أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /1















المزيد.....

يوميات المجزرة الديموقراطية /1


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 429 - 2003 / 3 / 19 - 04:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

                                                               
( بزعم إيقاف المجزرة الدكتاتورية البعثية التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود يرتكب الهمج الأمريكان اليوم مجزرة "ديموقراطية " بواسطة الأسلحة الذكية والزعماء الأغبياء ، وفي كلا المجزرتين الصدامية والبوشية  ، تسفك دماء الشعب العراقي والشعب العراقي فقط ! في هذه السلسلة من المقالات سنتابع المجزرة الراهنة عن كثب وفي كل ما سنكتب سيكون ولاؤنا الأول والأخير لشعب العراق ..)

1- قواعد الغباء الأمريكي :
أو كيف تجعل دكتاتورا ممقوتا  بطلا ؟

                                                                            
  يبدو أن ذكاء الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية الحالية يتناسب عكسيا مع تقدم وتطور  المخترعات والمبتكرات التكنولوجية في هذه المستعمرة البريطانية السابقة  إذ كلما اكتشفوا جيلا جديدا  أكثر ذكاء من الحاسبات والأجهزة الإلكترونية انتخبوا رئيسا أكثر غباء وحمقا من سابقه . لقد كتبنا قبل فترة و بالضبط حين أطلق الأمريكان بالونهم السياسي الخاص بحكم العراق عن طريق حاكم عسكري بأن هذه الخطة الغبية لا هدف لها سوى تسويق حكومة طائفية وعنصرية عميلة من المعارضة العراقية التي فبركتها المخابرات الغربية أو التي تخلت عن جماهيرها ووطنيتها فهرولت وراء أوهامها الحزبية ومصالحها الذاتية الدنيئة. قلنا إن الأمريكان يرفعون شعار الحكم العسكري الأمريكي ليمرروا حكومة عملية ،  وكررنا أن الغزاة  لم يجدوا خطة أكثر ذكاء من التلويح  بالحكم العسكري الأمريكي شبه المستحيل لكي يروجوا حكومة طائفية عنصرية تشبه الى حد بعيد سفينة نوح فيها من كل دابة زوجين اثنين . و ها هو أحمد الجلبي أو أحمد قردار كما يسميه أهالي أربيل يطل علينا يوم أمس من خلال شاشات الفضائيات ليعلن وهو لا يكاد يصدق نفسه والعبرات تتكسر في صوته الأجش المرتبك : أن الأمريكان تراجعوا عن مشروع الحكومة العسكرية وسوف يشكلون حكومة مدنية من " العراقيين " . و بالمناسبة فالجلبي باشا كما اكتشف أهل أربيل لم يكن باشا أو مليونيرا حقيقيا كما أشاع هو وأنصاره بل سختجيا ومديونا ( قردار ) حتى لبائعي البانزين في السوق السوداء الذين رفعوا عليه مؤخرا عشرات القضايا الجنائية في محاكم أربيل  ، فأية ثقة يمكن للمرء أن يضعها في " بشر" كهؤلاء   ؟
  السبب المباشر في أن الأمريكان لن يشكلوا حكما عسكريا لحكم العراق هو أن العسكر الأمريكان جبناء ، ولن يغامروا بالبقاء طويلا على أرض العراق إلا بسفك بحار من الدماء البريئة ، وهم لهذا سيلجأون الى حكومة "كرزائية " لحكم البلد مع إنهم يعرفون أن حكومة كهذه لن تدوم طويلا وقد يرسل الشعب العراقي أعضاءها الى المقابر بأسرع مما يتوقع الكومبيوتر الأمريكي  . و فضيلة الأمريكان أنهم يعترفون بجبنهم بعكس عملائهم في المعارضة العراقية المفبركة وقد شاهدنا البارحة على إحدى  الشاشات الفضائيات بعض العسكر الأمريكي وهم يسجلون بالصوت والصور أنهم قلقون وخائفون ولا يعرفون كيف سيكون مصيرهم في هذه الحرب بل إن ضابطا منهم قال " أنا مرعوب الى حد ما / قناة المنار 18/3/" !
إن  "فضيلة " أو حقيقة  الاعتراف بالجبن لدى الأمريكان لا وجود لها عند المعارضين العراقيين المصفقين للغزاة والذين يبدون شجاعة خارقة أحيانا في البرامج الحوارية التلفزيونية كما فعل أحد "المتواضعين" مساء أمس على شاشة شبكة الأخبار العربية والذي قال بأنه ليس إنسانا عاديا بل صاحب مركز  للدراسات ثم انقض هذا "البطل" على مواطنة عراقية عبرت عن رفضها للحرب وللنظام الفاشي فقاطعها وهاجمها بقسوة ومنعها من إكمال كلامها و نصحها بالذهاب الى صدام ! ولم يكتف بهذا بل حكم عليها بأن الإمام الحسين بن علي - الذي ذكرت اسمه متشفعة به - براء منها ! فمن أعطى هذا الشخص الأصفر الممسوخ حق النطق باسم الإمام الحسين عليه السلام وإعلان براءته من هذه السيدة المجروحة القلب على شعبها وبلادها ؟ أما حين اتصل به أحد رفاق دربه من سكان إمارة "آل الصباح " فقد انشرحت أساريره وتورد خداه وهو يستمع الى  شقيقه الكويتي وهو يصفه بأنه " رمز الشرف العراقي  " وها قد أصبح لدينا شريفان من الناحية الإسمية  في صفوف المعارضة العراقية المتعاونة مع الغزاة الأجانب . ولهذا " الشريف الجديد بشهادة الكويتي " نقول : إن التاريخ الذي سجل جرائم وبشاعة نظام صدام حسين ودموية عملائه وجلاديه الذين سفكوا دماء العراقيين طوال عقود سوف يسجل خلال هذه المجزرة جرائم وبشاعة ودموية عملاء العدو الأمريكي الصهيوني .. فاتقوا الله أيها الأخوة العراقيون ، واتركوا تلك القلة القابضة بنوعيها( عملاء النظام وعملاء الغزاة )  تصفق لبوش وعساكره أو لصدام ورداحيه ، وضعوا عيونكم وقلوبكم في ميزان شعبكم وعلى جراحات أهلكم المذبوحين بسيف الظلم سواء كان هذا السيف في يد الطاغية أم  في يد الغازي الأجنبي .
خلاصة القول هي أن كل ما يفعله الأمريكان الآن سياسيا وعسكريا واقتصاديا محكوم بمجموعة من القواعد التي تؤسس للغباء في أكثر أشكاله غباءً وهذه بعض الأمثلة ذات الدلالات  :
1- عوضا من محاصرة النظام الفاشي ورموزه ومؤسساته في الداخل الخارج حاصروا الشعب ومنعوا عنه الغذاء والدواء وجعلوه يهجر بلاده بالملايين .
2-  عوضا عن تفعيل القرار الأممي 688 الخاص بحقوق الإنسان العراقي  وربط تطبيقه بوجود مراقبين دوليين لحقوق الإنسان بادروا الى سحب فرق التفتيش عن السلاح مرتين مرة قبل عدوان ثعلب الصحراء ومرة أخرى بواسطة الضغوطات السياسية يوم أمس  .
3- عوضا عن دعم المعارضة التي كانت تسيطر على إقليم كردستان بعد عدوان 1991 في عملية تغيير ممكنة للنظام منع الأمريكان المعارضة من أي تحرك جاد وحولوا أغلب فصائلها الى مجاميع من القابضين والمناضلين في فنادق الدرجة الأولى وهمشوا وعتموا على الفصائل المختلفة معهم بل إنهم بادروا الى كشف بعض المحاولات السرية الانقلابية للتغيير( مجموعة عسكريي الموصل مثلا )  كما عارضوا أية إمكانية للتغير السلمي من ناحية أخرى،  بمعنى إنهم كانوا ضد كل شيء عراقي مستقل  لكي يحققوا هدفا واحدا هو الوصول الى إسقاط النظام بقواتهم الخاصة واحتلال العراق مباشرة كما يحدث اليوم وسوف تصطدم رؤوسهم بالجدار مرة أخرى فالحرب ليست نزهة  والنظام الفاشي لن يستسلم بسهولة لأنه يعرف أن رؤوس رموزه مطلوبة فعلا هذه المرة وأنه يخوض معركة حياة أو موت  .
   أختم حلقة اليوم بسؤال مركب ولكنه  واضح وموجه  خصوصا الى العراقي المعارض والمؤيد للحرب :
- هل كان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية إسقاط وتغيير النظام من دون حرب ؟ لماذا إذن أصرت على شن الحرب إن كانت قادرة على الإطاحة بالنظام بدونها ؟ وبأي وجه ستواجه أنت أيها العراقي المؤيد للحرب ضحايا وجرحى وأرامل وأيتام الغد في بلادك  إذا كنت تعرف أن هذه الحرب هي حرب أمريكية مائة بالمائة هدفها احتلال العراق والهيمنة على الشرق الأوسط بالاشتراك مع الحركة الصهيونية ؟ بأي وجه ستواجه العراقيين غدا إذا نجا النظام أو انتهى الأمر الى عقد صفقة بينه وبين إدارة بوش وسفكت دماء الناس الأبرياء عبثا ؟


وللحديث صلة ..   



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض السواد - برسم معشر الحربية و ضباع السياسة الزاحفة خلف ا ...
- قصيدة عراقية صفراء !
- حوار مع زميل صحافي كردي : في وجوب عدم التفريق بين الغزاة ووج ...
- هل للسجال أصول ؟ رد غير مباشر على حزب - حرب التحرير الأمريكي ...
- المثقفون العراقيون وفن القفز على الحرب العدوانية باتجاه - ال ...
- حول مزاعم واتهامات عبد الحسين الحسيني :لماذا لا يسبح البعض ب ...
- التكتيك الأمريكي الجديد : يصرخون -حاكم عسكري أمريكي- ليمرروا ...
- أحمد النعمان و الجمع بين الصلاة خلف علي والجلوس الى مائدة كن ...
- مسئولية النظام العراقي عن الكارثة المحدقة : الأوهام الاستبدا ...
- نداء السيد نصر الله للمصالحة الوطنية في العراق وغياب الأسئلة ...
- بائعو الخس حين ينقلبون الى السياسيين !!
- تعقيبا على مقالة الأخ عبد المنعم القطان : لا ثقة لنا بالنظام ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق ! - لذكرى مؤسس ...
- مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق
- توضيح حول ما نشره أحد المواقع العراقية على الإنترنيت : محاو ...
- رفيق شرف وتخوم الكتابة الأخرى !
- مربد الموتى ومربد الأحياء !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الع ...


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - يوميات المجزرة الديموقراطية /1