حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6026 - 2018 / 10 / 17 - 05:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أظنك يا نيتشة مؤمنا و رب الكعبة " و إلهكم إله واحد"
عزيزي نيتشه..إلهنا يغضب لحرماته و هي تنتهك مثل عدله على الأرض و قد حرم الظلم على نفسه..
فكيف لا يغضب و الأمبراطوريات الهيمنية للقوى العظمى تظلم و تنهب و تسفك الدماء و تستلب الإنسان ..
و كيف لا بغضب إلهنا و حكامنا في الداخل يظلمون المواطنين و يحتقرونهم..
بل كيف لا يغضب و الحقرة و الهيمنة و الاستلاب تعم الدنيا و ترتهن الإنسان ..
إلهنا ينتقم من الظالمين المتغطرسين الفاسدين الطغاة المجرمين الكبار و هم يفسدون نواميس الحرية و العدل و التسامح الانساني..
إلهنا يا نيتشة ينتقم منهم شر نقمة منتصرا للمستضعفين في الأرض..
إلهنا يأخذهم أخذ عزيز مقتدر..
إلهنا يعرف الحسد و يحسد الإنسان على نعمه التي وهبه إياها و مغبون فيهما كثير من الناس غباء و لهوا و عبثا بالوقت و هدرا له ..
و عبثا بالصحة و الفراغ (هي الأحاديث و السنة يا منكري حجية السنة بلا إستثناء ) و " إغتنم خمسا قبل خمس " ...
إلهنا يسخر من إنسان فقد ادميته و بشريته و طغى و تجبر فيقول له " ذق أنت العزيز"..
إلهنا لا يمكر بمن هفى هفوات و تعثر عثرات و سقط سقطات و أخطأ و أفرط و فرط و إرتكب اللمم بل يمكر بالزاعمين أن " لا إله و الحياة مادة و صدفة و عبث " ..
و قد أبلغوا كل الحجج من كونه و وحيه معا على وجوده ...
شدة الظهور تولد الخفاء .. " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " - قران -
لذلك قال بعضهم بأنهم لا يأمنون مكره و لو وضعوا قدمهم في الجنة ..
إنه مكر الكبير المتعالي لا مكر الخسيس المتضائل ..
مكر تأديب و تأنيب لا إنتقام الضغينة و مكر الدسائس الأرضية ..
إنه المطلق لا المحايث ..إنه المتعالي يا نيتشه الذي أنكرته و تحررت منه للأسف ..
بل مكر و انتقام العدل و القصاص إنتصارا للمستضعفين و المظلومين من أجل إنصافهم و استعادة حقوقهم المسلوبة و الضائعة على أرضه..
و إلهنا يا " نيتشه" يعرف العنف الناعم و غير الناعم فتعزير الخطائين غير المصرين ثم بسط رحمته و مغفرته عليهم هو عنف ناعم و تأنيب..
يقابله عنف مغلظ فيه من لفح النار التي كووا بها إخوانهم العباد على أرضه في الحياة الدنيا..
من يكوي الناس يكوى حاضرا أو اجلا...
و أيضا " الذين يكنزون الذهب و الفضة " " فبشرهم بعذاب أليم"...
إتفقنا يا " نيتشه " تصالحنا و زال النزاع بيننا بالعقل فيصلا ..
إلهنا بلاشك هو إلهك يا " نيتشه" ...
تسلم أيها العبقري الفللولوجي أصلا يا " نيتشه " ..
تعمدت النزاع معك ليعلم الناس بأن إمكانية " الهرمونطيقا " أو التأويل و الفهم المتعدد لنصك لا زالت ممكنة ...
الفهم و فهم الفهم و التأويل و انزياح المعنى ...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟