أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - شارع البرج Turmstraße 91














المزيد.....

شارع البرج Turmstraße 91


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 00:31
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في أروقة المبنى الواقع في شارع البرج Turmstraße 91

وقفت مضطربة في قاعة مغلقة ينظر اليها البعض شزرا ، والبعض الأخر بفضول فهي هنا متهمة بقضية شنيعة
الاعتداء بالضرب على مفتش بطاقات السفر في قطارات المدينة.

لقد حددوا الجلسة منذ اشهر عديدة ، بدأ المحامي الذي اوكل له الادعاء الدفاع عنها متحمسا وطلب منها كل اوراقها التي تؤكد براءتها وضرب لها موعدا بعد اسبوع ، غير انه ما لبث ان تهرب . بعثت له العديد من الرسائل عن طريق البريد الالكتروني دون جدوى . اتصلت فردت عليها السكرتيرة ببرود شديد.. تعالي قبل اسبوع من الجلسة
سالت بذهول وهل الوقت يكفي.... فترد السكرتيرة بنفس النبرة .. كافْ جدا.
الحنق وضيق النفس ، والأرق اللعين لازمها طيلة الاشهر التي عاشت بها مع هذه المحنة.
التي ابتدأت منذ ما يزيد عن السنة.
عندما صعدت ذات مرة في متروالانفاق صباحا للالتحاق بدورة تدريبية ، ما هي الا بضع محطات حتى صعد المفتش مع رفاقه كانوا ممن يتمتعون باجسام قوية وقامات فارعة .. في منتصف العشرينات . ومزاج شهيته مفتوحة لأي صيد .
اخرجت بطاقتها كالاخرين ، لكنه فورا تمتم بكلمات .. ليست على مايرام ليست على مايرام .. واخرجها من المترو.
تجمع حولها الباقون فاصبحوا ثلاثة.

حاولت الاستفسار لكنهم لم يمهلوها.. هيا اوراقك الثبوتية .. ما الامر ؟. وفجأة صار الجو صاخبا وبدأوا بالاعتداء عليها بحجة منعها من ترك المكان . صار احدهم يلوي ذراعها بقوة والاخر يغطي عليه من الجهة الثانية كي يترك له فرصة الاستمرار بلوي ذراعها. وهي تصرخ النجدة .. النجدة. لكن عيني معذبها كانتا تسخران منها وببرود مجرم رد عليها... استمري استمري بالصراخ اكثر اكثر...

كانت كل القذائف تنهال عليها تباعا.. هناك هي ام هنا لم تعد تعرف كل شيء اختلط ببعضه.وصار المنظر امامها ضبابيا. كل ما يربطها بالمكان هذا الوحش القوي البنية الذي يحاول انتزاع حقيبتها من يدها بالقوة.

ماذا .. هل وجدوا قنابل ومتفجرات ؟. اين في الصندوق الخلفي للسيارة؟.
ما اكثر الضحايا الذين يذهبون بتدبير خبيث محكم من عصابات بشعة .. تؤدي مهامها الاجرامية دون ان يرف لها جفن. هناك في وطنها الجريح الذي هربت من موته الجماعي.
ولطالما تسائلت هنا .. هل حقا ما يعثرون عليه في بيوت هؤلاء المتهمين كما تنقله الاخبار... تم مداهمة بيوتهم والعثور على متفجرات بدائية الصنع. ام مواد متفجرة؟. كم بلغ عدد الاعتداءات على الاجانب. بتسميات مختلفة . جرائم الكراهية . الاعتداء على اللاجئين . العنصرية ضد الاجانب. الخوف من المسلمين ... الحفاظ على الهوية.

في القاعة رقم 455 تذكرت كل ذلك .. فتمسكت بكل ما اوتيت من قوة بحقيبتها. يحاول الثاني سحبها والاخر يلوي يدهها بكل ما اوتي من قوة.. وهي برعب وخوف غريزي عجيب متمسكة بها. ماذا لو دسوا بها شيئا؟. لما كل هذا الاصرار على انتزاع حقيبتها منها.

الثالث المفتش الرئيسي كان يذهب ويأتي .. حسموا امرهم لن يدعوها تذهب مهما حصل ستأتي الشرطة. وما هي الا دقائق والشرطة هناك .. سارعت تطلب نجدتهم .. لكنهم اظهروا لها على الفور غلاظة واحتقار اضافت الى ذهولها ما زاد من يقينها بانها هالكة لا محالة.


ما يزيد عن العشرة الاف جريمة اعتداء ضد الاجانب سجلتها الدوائر الرسمية بحسب الاعلام الرسمي. في احد المقاطعات احرقوا ما يزيد عن 125 بيت من بيوت اللاجئين ، وهذه ليست كل الاحصائيات.

على الفور عاملتها الشرطية كانها كلب عقور.. من خصائص اللغة اضافة ضميرللاسم اذا ما تحدثت مع انسان وحذفه اذا ما كان المتحدث له حيوان وكلب على وجه الخصوص.

كان هذا الدرس الاول الذي تعلمته في دورة اللغة. اجلس كررتها الشرطية ولانها جاءت بلا الضمير العائد انتبهت على انها تحدثها لا باعتبارها انسان بل كلب وبأمر يحمل الكثير من الكراهية والاحتفار.

فوقفت متحدية بانها لن تجلس، ففهمت الشرطية بانها ادركت اهانتها ورغم كل تخبطتها رفضتها .

امسك الشرطي الأخر حقيبتها فتشها تفتيشا دقيقا ..
سالته لما تفعل ذلك .. لا يحق لك .. رد بل يحق لي انا شرطي وافعل كل شيء
هي تعرف ان له الحق بذلك لو كانت بمتجر وتم التبليغ عن سرقتها لشيء لكنها هنا في محطة للقطار فلما كل هذا التفتيش.
كان الشرطيان مدججين بالسلاح . وجرت العادة ان تكون إمراة ورجل .. فاذا بالمكان يستقبل المزيد منهم.

من جاء متحمسا متلهفا.. ظنت ربما هؤلاء يكونون افضل .. لكن دون جدوى شكت مالقته من تعذيب وضرب فاذا بالشرطية التالية تنظر للافق بلا ادنى اهتمام بشكواها ، ومعاناتها
وما هي الا دقائق حتى جاءت الدورية الثالثة.
شيئا ما سيحدث
هل سيطلقون النار علي؟ من سيوقفهم ؟ من سيمنعهم؟ ماذا لو اجتمعوا على انها اعتدت عليهم فاطلقوا عليها النار دفاعا عن النفس. سيجد كل واحد منه غطاءا من الاخر.
ليس بمستغرب قبل اشهر قليلة قتلوا ابا لطفلة اغتصبت رغم مصيبته بحجة انه اراد الاعتداء على مغتصبها ولم يترك الشرطة تؤدي عملها؟
هي تعرف بانهم كالخراف الضالة لا حامي لهم. ولا سند .. وهم عراة حفاة الا من رحمة قانون معصب العينين عندما يريد .. وثاقب النظر اذا ما اراد تحقيق العدالة.

ما هي الا لحظة واكتمل النصاب .. ووقفت متهمة بالاعتداء والضرب وايذاء المفتش ... وجرائم اخرى بين يدي القاضي راح يتلوها تباعا.



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الايدي ضعيفة
- المؤخرة العارية
- الكذب الناعم
- الطاعون الأزلي
- زخارف الزمن
- بون . دسلدوف . كولن
- الرمادي
- دافنينشي
- ملامح عصر
- عيد الديناصور
- واوجعني ذله
- آن بعض الظن أثم
- ما العالم بدون كلمة
- ربيع الأمومة
- الخيمة العجيبة
- اين ضياؤك بلاد الصباح
- خطوات بين بلاد العالم
- زفرات الاحتفالية
- الملف الشائك
- لتدفئة اطفالهم


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - شارع البرج Turmstraße 91