جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6021 - 2018 / 10 / 12 - 15:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رذائل الرد
اذا كان الرد جوابا شفويا او تحريريا فهو الشجاعة و الاخلاق بالمقارنة مع السكوت و اذا كان يشير الى رد التحية فهو من حسن الاداب و السلوك (رد السلام) و هناك جوانب ايجابية كثيرة للرد بصورة عامة و في جميع اللغات و لكني اتطرق هنا فقط الى رذائل الرد و الجوانب السلبية منه.
الرد هو على الاغلب عدم قبول رأي المختلف او بالاحرى و بلغة العنف هو الثأر و الانتقام و السن بالسن و العين بالعين و هذا من صلب العقلية الشرقية الدينية (ليس لامر الله مردود) و الثقافية (ردّ السائل) لان الرد لا يقتصر على حرب الكلام فحسب فهناك حروب الردة و معاقبة المرتد عن الاسلام - طبعا لا غبار على الرد اذا كان منطقيا عقلانيا سلميا و لكن الرد الشرقي يتحكم فيه العاطفة و العصبية على الاكثر فمثلا و حتى اذا كتبت مقالا بريئا لا يعجب الاخر يسرع في الرد دون التأكد من صحته او الاستفادة منه و هذا يأتي من قلة الثقة بالنفس و الاعتقاد الخاطيء بان كل رأي مختلف ينقص من قيمته.
الرد هو الرجوع و الطرد (يردوكم على اعقابكم) او الانحطاط و الاحتقار (ثم رددناه اسفل سافلين) و احيانا يعتبر ثقيلا كما هو في اعادة غناء مقاطع اغنية ما لحد الملل و قد يهدف التغيير المتطرف و التدخل في شؤونك اذا كنت ترفض ما يعرض عليك:
فرد شعورهن السود بيضا
و رد وجوههن البيض سودا
يصل الرد في القرآن (سورة النحل: و منكم من يرد الى ارذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا) الى اقصى درجات الانحطاط في عمر الانسان او شيخوخته كعقوبة الله لبعض الناس فبدلا من الموت يتحول الانسان الى جسم منحط و عقل خرف او ما نسميه اليوم بمرض التزهايمر بعد تدهور خلايا الدماغ في عمر متقدم و هذا يعنى و وفق القرآن ان الخرف ليس مرضا بل عقوبة الله للانسان على الارض و لكنه و من ناحية اخرى يبشر زكريا بولد في سورة مريم رغم انه في اقصى شيخوخته (لقد بلغت من الكبر عتيا) و السبب هو الميراث فقط (يرثني و يرث من ال يعقوب).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟