واللاماضي لأنك لو رصدت تاريخ وماضى وحقب زمنية فقد صار زمن محدد وبذا لم يعد هناك مفهوم للأزلية .. الإله صاحب ماضي وتاريخ وفقاً للمعطيات عنه لذا فهو غير أزلى , بينما يصح القول أن المادة أزلية فهى ليست صاحبة ماضي ولا تاريخ أى أن الواعي صاحب الماضي والتاريخ لا يمكن أن يكون أزليا .
- الأزلى يستحيل أن يكون واعياً فلا يمكن أن يتحقق الوعي باللانهائى أى لو إفترضنا أن الإله أزلياً لانهائياً فلن يستطيع تتبع ورصد الأحداث فى اللانهائية فسيوجد دوماً أحداث فى اللانهائية لم يصل لها بعد بحكم أنها لا نهائية .
- هناك نقطة جديرة بالإهتمام والتوقف عن تتابع الأحداث والإله , فوفقا للميثولوجيات الدينية , فالإله لم يواجه ولم يتعامل ولم يخلق أحداث قبل الخلق أى كان ساكناً وهنا تتوقف مقولة الأزلية واللانهائية التى تعنى التتابع والديمومة المطلقة .
- الأزلية الأبدية تعنى زمان لا نهائى ولكن يستحيل تواجد الأزلي الأبدي بدون مكان يقيس الزمان , أى أن الأزلى الأبدى لا يتحقق وجوده بدون وجود مكان أزلي أبدي يقاس به الزمن اللانهائي , ومن هنا تسقط مقولة خلق الوجود فهناك مكان قبل هذا الخلق المزعوم .
- الأزلي يعنى لانهائية الأحداث وعدم تمايزها وعدم مفارقتها للزمان , فالأزلية مدمجة فى المكان , ومن هنا لا يمكن تمايز الخلق فى الزمن اللانهائي فهو حدث فى سيرورة وسرمدية الأحداث كما لا يمكن رصد حدث الخلق بالنسبة للإله أو الإنسان , فالخلق المزعوم نقطة على مستقيم لانهائى يستحيل رصدها وتبيان نسبتها لما قبلها وما بعدها .
الأزلى لا يخلق .
- من جهة العلم وقانون حفظ وبقاء المادة والطاقة فهذا يعنى أن المادة أزلية وكونها أزلية فلا معنى لفكرة الخلق , كما يعنى عبثية القول بوجود أزليتان .. وبحكم وصفه بالمطلق واللانهائي والكامل لا بد وأن يكون متعالي على الزمن , أى لا تنطبق عليه قواعد البداية والصيرورة والنهاية ككل ما هو خاضع للزمن, ومن هنا لا يمكنه أن يتواجد فى أي زمن ما هو أو تجلياته من الموجودات , وهذا التعالي على الزمن يتناقض مع فعل الخلق الذى يرجعونه إليه لأن فعل الخلق لا يتم إلا فى لحظة فى الزمان , هذه اللحظة تقسم الزمان لما قبلها وما بعدها, فمفهوم السببية الذى يعللون به خلقه للكون يتطلب مفهوم الزمان حيث الأسباب أو المؤثرات تسبق تأثيراتها أو المسببات زمنياً فلا معنى للسببية إذن من دون الزمن .
- لو تعاطينا مع فرضية أن الله أزلى أى لا نهائى فى وجوده بينما الخلق حدث فى زمان ومكان , فهل يمكن القول بالله قبل الخلق وبعد الخلق , فهذا يقوض الألوهية كون يعتريها التغيير وتبدل الأحوال , علاوة على إستحالة وجود نقطة محددة تتحدد فى المالانهاية , فهذا مثل الخط مستقيم اللا نهائى لا تستطيع أن تضع نقطة عليه لتقول أنها تنصف المستقيم أو تكون نسبة ما بين المسافة التى قبل النقطة إلى المسافة ما بعد النقطة كما ذكرنا , فالمستقيم اللا نهائي ليس له نقطة بداية ولا نقطة نهاية بمعنى أن البداية والنهاية ممتدة دوماً كحال الأعداد اللانهائية , فكلما وصلت لعدد ستجد عدد قبله فى البدايات وعدد بعده فى النهايات , فيستحيل أن تتحقق وجود هذه النقطة أي يستحيل أن تتواجد لحظة خلق .
- بما أن فعل الخلق هو حادث كما يؤمن المؤمنون أي لحظة فى مجرى الزمان , فلكى تحدث هذه اللحظة ينبغى عبور الإله الأزلية أولاً , أى قطع مقدار لا نهائى من الزمن ! وهذه استحالة منطقية واضحة لا يحلها إلا أن المادة التى تشكل منها الكون الحالى أزلية أبدية لا مخلوقة ولا قابلة للفناء .. كما تُبدد هذه الفكرة فى طريقها كمال الله فهو كل يوم بحال بإمتداده اللانهائى.!
- تأمل آخر فى موضوع الأزلى الأبدى أن الله هنا صاحب ذاكرة لانهائية , فأنت لا تستطيع القول بعدم وجود ذاكرة لأن هذا سيبدد معرفته المطلقة وإدراكه كل الغيب بما كان وما سيكون ولكن فكرة الذاكرة اللانهائية يستحيل أن تتواجد معها لحظة فارقة فكل اللحظات ممتدة فى اللانهاية غير مميزة , لذا لن يتواجد مشهد الخلق كمشهد فارق مميز , فالتحديد يكون فى المحدود وبالتالي لا يوجد خلق .
- القول بالأزلى الأبدى تسقط ألوهية الإله المتمثلة فى العلم والمعرفة المطلقة , فمهما حاول تذكر الأحداث البدائية لوجوده فلن يفلح ومهما حاول أن يستقرئ الأحداث المستقبلية فلن يفلح أيضاً , فنحن أمام مفهوم اللانهائية أى عدم وجود بدايات ونهايات فكلما تذكر حدث فرضاً فهناك أحداث قبلها بحكم اللانهائية وهذا يسرى على الأبدية فلن يستطيع إدراك أحداث مستقبلية بحكم عدم وجود نهايات .
- الأزلية اللانهائية تعنى التغير فى المطلق فكل حد فى سلسلة اللانهاية مغاير للحد الذى قبله وما بعده فهكذا مفهوم الأزلي اللانهائي , ومن هنا فتوصيف الإله بالأزلي يعنى أنه دائم التغيير وهذا مخالف لمفهوم الألوهية التى تعنى الثبات وعدم التغير والتطور.
- لا وجود لأزلي مع مقولة الكمال , فالزمن لا يكون زمناً إلا بوجود تباين وتغيرات للأحداث , فالحالة فى الزمن ب مغايرة للحالة فى الزمن أ ومن هنا يوجد زمن وهذا يعنى أن الأحداث ليست متطابقة ولا مكتملة ولا منتهية , ومن هنا فلا يوجد فكرة الكمال المزعومة .
دمتم بخير.
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟