زهور العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 16:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس هناك أشد وأقسى وجعا من وجع والم الطفولة لانها تظل أبدا محفورة بالذاكرة وتأبى أن تغادرها رغم تقادم السنين.... وللأسف الشديد الطفولة عندنا في العراق وئدت منذ أن حط الاحتلال الامريكي رحاله في العراق،،، اي نعم أن الطفولة عانت الامرين قبل هذا بسنين حيث عاصرت الحروب والدمار وقاسمتنا عوز ومرارة الحصار إلا أن ذروة وئد وقتل الطفولة كان ابان الاحتلال وما بعده ،،،،فبدلا من أن تبدا صباحاتهم بيوم جديد حلو تتكحل فيها عيونهم البريئة بمناظر اطباق الزهور والرياحين والساحات الخضراء والمنتديات الرياضية والالعاب،، وتطرق مسامعهم اصوات البلابل وزقزقة العصافير واناشيد الصباح الجميلة ،،باتوا يصبحون ويمسون على صوت البنادق ودوي الانفجارات هنا وهناك وصراخ الثكالى وعويل الأمهات لفقد الاحبة بعد كل انفجار يحدث ويوم دامي يمر وما أكثر أيامنا السود هذه ،،،
والاقسى الما والاشد وقعا على النفس حينما نرى في الساحات وفي اغلب التقاطعات هذا الكم الهائل والعدد المروع من الاطفال وهم يلهثون وراء السيارات غير ابهين بحرارة شمس تموز واب طلبا للمساعدة والاستجداء !! منهم من تابى كرامته من فعل هذا فتراه يتوسل اليك ان تشتري منه ولو ( علبة كلينكس او علج او سمسمية او ...او )...من بين هؤلاء استوقفتني مرة طفلة صغيرة بمنتهى السحر والجمال وبحالة مزرية جدا تمد يدها متوسلة لنمن عليها بشيء مما رزقنا الله !! كيف لهكذا طقلة بريئة ان تسلم من ايدي العابثين ووقاحة الفاسدين وما اكثرهم في مجتمعنا اليوم .... المجتمع الذي غابت فيه تماما سيادة القانون وأصبح مرتعا للعصابات والخارجين عن القانون ...لا أدري والله !! ترى !؟ أين دور الحكومة من كل هذا ..أين الجهات الرقابية ؟ أليس الاجد بحكومتنه الموقرة دراسة هذه الحالة دراسة مستفيضة وأخذ هذه الظاهرة على محمل الجد ومراقبة هؤلاء ومتابعتهم ووضع حلول آنية لهم قبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة ...أليس عيبا على قادة ورجالات حكومة لبلد عريق مثل العراق يمتلك حضارة عمرها آلاف السنين أن يكون أطفاله (رجال المستقبل) بهذا اليتم والتدني والوضع المخيب المزري !؟ كيف يحدث هذا في ظل ديمقراطيتنا الدخيلة المزعومة !؟ ماذا تنتظر الحكومة لماذا لا تحرك ساكن !؟ هل باتت الطفولة هي الأخرى لاتعني شيئا للحكومة وليس من أولويات اهتماماتها أصلا !؟ أم تراها تعول على رسل رحمة ومحبة وإنسانية كرسول الحب والسلاااام ... راعي الأيتاااام....الذهبي هشاااام !!!؟؟.....
#زهور_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟