الله والكون

محمد مصري

الحوار المتمدن-العدد: 6021 - 2018 / 10 / 12 - 23:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

1. بما اننا كشفنا الله بقانون السببية اي لكل مخلوق لابد له من خالق وكل متحرك لابد له من محرك وكل سبب لابد له من مسبب اذن الذي انتج الارض هي العناصر الكيميائية والذي انتج العناصر الكيميائية هو الانفجار النجوم العملاقة والذي انتج النجوم هو الانفجار الكبير والذي انتج الانفجار الكبير هو الله والذي انتج الله هو??????????????
لماذا وقفنا عند الله في السؤال لماذا كسرنا القاعدة التي بنينا عليها للوصول الى لله?? هذا خطأ .ان اردنا ان نأخذه قاعدة ما، يجب علينا الاستمرار بها وليس كسرها وقتما نشاء لابد لنا ان نكمل من خلق الله ?
يقولون هذا لا يصح اذ كيف يكون خالق ومخلوق في نفس الوقت هذا تناقض.
اقول لك كيف للمرأة ان تخلق طفل وهي مخلوق ? ستقفز مباشرة وتقول لي ان المرأة لم تخلق الطفل بل هي نتاج تفاعلات فيزيولوجية حصلت داخل الرحم من مواد موجودة اصلا فيها
اقول لك ذلك هو نفس المبدأ وما ادراك ان الله ليس مثل المرأة يوجد فيه مواد استطاع من خلالها ان ينتج والذي اعطاه هذه المواد الله الذي هو اعظم منه.
ان صفات الله الاديان هي التي اخترعتها لا يوجد عليها ادلة لمعرفتها فلا تستطيع ان تفرض علي فهمك لصفة الله فالله كلمة مطلقة تعبر عنها بأنها سبب نشأة الكون وقد يكون لهذا السبب ايضا مسبب .
قد تقول هكذا يتحتم علينا ان نستمر في السلسة حتى نصل الى لانهاية من الخالقين والمخلوقين ولن تنتهي وهذا غير منطقي.
اقول لك اذا كلا النتيجتين غير منطقيتين .الاول كسر السببية التي بالأصل اعتمدت عليها للبرهان على وجود الله.
الامر الثاني الاستمرار بالسببية التي اوصلتنا الى اللانهاية .
ستقول اذا كيف سنفسر وجود الكون .?
اقول لك ان فرضية الله هي فرضية لم تصمد امام التعليل الدقيق ففي النهاية هي فرضية. وهي فرضية ميتافيزيقية.
هناك فرضيات علمية منها مثلا تعدد الاكوان اي شبه العلماء الاكوان بفقاعات يمكن ان تصطدم فقاعتين اي كونين مع بعض مشكلا الانفجار العظيم الذي يكون كون جديد او ينشطر كون من نفسه فيكون كونين جديدين.
قد تقول لي لنسلم جدلا في زعمك الان من اين جاءت تلك الاكوان???
سأقول لك انتظر العلم حتى يجيبك فالثورة العلمية عمرها 100 عام فقط واكتشفنا ما اكتشفناه ووصالنا الى ما وصلنا اليه من معارف كانت اسرار بالنسبة لنا سابقا.
اعطيك مثال: في العصر القديم لم يكن يعلموا كيف كان يأتي المرض على الشخص واسبابه فكانوا يعتقدون ان ارواح شريرة قد اصابت هذا الشخص. اذن كانت الاسباب مجهولة بالنسبة لهم فعزوها الى الميتافيزيقيا اي الارواح ولكن بعد اكتشاف العلم الجراثيم والمكروبات والفيروسات لم يعد وجود لذكر الارواح في امراض البشر.
وكذلك سبب الانفجار الكبير هو احد الالغاز والاسرار التي لم تكتشف بعد . لابد في يوم من الايام ان تتكشف لنا الحقائق.
ان عمر البشرية التي على هيئة البشر هي300 الف سنة من مجمل هذا الوقت كله في اخر 100 سنة . اي لو مثلنا عمر الانسان في يوم واحد فتكون آخر 100 سنة اي الثورة العلمية متمثلة في آخر 28 ثاني فقط من كامل اليوم اي في آخر 28 ثانية فقط استطاع الانسان اكتشاف كل هذه الاكتشافات والتطورات العظيمة . وهذا انجاز عظيم . لابد له في السنين القادمة ان يصل لأمور اعظم مما نحن عليه بكثير.
فلا نكون كأجدادنا نعزي كل امور نجهلها الى ماورائيات الطبيعة.

#محمد_مصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات