|
ماذا يريد وحيد القرن
مها أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1512 - 2006 / 4 / 6 - 09:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في استطلاع أجرته مؤسسة غالوب شمل (1045) مواطناً أميركياً للإجابة عن السؤال التالي : (من هو الشخص الأكثر حمقاً في الولايات المتحدة الأميركية برأيك ) ، وجاءت الإجابات كما يلي : في المركز الأول المغني مايكل جاكسون ، واحتل المركز الثاني ديك تشيني نائب الرئيس جورج بوش الذي تبوأ بدوره المركز الثالث في لائحة الأكثر حماقة بنسبة (69%) من المستطلَعين ، وما لم يطلعنا عليه الاستطلاع الذي نشرته يوم الثلاثاء (5-4 -2006) صحيفة الشرق اللبنانية ما هو ترتيب وزيرة الخارجية الدكتورة كوندوليزا في سجل الحمقى التي وقفت غداة الذكرى السنوية الثالثة لما سمي (حرية العراق) لتقول بالفم الملآن : نعم لقد ارتكبنا آلاف الأخطاء "التكتيكية" في العراق ، فماذا تعني كوندي بهذا الزعم ، هل تريد إقناع العالم أن قتل ما يقارب (300000) عراقي و(2350) أميركي وتدمير بلد بجيشه ودولته ومؤسساته الدستورية والعلمية والحضارية ونهب تراثه وثرواته مجرد خطأ تكتيكي ؟ ..وهل استدراج آلاف الإرهابيين من كل أنحاء العالم لتصفيتهم انتقاماً لأحداث الحادي عشر من أيلول المشؤومة وتحويل العراق بؤرة عنف تستقطب "المجاهدين" فتغدو المدن المأهولة ساحة تصفية حساب بين حلفاء الأمس هو خطأ عابر في سياق إستراتيجية شاملة لم تقل لنا أميركا ماهو عنوانها الحقيقي فمن شعار البحث عن أسلحة الدار الشامل انتقل الهدف إلى مكافحة الإرهاب ثم نشر "الديمقراطية" حتى تضاءل الهدف إلى الضغط بقوة لتشكيل حكومة عراقية تتولى القيام بمهمات قوات التحالف الميدانية لتتمكن أميركا من سحب جيشها بأسرع وقت ممكن . ماذا يريد وحيد القرن الأميركي الذي يعربد في شرق الأرض وغربها منطلقاً من عناوين كاذبة لم تعد تنطلي على أحد ؟.. ربما للإجابة على هذا السؤال يجب إعادة النظر في الأطروحات التي يقدمها منظرو النظام العالمي الجديد ، ولعل ما جاء على لسان المفكر الأميركي صموئيل هنتغتون المعروف بقربه من المحافظين الجدد في حوار أجرته معه جريدة لوبزرفاتور حيث طرح عدة تساؤلات عن جدوى نشر قيم الديمقراطية والليبرالية الأميركية في العالمين العربي والإسلامي لأن هذين العاملين برأيه لن يتخليا عن التمسك بتعاليم الدين وبالتالي ستفشل محاولات فرض الديمقراطية على الدول العربية لأسباب محض دينية ويرى هنتغتون أن مصلحة الغرب السعي إلى توحيد العالم الإسلامي تحت قيادة دولة كبرى ومنفتحة ويقترح أن تكون تركيا ... إذاً هنتغتون ينقلب على نظريته (صراع الحضارات) ويتبنى مقولة جورج بوش عن الحروب الصليبية القائمة على أساس ديني عقائدي بين الإسلام والمسيحية والسبب هو أصولية العالم الإسلامي غير المؤهل لتقبّل قيم الحرية والديمقراطية الأميركية .. أيّة حماقة تلك وماذا عن المجتمع الأميركي ؟.. إليكم استطلاع آخر : ثلاثة أرباع المواطنين الأميركيين يؤمنون بالمعجزات الدينية وعدد الذين آمنوا بنظرية داروين هو(9%) فقط من الأميركيين بينما نصف عددا لمواطنين آمنوا بالنشوء والارتقاء المقاد إلهياً وهو مذهب الكنيسة الكاثوليكية ، هذا هو المواطن الأميركي الذي قد يفوق نظيره الإيراني أو الأفغاني تشدداَ وتمسكاَ بالدين ، إذاً الأصولية الدينية ليست حكراًَ على العرب والمسلمين ، إنها ظاهرة عالمية قوامها التطرف والتطرف المضاد ولعل المنظرون لحقبة تصادم الأديان هم رعاة تحطيم الانتماء الوطني والهويات القومية والثقافية والحضارية للأمم بهدف تقديم صورة مضللة لصراع بين غرب مسيحي وشرق مسلم أو بين يهود إسرائيل ومسلمي فلسطين ولعل هذا يفسر إصرار بوش التأكيد في أكثر من مناسبة على حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية ، لكن قنابل بوش الذكية لم تفرق بين طفل عراقي مسيحي وآخر مسلم ، كما أن مسيحيي العراق عرفوا في عهد صدام حرية بناء الكنائس وممارسة الشعائر أو على الأقل لم تكن تهدم كنائسهم على رؤؤسهم ولم ينزحوا بأغلبهم إلى سوريا كما يحصل اليوم تحت رايات المحتل المسيحي !.. ماذا لو نجح المحافظون الجدد في "تحرير سوريا" ؟.. قبل أسابيع وقف بوش يشرح إستراتيجيته الجديدة في خطاب ألقاه في أوهايو بجملة مختصرة : (طهر ، حصّن ، ابني ) .. فهل كان يقصد بالتطهير إفراغ العراق من المسيحيين وتحصين كل طائفة وكل عرق لنفسها بامتداد جغرافي مذهبي بعيداً عن الآخرين وصولاً لبناء فيدراليات متحاربة أو في أفضل الاحتمالات متقوقعة على ذاتها .. في كتابه الجديد الذي يصدر في أيار المقبل تحت عنوان "من نحن" يحاول صموئيل هنتغتون ملء الفراغ الأيدلوجي والعقائدي الذي تعيشه أميركا ونسأل بدورنا ما الفرق بين (أمير المؤمنين) أسامة بن لادن وبيرلسكوني الذي قال مؤخراً : (أنا يسوع المسيح السياسة) ؟!...
#مها_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موسم الهجرة إلى الأسفل
-
قمة الحضيض
-
يا عزيزي كلنا منافقون
-
موسم الهجرة لى الأسفل
-
النساء قادمات
-
عولمة المهانة و ثقافة المقاومة
-
-اتصال الانفصال ووصل ما لا يتصل-
-
مواطنو الدرجة الثانية في سوق العمل
-
السلطان الأمريكي: الكذاب الأكبر
-
المرأة كاملة الدسم
-
السلام المفقود في ممالك الحب
-
دفاعاً عن النفس
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|