أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول














المزيد.....

الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 15:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



للطوطم جذور موغلة في القدم، وهو نوع من العبادة والحذر الزائف من وقوع مكروه لا وجود له في الخارج، الا في ذهنية من يؤمن بالطوطم.
وعرف الطوطم في الشعوب القديمة منذ ما يربو على اكثر من ثلاثة آلاف سنة لدى الهنود الحمر، وفي ماليزيا وغينيا وجنوب أفريقيا وبين سكان استراليا الأصليين، حتى وصل للعرب، ولما جاء الاسلام حاول أن يلغي هذه الخرافة، فلم يفلح، والصحيح أن هذه الخرافة قد ازدادت بعد اضافة امور اخرى عليها؛ زادتها بعض الفرقة الاسلامية واعتقدت بها.
ففي كتاب "الطوطم والحرام" يشير سيغموند فرويد الى أن الطوطم "بصفة عامة حيوان، من الحيوانات يؤكل لحمها، وغير مؤذ، أو بالعكس خطر ومهاب الجانب، وفي النادر الاندر نبات أو قوة طبيعية (مطر، ماء) تربط بينها وبين الجماعة برمتها صلة خاصة". ويضيف: " والطوطم هو في المقام الاول، سلف العشيرة: وهو في المقام الثاني روحها الحامي وولي نعمتها الذي يبعث اليها النبوءات، والذي يعرف اولادها ولا يفترسهم حتى وأن يكن عظيم الخطورة على اولاد العشائر الاخرى.. فأن يكن لهم طوطم واحد يكون عليهم التزام مقدس بالامتناع من قتل (أو اتلاف) طوطمهم بالامتناع عن اكل لحمه أو التمتع به باي صورة أخرى، وأي انتهاك لهذا الالتزام يستتبع آليا العقاب". ثم بعد ذلك يبين فرويد "والصفة الطوطمية مباطنة لا لحيوان مفرد بعينه ولا لموضوع مفرد بعينه (من نبات او قوة طبيعية)، بل لجميع الافراد التي تدخل في نوع الطوطم. وبين الحين والآخر تقام احتفالات يكرر فيها اعضاء الجماعة الطوطمية أو يحاكون برقصات طقسية، حركات طوطمية وخصائصه". (أنظر: فرويد، الطوطم والحرام ص10، ترجمة جورج طرابيشي، الطبعة الاولى 1983، بيروت لبنان، منشورات دار الطليعة).
والطوطم لا يرتبط بزمان او مكان، بل هو في كل الازمنة والاماكن، ويمكن للمؤمنين بعقيدة الطوطم أن يعيشوا في وئام وسلام دائمين. وهناك حكايات وقصص كثيرة حول الطوطم لسنا بصدد تسليط الضوء عليها.
والسؤال: هل أن معتقد الطوطمية قد غمره النسيان واضمحل، أم أنه لاتزال فئة من الناس تؤمن به؟.
والجواب: أن ثمة من هو الآن يؤمن بهذه الخرافة "طوطم"، وعندنا في العراق خصوصاً وفي هذه الزمن، زمن القرن الواحد والعشرين، ومنها ثمة جماعة يعتقدون أن شجرة "السدر" (وهي شجرة مثمرة معروفة وثمارها يسمى النبق)، هذه الجماعة يعتقد أن هذه الشجرة لا يجوز قطعها ابداً، ويقولون انها شجرة مباركة، وأن الذي يقطعها سوف "تشور به" أي ستصيبه بكارثة او خطورة على حياتهم وعلى ابنائهم؛ فهم لا يقطعونها، وفي ايام الجمع يطلونها بالحناء ويشعلون من حولها الشموع والبخور ويدعون الله تحت ظلالها أن يرفع عنهم البلاء، وأن يشفي مرضاهم ويطيل بأعمارهم وأن يرزقهم السلامة والعيش الرغيد.
وهنالك جماعة –ايضاً- يذهبون الى قبر يقولون أن فيه مدفونة علوية (نسبة الى الامام علي) اسمها شريفة بنت الحسن بن علي بن ابي طالب، ومرقدها يقع في مدينة الحلة جنوب العراق، فينذرون لها النذور ويزدحمون على قبرها ويعتقدون انها تلبي طلباتهم وتشفي مرضاهم وتطيل في اعمارهم، وحتى الفتاة التي لم تتزوج بعد فسوف تجلب لها العريس المرموق، ويروون في هذه عجائب وغرائب لا تنسجم والعقل السليم.
وقد يكون لنا عودة الى نفس هذا الموضوع.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأي الاخير في قضية المرأة
- المتشائم- قصة قصيرة
- متظاهر- قصة قصيرة
- معاناة دفع رباعي- قصة قصيرة
- تأملات في حضرة الارق- قصة قصيرة
- طه حسين وشيوخ المنابر
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(9)
- أم القيمر وجعبة الاسئلة
- اغتصاب جثة!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(8)
- تحقيق بجريمة لم تحدث!
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(7)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(6)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(5)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(4)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(3)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(2)
- دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(1)
- أصابع الاسئلة – نص


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول