أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة بلحاج صالح - في المغلق و المفتوح














المزيد.....

في المغلق و المفتوح


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6023 - 2018 / 10 / 14 - 03:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الغالق على نفسه في سجن لا يتسلل إليه النور و الهواء و يعتبر نفسه حاملا الخلاص ميئوس من خلخلة بناه العقلية المحنطة و الميتة..

أن يقول لك مشتغل بأصول الفقه مثلا من هذه الطائفة أنه لم يسمع و لم يقرأ و لم يتحرك له ساكن و لم يطلع على ما كتبته قامات فلسفية عربية حديثة في مبحث الأصول ..

أو منجز المفكر الكبير الفلاني العربي حديثا أو يخبرك بأنه عرج عليه سطحيا فقط و باستخفاف و تيقن بأنه لا جدوى منه..

ماكثا في سجنه يهلل فقط لمشايخه كيف بالله عليك أن تنتظر منه تنويرا و إضافة و تبديلا و مراجعة إلا الإعتقاد الأعمى بأنه هو و طائفته فقط على حق و هم الأصلاء و غيرهم طبعات هجينة و متطفلون..

فترى الواحد منهم يتتبع عثرات المحدثين في اللغة و النحو و الصرف و الإملاء و يتقعرون في اللغة العربية و الإصطلاحات التراثية الفقهية و الأصولية القديمة و غيرها بركاكة مقرفة تثير الغثيان..

لعله يتوهم أنه في صحن القرويين أو الزيتونة أو الأزهر أيام زمان بل ربما في عهد المأمون أو المتوكل أو هارون و أئمة المذاهب السبعة

ينظر إلى غيره و أعمالهم بعين الدونية و الإنتقاص و هو يحكم مسبقا أنه هو و مشايخه فقط المحترفون و أن غيرهم لا احترافية لديهم و علمهم منقوص في الشرعيات و اللغة وقواعدها..

فقط لأن هذا المسكين مغروس في منبته و يعتبر غيره من غير أهل الإختصاص..

هذا جنون و خبل و هرطقة و ادعاء و تطاول و انغلاق و تعصب..

إن المستوى المعرفي كسبا و اطلاعا إذا ارتقى و بلغ مستوى معينا " خلاص " زالت مقولة التخصص أو التخصص في العلوم الشرعية و أهل العلم و الدين و التدقيق اللغوي مسألة فرعية باتت خدمة من بين بقية الخدمات..

فلا قيمة لما يزعمونه تخصصا في العلوم الشرعية خاصة بل احيانا تنتصب عائقا بين العلوم و المعارف la transversalité et la transdisciplinarité et l interdisciplinarité

و كذلك أمام طريق التجديد المنفتح على المنجز الإنساني مالا يفهمه هؤولاء لأنهم في سجن رهيب و مظلم يتصورون مسك الحقيقة وحدهم و فهم علوم الشرع حكرا عليهم..

و غيرهم على ضلال و عند غيرهم جهل و نقص بالعلم الشرعي أو أنه فهم غير عميق و غير متدرج..

بل هدروا طاقات الشباب و الشابات و توهموا أنهم يحمون الأمة من التغريب و السلفية و هم أعني التراثيين من نفس المنظومة التي أنتجت السلفية لو تمعنوا و تحرروا..

يقرأون التراث بالتراث و النص بالنص و يعتبرون العقل تابعا للنص قلما كان له دور إلا في الفروع و أن العقل تابع و ليس أصلا..

و ترى مفاهيمهم غير محينة ماداموا لا يجدون قلقا معرفيا في بناء منظومة العلوم السائدة و الكبرى و ما تفرع عنها..

يجدون راحتهم داخلها و ينظرون إليها بأريحية كبيرة و اطمئنان و نشوة و لذة فهي تعفيهم من تحمل مسؤوليات كبرى تتعلق بحالنا و أسباب تخلفنا لأنها تطوق السؤال القلق..

و يجدون فيها كل التسهيلات لإعادة إنتاجها بمساحيق التجديد و من ثمة تدويرهم لمنتجاتها القديمة و بضاعتها مع محاولة بناء كهنوت مانع لكل حديث متيقظ حائر و قلق في الدين لا ينال صك الغفران من عندهم..

و لامتعاضي الشديد و قلقي من تكرار هذا المشهد و هذه الحالة البئيسة أقول فلو درسوا الكفر و نفي المطلق كيف تأسس لكان أجدى و أنفع للأمة..

لأنهم سيعرجون بالضرورة الى كينونة الكفر و العدمية الحضارية المعربدة اليوم و الجاثمة على مقدراتنا و إمكاناتنا..

و كيف هيمنت علينا و استلبت ثرواتنا ..حضارة يسمونها حضارة الإلحاد و المادية وهي نفسها حضارة المابعديات و تشظي القيمة و المعنى..

أنا حزين جدا و متألم لما أقرأ لهم و أسمع لمحاضراتهم يستغرقني ألم و حزن كبيران أمام هدر الإمكانات و الجهد و الوقت الذي يضيع منا سدى ..



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألقوا بها في البحر ...ديفيد هيوم
- الأمركة لا تعني أن تقبل أمريكا رؤية نفسها في مراة الأطراف
- السنة ليست قاضية على الكتاب ..
- التجديد شعارا و التجديد ثورة عميقة في العقل و منظومة الفهم . ...
- في الفلسفة و الفكر و العلوم الأساسية و التجريبية..
- الجزائر : في العلاقة الرخوة لبعض المعربين بلغتهم تزلفا للأصو ...
- مداخل النظر و التأسيس في الفكر السياسي الإسلامي..
- نحو قراءة تحليلية نقدية لمنجز مالك بن نبي الفكري حول النهضة ...
- هل يكون الفيلسوف فيلسوفا و مفكرا بعدد الكتب الورقية التي كتب ...
- الجماعات و الدول الإسلامية و المال المبعثر
- صقيع الذاكرة نص بلا هوية..
- أيها التراثي المستلب..
- في الجزائر : غنغرينا الأعراب و المفرنسين المنتهية صلاحيتهم..
- في قول نيتشه : أشعر كلما تعاملت مع رجل متدين بالحاجة إلى غسل ...
- ماركسيات ..
- في إيتيقا تعلم الفلسفة و البحث في موضوعاتها
- في التاريخ المتاهة و الفخ..
- المسلمون و الفلسفة ..
- الإنسانية تحت سقف الدين
- مؤسسة البغاء كحق عولمي : النائمة الزاحفة


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة بلحاج صالح - في المغلق و المفتوح