أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد الحمداني - ماذا يريد الجعفري ؟














المزيد.....

ماذا يريد الجعفري ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1512 - 2006 / 4 / 6 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من التدهور الأمني الخطير، وتصاعد الأعمال الإرهابية في البلاد وعلى الرغم من الصراع الطائفي الذي يحصد أرواح العشرات من المواطنين شيعة وسنة كل يوم ، وبات القتل يجري على الهوية ، بل تعداه إلى الإسم ، فمن كان إسمه عمر أو عثمان أو أبو بكر يستحق قطع رأسه في عرف المتطرفين الجهلة من الطائفة الشيعية ، وباسم الإسلام ، وقبل أيام على سبيل المقال لا الحصر تم العثور في منطقة حي العدل ببغداد على 16 جثة وقد وضع المجرمون وثائقهم الشخصية على صدورهم وتشير الوثائق إلى أسماء الجميع [ عمر ].
وما يقوم به المتطرفون الجهلة من الطائفة الشيعية من جرائم بشعة يمارسه المتطرفون الجهلة والإرهابيون التكفيريون من عصابة ابن لادن والبعثيون أنصار الجلاد صدام حسين بحق المواطنين الشيعة ، ويجري القتل على الهوية ،وباسم الإسلام أيضاً ، وهكذا تحول العراق إلى جحيم لا يمكن تحمله أو السكوت عنه لأنه سيؤدي بكل تأكيد إلى وقوع الكارثة الكبرى بالعراق وسيحترق العراق بمن فيه إذا لم يتم تدارك الأمر وعلى الفور .
الشعب العراقي اليوم يعيش في رعب قاتل ، والقلق والاكتئاب والخوف من المستقبل أصبح ملازماً للمواطن العراقي حتى في بيته ، فلا ضمان أن لا يهاجم زوار الليل من القتلة المجرمين بيوتهم وهم نيام لتجز سكاكينهم القذرة رقاب الأطفال قبل النساء والرجال ، وهم يهتفون باسم الله وباسم الإسلام ، فأي تجني على الله عز وجل ؟ وأي إساءة للإسلام ؟
ألا يعطي هذا الأجرام الحق والذريعة لدمغ الإسلام والمسلمين بالإرهاب ؟
فلمصلحة من هذا الذي يجري في البلاد ؟
ومن المسؤول عما يجري اليوم من مذابح وتخريب وتدمير وسرقة واختطاف واغتصاب وابتزاز للمواطنين ؟
من المسؤول عن الهجرة الجماعية الواسعة للمواطنين العراقيين سواء كانت داخل الوطن أم خارج البلاد هرباً من بطش مدعي الإسلام شيعة وسنة ؟
من المسؤول عن الفساد المستشري في الجهاز الحكومي من القمة حتى أصغر موظف في الدولة حتى أصبحت الرشوة شرطاً لتمشية معاملات المواطنين؟
أن المسؤول الأول عن الوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن العراقي هو الحكومة الحالية ، ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري على وجه الخصوص ، فهو السبب المباشر في الأزمة السياسية المستعصية التي حالت لغاية هذه الساعة دون تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية قوية قادرة على إعادة الأمن والنظام العام في البلاد ، رغم مضى أكثر من ثلاثة أشهر على انتخاب مجلس النواب ، والبلاد في فراغ سياسي وأمني خطير حيث أن وزارة الجعفري هي وزارة تصريف أعمال ليس غير.
ويصر السيد إبراهيم الجعفري على تولي رئاسة الوزارة للسنوات الأربعة القادمة ،على الرغم من معرفته أنه لا يستطيع الحصول على ثلثي أصوات أعضاء مجلس النواب ، وعلى الرغم من أن نصف قائمة الإئتلاف قد صوتت ضد ترشحه لرئاسة الوزارة ، وعلى الرغم من إدراك كل القوى السياسية على الساحة العراقية أن أي حكومة حزبية شيعية كانت أم سنية لا يمكنها إعادة الأمن والسلام في البلاد ، وأن السبيل الوحيد للخروج بالعراق وشعبه من هذه المحنة هو تأليف وزارة وحدة وطنية قوية تضم سائر الأطراف ويقودها شخصية وطنية وسياسية قوية تستطيع إطفاء الحريق ، وتحقيق الأمن والسلام لسائر المواطنين ، والتفرغ لإعادة بناء العراق الجديد ، وتحقيق حياة حرة كريمة تليق بالإنسان العراقي الذي قاسى ولا يزال يقاسي منذ عدة عقود شظف العيش والبؤس والفاقة والأمراض الفتاكة ، ودون رعاية اجتماعية .
لكن الجعفري الذي يشعر ، كمن مسك شباك العباس ،لا يريد الفكاك من السلطة حتى لو احترق العراق ، وهو ما برح يدفع بالناس البسطاء والجهلة ، وبأعضاء حزبه للتظاهر رافعين صوره التي تذكرنا بصور صدام حسين المخلوع ، وهم يهتفون نفس الشعارات التي كان يرفعها رعاع حزب البعث الساقط [ ماكو ولي إلا علي ونريد حاكم جعفري ] ، بل لقد ذهب بعيداً أكثر من هذا عندما صرح يوم أمس في مقابلة مع صحيفة[الكارديان البريطانية] بأنه لن يرغم على ترك منصبه تحت ضغط الولايات المتحدة وبريطانيا !!، وأضاف قائلا أنه تولى منصبه بقرار ديمقراطي ، ويجب احترام إرادة الشعب ، وكأنما الشعب هو حزب الدعوة وعصابة مقتدى الصدر، بل لقد ذهب إلى ابعد من ذلك إلى التهديد بأن الشعب سيتحرك إذا لم تحترم إرادة الشعب ، أي إذا لم يتولى منصب رئاسة الوزراء .
ولا أدري إن كان السيد الجعفري قد نسي أم أنه يتناسى أن من بوأه رئاسة الوزارة هم الأمريكيون والبريطانيون ، وأنهم الحكام الحقيقيون للعراق شئنا أم أبينا، ولولا إسقاطهم نظام الطاغية صدام لكان هو وكل رفاقه في الحكم ما زالوا لاجئين في دول أوربا والولايات المتحدة ، فأي مكابرة هذه التي يدعيها ؟
ليكن معلوماً لدى السيد الجعفري أن الولايات المتحدة سيكون لها اليد الطولى في الشأن العراقي لأمد طويل ، على الرغم من إرادة الشعب العراقي ، فهذه هي شريعة المنتصرين ، وعلينا أن نتعامل مع هذا الواقع على هذا الأساس لكي لا نخسر كل شيئ ، ونناضل بطرق سلمية وحضارية لتحقيق طموحات شعبنا في التحرر والاستقلال ، لا أن نقفز على هذا الواقع فنخسر كل مكتسباتنا التي تحققت بسقوط نظام الطاغية صدام وحزبه الفاشي .
إن أي مسعى لشق صفوف الشعب ، ومحاولة الاستئثار بالسلطة ، ومحاولة إقامة دولة قائمة على أساس ديني أوطائفي مكتوب لها الفشل الذريع ، فهذا الشعب العراقي فيه المسلم السني والشيعي والمسيحي والصابئي والأيزيدية، والعربي والكردي والتركماني والآشوري ، ومن المستحيل إقامة دولة دينية طائفية على غرار دولة ملالي إيران .
أيها السادة دعوا السياسة إن كنتم تريدون أن تكونوا رجال الدين ، أو دعوا الدين بعيداً عن السياسة إن أردتم أن تكونوا سياسيين ، وليبقى الدين علاقة الإنسان بخالقة منزهة من كل شوائب السياسة ونفاق المتدينين ، وليكن شعاركم الإخلاص للعراق وشعبه ، بكل قومياته وأديانه وطوائفه ، وسوف لن يرحم التاريخ كل من يسعى لإحراق العراق بأهله .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين
- العراق والثروة النفطية والمطامع الإمبريالية
- مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن
- جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي
- الأحزاب السياسية العراقية وسلال عنبها
- المخدرات وأخطارها على ابنائنا المراهقين
- واقع المرأة العراقية يتطلب نضالاً دائباً لتحقيق طموحاتها في ...
- الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو السبيل لدرء أخطار الح ...
- تطوير المناهج الدراسية ضرورة ملحة لبناء مجتمع ديمقراطي
- من يقف وراء جريمة تفجير مقامي علي الهادي وحسن العسكري في سام ...
- من أجل منع تسيس الجيش العراقي وخلق دكتاتور جديد في البلاد
- السرقة ودوافعها وسبل علاجها لدى الأطفال والمراهقين
- أعيدوا لقائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم حقوقه
- هكذا وقع انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963
- مسؤولية النظام السوري في الأعمال التخريبية في سوريا ولبنان
- حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربي ...
- التأخر الدراسي وسبل معالجته
- مخاطر الأزمة العراقية الراهنة والسبيل للخروج من المحنة
- إيران واللعبة الخطرة
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة


المزيد.....




- الشرطة العمانية تعلن مقتل 3 من منفذي الهجوم المسلح على المسج ...
- ثبتيها الآن وفرحي أولادك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 بإشارة ...
- كيف أحيا المسلمون الشيعة ذكرى عاشوراء؟
- مستوطنون محتلون يقتحمون المسجد الأقصى
- جيمس ديفد فانس.. نائب ترامب المؤيد لإسرائيل والمسيحية
- المقاومة الاسلامية تنفذ سلسلة عمليلات ضد مواقع وانتشار جيش ا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: تنفيذ عملية مشتركة مع الحوثي ...
- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد الحمداني - ماذا يريد الجعفري ؟