قضية دارفور

خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1512 - 2006 / 4 / 6 - 09:44
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

كلما تدخلت قوى كبرى بقضية محلية ؛ كلما اضافت عنصر تعقيد وتشابك ؛ فهي تضيف عنصرا اساسا الى عناصر المشكلة وتساعد على تصعيدها دونما المعاونة على فك عقدها ؛ ذلك ان الوقوف الى جانب الاقليات بالحق او الباطل ضد الشرعية ؛ انما يقوي من ضراوة الصراع خارج دائرة الحوار والتفاوض ؛ بل وحتى اثناء ذلك التجاذب السلمي ؛ وقد رأينا مثل هذا الموقف في كثير من القضايا المعاصرة ؛ كايرلندا الشمالية ؛ وتيمور الشرقية ؛ والصحراء الغربية .... الخ فلو تركت مثل هذه القضايا المتشابكة للحل الوطني كما حدث في الموضوع الاكثر تعقيدا الا وهو الصراع مابين الحكومة المركزية والجنوب في السودان ذاته ؛ لاصبح الحل ميسورا عن طرق الحوار والتفاهم دونما تدخل مباشر يؤجج الاقتتال ويقوي نزعة التنافر.
ولذلك فان تدخل القوات الدولية في مسألة دارفور سيؤدي الى مايشبه تدويلها ؛ بل يشكل ضغطا على الحكومة المركزية ؛ فتسير الامور الى عكس ما يصبو اليه ابناء السودان من حل انساني سلمي يعطي الحقوق الواجبة دون انتزاع هيمنة الدولة واسقاط هيبتها وتوحد اراضيها .
ان التدخل الدولي بقوة وعنف هو بحد ذاته تصعيد متواصل وتأزيم للحالة ؛ واشعال للفتنة ؛ ولعل الضغوط السلمية الصديقة بحد ذاتها ؛ ستساعد اطراف النزاع على الجلوس على مائدة المفاوضات وانهاء جميع المسائل العالقة دونما اي استعمال لقوة ردع او حماية دولية .
لقد قامت افريقيا من جانبها كأم توازن ما بين المصالح المتعارضة ما بين ابنائها بكل ما تستطيع ان تقدمه في هذا المجال ؛ بل ان تمديد فترة بقاء قواتها في دارفور مدة ستة اشهر اخرى هو نجاح للمهمة؛ وان اضافة قوات عربية الى تلك القوات سيعزز من استقلالية القرار ويؤدي الى التأكيد على ان مصلحة الشعب السوداني الواحد المستقر فوق كل اعتبار .
اضافة الى كل ذلك فان، تدخل الدول العظمى في شأن كهذا ؛ انما ينبع في كثير من الاحيان من رعاية مصالحها في هذا الجز من العالم او ذاك والامثلة على ذلك لا تحصى ولا تعد عبر التاريخ . كما ان القوات الدولية وبهذه الظروف العصيبة سوف لن تكون خاضعة بشكل مستقل عن ارادة هيمنة القطب الاوحد بأي شكل من الاشكال وهذا ما يؤجج نار التصادم المستمر .
لذا ؛ ومنعا للتصعيد المفتعل ؛ يتوجب على مسؤولي القرار في دارفور ومحيطها الوطني والاقليمي الاكتفاء بالقوات الافريقية العربية لكي تحفظ التوزان و تؤدي بالتالي الى الاستقرار

#خالص_عزمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات