غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 16:45
المحور:
سيرة ذاتية
رسالة إلى زوجة آخر أصدقائي...
يا صديقتي الغالية...
من يومين غادرنا فــادي... بعد صراع مرير هالك.. مع المرض والموت.. وكانت نهاية الرحيل.. لأنه لكل بداية نهاية... لهذا أكره نهاية الروايات والنوادر والقصص.. ولهذا أكره الموت الذي يخطف دوما أصدقائي... وهكذا أعرف أنه يقترب.. وأن دوري آت بلا محالة... وأتذكر.. وأتذكر.. عشرات منهم.. مشيت معهم أياما وليال عبر دروب صعبة مسدودة.. أحيانا تغلفنا لحظات فرح ونضال مشترك وأغان حلوة.. وطبيعة مفتوحة وشمس وحريات.. وأحيانا أخرى.. عتمة... ولا شيء سوى العتمة والعذاب.. ومقاومة العذاب.. وبعدها موت خائن غدار.. لا يرحم... وأتابع الطريق.. بلا نسيان.. وبلا ذكريات.. سوى صورهم كلهم واحد تلو الآخر.. بحكاياهم.. بحكايانا المشتركة.. بآمالنا الغير معقولة وأحلام شبابنا الطافحة.. والتي لا يمكن أن يتحقق أي شـيء منها.. لأن شريعة اليوم لا تسمح بالأحلام ولا بأية حقيقة.. ولا تترك سوى الموت.. على ما ظننا طويلا أنها طريق الأماني والأحلام.. كثيرون اختفوا على هذه الطريق.. وتفرقنا.. وتفرقنا.. على مفارق مختلفة صعبة من هذه الطريق.. بحثا عن بصبوص نور ونفحة أوكسيجين.. نتابع بها بلا أية بوصلة.. على هذه الطريق المسدودة.. حيث لا شيء بانتظارنا ــ كالعادة ــ سوى الموت الذي يبقى المنتصر الوحيد!!!.........
وفادي؟؟؟... وفادي كان آخر من شاركتهم على هذه الدرب.. وفادي الذي فارقنا قبل أن ينهي روايته... واختفى وغادرنا.. وتركني بلا نهاية قصته... ولكنني سوف أكتبها.. بحكمته.. بابتسامته... بأحلامه وآماله بعالم أفضل.. رغم قناعي بأنه اليوم لا يوجد أي عالم أفضل... وأننا استهلكنا رصيدنا من الشمس والحقيقة... وكل ربيع الحب والحياة.. والصداقة.......
بـــــالانــــتــــظــــار...........
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟