أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نعمان الحاج حسين - العرب والمجاز و...إسرائيل














المزيد.....

العرب والمجاز و...إسرائيل


نعمان الحاج حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 12:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


العرب والمجاز و...إسرائيل
"..لا يوجد جزء في التاريخ إلا ويحمل مغزى
كامل السياق التاريخي" - أسوالد اشبنجلر-
1

..على الصفحة الأخيرة من جريدة الحياة، زاوية ثابتة عنوانها (حول المدينة) ورمزها رسم لأبنية تشبه ناطحات السحاب وبالقرب منها رسم طائرة مدنية مجنحة..ما تزال الزاوية موجودة وما تزال الأبنية الشبيهة بناطحات السحاب ، لكن الطائرة المجنحة ..اختفت ! وكان ذلك بتأثير (هل تصدقون؟)هجمات الحدي عشر من أيلول عام/2001/..بعد انهيار برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك نتيجة تعرضهما لهجوم بالطائرات المدنية .كانت ردة الفعل الأولى من قبل الجريدة إزالة رسم الطائرة ولكن بعد بضعة أيام أعادته إلى مكانه ثم أزالته نهائيا..هذه الواقعة المدهشة في طرافتها غنية بدلالتها أيضا فقد قدمت الجريدة قراءة للمجاز غير مجازية بالمرة! وتعاملت مع الرمز كما لو كان امتدادا مباشرا للواقع (أو كما لوكان الواقع امتدادا مباشرا له نظرا إلى أن الاتهام بالمسؤولية عن هجمات أيلول وجه لمسلمين عربا ..وهذا مجاز آخر ).
كان عالم الهنود الحمر عالما غنيا بالإشارات والعلامات والسوانح –كما يذكر (تودوروف )-لكنهم عجزوا عن قراءة العلامات والمجاز الذي استخدمه الغزاة الاسبان.
بعد عامين من انهيار برجي نيويورك ،تم إسقاط تمثال الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد كرمز لسقوط النظام في 9/4/2003/وكان من الطبيعي أن يطالب بعض العراقيين بالعودة للعلم العراقي قبل إضافة ( الله أكبر) التي ادخلها الرئيس العراقي على العلم بعد إخراجه من الكويت عام /1991/ ولكن..سرعان ماتبين أن الخوض في موضوع كهذا هو من المحرمات.وتبين انه إذا كان من الممكن إسقاط صدام حسين نفسه إلا انه من المستحيل إسقاط كلام مقدس حتى وان كان وجوده على العلم نتيجة تلاعب النظام العراقي السابق ..بالمجاز! في الوقت نفسه تحافظ اللغة السياسية العربية على خطابيتها التي تجاوزتها الأحداث والتي لم يعد المواطن العربي قادرا على هضمها لكن هذا المواطن نفسه –وهنا المأساة- غير قادر على فهم الخطاب الواقعي للمسئولين الفلسطينيين ، وهكذا يجد اطمئنانه وراحته في خطاب (حماس)و(حزب الله) . وهنا يلفت الانتباه اسم تنظيم ( القاعدة ) الذي لا يوحي بأي إثارة للشعوب فكلمة قاعدة لا تصدي بأي محتوى لدى المتلقي العربي، وقد يظن المتأمل المتسرع إن هذه حالة بريئة من المجاز إذا ؟ ولكن، لا ، فاسم (القاعدة) يحتوي على مجاز مقلوب –إن صح التعبير – موجه للجمهور الأمريكي والأوروبي، فكلمة( قاعدة ) هي الترجمة العربية لـ(fundament) والتي تعني الكثير للمتلقي الأمريكي والأوروبي لأنها المصدر والاسم لـ(fundamental):(أصوليين)!
ويطرح (تودوروف) السؤال في دراسته (غزو أمريكا)عن المواجهة بين الفاتحين الذين اكتشفوا أمريكا وبين السكان الأصليين:"هل..يمكن..أن يكون..الاسبان..قد انتصروا..على الهنود..بواسطة..العلامات؟"
2

يندرج التضليل الإعلامي والمجاز الغربيين تحت مصطلح (الأسطورة ) عند( رولان بارت) الذي يضع الأسطورة في جانب(اليمين ) إحصائيا، ولكن. أليس لدى (اليسار) أساطير ؟..نعم –يجيب بارت بسرعة- غير أنها قليلة وأساطير اليسار فقيرة ومكشوفة وتشير إلى نفسها بعكس أساطير اليمين..
قال (ناتنياهو) ذات مرة ( إذا نجحنا في عقد هذه الاتفاقات الجزئية مع الفلسطينيين ، فسوف ننجح في صنع السلام ..الذي هو أكبر من مجموع الأجزاء..) بينما كان جيشه ينقض على المتظاهرين الفلسطينيين. أما (بن لادن) فيتحدث في إحدى رسائله عن( انقسام العالم إلى فسطاطين..؟؟) ما معنى فسطاطين؟ وما هو المفرد منها؟ فسطاط أم فسط؟ وكيف تجمع ؟ وحتى إذا عرفنا، ما قيمة ذلك؟ ويتحدث عن : ( الشعب الأمريكي المنحط..) وفي رسالة له موجهة إلى العراقيين قبيل الغزو الأمريكي للعراق يقول: (أوصيكم بالخنادق..) أي أن على العراقيين الاحتماء بالخنادق لمواجهة الهجوم الأمريكي البريطاني ..الخ ، إنها أسطورة أكثر فقرا من أساطير اليسار بكثير مع ذلك فهي جزء من ( مجاز) أكبر منها. لكنه خطاب غير قادر على بلوغ أية أبراج ولا يستطيع تدميرها فتدمير البرجين هو مجاز لـ(واقع) ما، وتوقيت الهجوم في العام واحد لألفية جديدة ، كلها غير متضمنة مجازيا في خطاب القاعدة..ويتساءل المرء إن كان لدى (عبد الباري عطوان ) أية أجوبة-أو أسئلة- عن هذه الأمور في كتابه: ( التاريخ..؟ السري..؟ للقاعدة..؟) وتحية للمحلل المصري الظريف عبد الرحيم علي الذي يحلل بنية التنظيم ؟ وخططه..؟ وعناقيده...



#نعمان_الحاج_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذات والآخر
- فاضل العزاوي في رواية ( الأسلاف):مخلوقات نيتشه وماركيز.. أو ...
- قضية القمني وأوهام المثقفين/تعقيب على الأديب عباس بيضون
- ثقافة المثقفين العرب


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نعمان الحاج حسين - العرب والمجاز و...إسرائيل