ماهو التصحيح الجنسي ولم يُستخدم في حالات إضطراب الهوية الجنسية/ عدم الإنسجام الجندري

ليث محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 13:39
المحور: الطب , والعلوم
    

هل يمكن ان تولد بجسد إمرأة وعقل رجل ام العكس؟ وهل هذه حالة حقيقة موجودة في الواقع؟

الإجابة، نعم.

كيف يحدث عدم الإنسجام الجندري؟

تُستمد فكرة عدم التطابق بين الجنس البيولوجي (الذي يعرف عند ولادة الجنين عبر النظر الي أعضائه التناسلية) والجنس الضمنيّ (طريقة تفكير وشعور الفرد حول جنسه لايمكن تغييرها) من مجموعتين من النتائج.
أظهرت دراسات كانت قد أجريت على الحيوانات أن الأعضاء التناسلية والدماغ يكتسبان سمات ذكورية أو أنثوية في مراحل مختلفة من النمو في الرحم مما قد يتسبب في ضهور نتائج غير متطابقة بين الدماغ والأعضاء التناسلية في حال حدوث أية اضطرابات هرمونية لحاملة الجنين.

(A.-M. Bao, D.F. Swaab, “Sexual differentiation of the human brain: Relation to gender identity, sexual orientation and neuropsychiatric disorders,” Front Neuroendocrin, 32:214-26, 2011)

كيف يوثر ذلك واقياً على الطفل إن حدث؟

يحمل الفرد المصاب بعدم الإنسجام الجندري جميع الصفات الجسمانية لجنسه البيولوجي ولكنة أيضاً يحمل صفات الجنس الأخر وطِباعه!
يصف مصححي الجندر طفولتهم غالباً بالصعبة أو غير المعتادة والسبب والرئيسي لذلك هو إختلافهم عن الأقران في إختيار الألعاب، الأنشطة الاجتماعية، الملابس وطرق التعبير عن الذات بحيث تنجذب الفتيات البيولوجيات (ولدن بأعضاء تناسلية انثوية) الى العاب وملابس الذكور وينجذب الفتى الى العاب وطباع الاناث بشكل تلقائي غير مُتعمد.


ما رأي العلم؟

قامت منظمة الصحة العالمية بحذف الإنزعاج الجنسي/ Gender Dysphoria من قائمة الإضطرابات العقلية والسلوكية وإلغاء صفة المرض العقلي عنه في يونيو من عام 2018، كما قامت بتغيير مصطلح الإنزعاج الجنسي الي عدم إنسجام الجندر/ Gender Incongruence.

ووصفت منظمة الصحة العالمية عدم إنسجام الجندر "بالشعور الدائم الصعب الخلاص منه بعدم الإنسجام بين جنس الجسد والجنس الضمنيّ للفرد وصعوبة التعايش بوجود هذا الإختلاف".

ما الحل؟

وفقاً لخدمة الصحة الوطنية البريطانية NHS، التصحيح الجندري هو الطريق الأمثل الذي يطمح لتقليل عدم الإنسجام الجنسي عند الفرد ومنحة القدرة على العيش وفق الجنس الضمنيّ الداخلي (الصحيح) الذي يشعر به وينسجم معه.

التصحيح الجندري/ الجنسي هو إجراء آمن نسبياً حيث يتم فيه تصحيح جنس الفرد من الجنس البيولوجي الغير متطابق مع جنسه الضمنيّ (لايُمكن تغييره) الى الجنس المطابق للهوية الجندرية للفرد ويتم ذلك عبر عدة مراحل أولها العلاج الهرموني ثم عمليات جراحية تصحيحية.

• مثال للعلاج الهرموني لمصحح من انثي الى ذكر (رجل):

يتم إعطاء الذكور المصححين هرمون التستوستيرون المتواجد بعدة أشكال منها الحقن طويلة المفعول كمثال حقنة كل ثلاثة أشهر، الحقن قصيرة المفعول كمثال حقنة كل أسبوع او البديل اليومي للحقن وهو الكريم اليومي ويستخدم على الذراع او في مناطق أخرى من الجسم.

التغيرات عند بدئ العلاج الهرموني هي تغيرات مماثلة تماماً لفترة البلوغ عند الذكر الذي ولد كذكر بايلوجياً، تحدث فيها تغيرات دائمة لاتراجع فيها مثل
1- إنخفاض طبقة الصوت
2- نمو شعر اللحية
3- تغير خط الشعر (الصلع الخاص بالرجال)
4- نمو عضو البظر من 3سم ال 8سم في حين عدم الإنتصاب.

وتغيرات يمكن العودة فيها في حال التوقع عن أخذ الهرمون منها
1- زيادة الكتلة العضلية
2- زيادة سمك الجلد
3- زيادة كريات الدم الحمراء (كما هو الحال عند الذكر البيولوجي)
4- انخفاض العمر الإفتراضي وزيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب والكبد (كما هو الحال عند الذكر البيولوجي)
5- انقطاع الطمث (يمكن عودة الطمث عند انقطاع الهرمون في حال لم يتم استئصال الرحم)
6- حب الشباب والبشرة الدهنية
7- زيادة الشهية
8- تحسن المزاج
9- زيادة حدة الذقن
10- اختلاف توزيع الدهون في الجسم (بدلاً من تخزين الجسم للدهون في الارداف وتحت الخاصرتين تخزن في اعلى المعدة).

يختار معظم الرجال المصححين البقاء على العلاج الهرموني الى فترة سن اليأس كما يفعل نظرائهم ممن لا يمكن لخصيتيهم إفراز الهرمون بالشكل الطبيعي أو مستأصلي الخصيتين من مرضى السرطان وغيرة.


• المرحلة التالية من (تصحيح الجزء العلوي من الجسد)

1- (انثى الي ذكر): يتم استئصال الفصوص الغدية وجزء من الدهون لمنح الصدر المنظر الرجولي.

2- (ذكر الى انثى): يتم عبر العلاج الهرموني تكوين فصوص غُديّة وتوزيع الدهون بالشكل الانثوي على الصدر ولكن في حال عدم الرضى عن الحجم تلجئ المصححة الى عملية جراحية لزيادة حجم الصدر بالشكل التقليدي المتعدد والمتاح لجميع النساء.


• المرحلة الأخيرة من التصحيح الجندري

1- (انثى الى ذكر): يوجد نوعان أساسيان من الجراحات كل منهم يتيح للمصحح إنتقاء تفاصيل مختلفة لكن سنعرض أساسيات الجراحتين.

اولاً المتيديوبلاستي/ Metoidioplasty حيث يتم إستخدام البظر المتضخم بفعل الهرمون كقضيب قادر علي الإنتصاب بشكل طبيعي ويتم عمل مجرى للبول ووصله بالمجرى القديم بالتالي يستطيع المصحح التبول واقفاً.
يتم ايضاً عمل كيس صفن وللمريض الإختيار في تركه فارغاً أو إستعمال خصيتين من السيليكون لمليء الكيس كما هو الاجراد في حالات إستئصال الخصيتين عند الرجل البيولوجي.
تجرى العملية على مرحلتين او ثلاثة مراحل.

ثانياً الفالوبلاستي/ Phalloplasty

يتم أخذ جزء من جلد الذراع او البطن او الفخذين او جلد الضهر (حسب الجراح ومكان إجراء الجراحة) يُشكل عضو بشكل قضيب ثم يوضع العضو ويصنع كيس صفن مع إطالة لمجرى التبول وفي اخر المراحل يوضع جهاز الإنتصاب الذي يستخدم أيضا عند حالات ضعف الانتصاب في الذكر البيولوجي.
تجرى العملية على مراحل متعددة.

(ذكر الي انثي) Penile Inversion Vaginoplasty:

تطورت عمليات التصحيح من ذكر الى انثى بشكل أفضل من نضيرها من المصححين من انثى الي ذكر، يتم إجراء عملية واحدة فقط عند الانثى مكتملة النمو الجنسي واثنين عند المصححات ممن لم يكتمل نمو العضو الجنسي بسبب بدئ الهرمون الانثوي في سن تحت البلوغ او الطفولة مما منع زيادة حجم القضيب.

في هذه العملية يتم إستئصال الخصيتين، غدة البروستاتا وإعادة تشكيل العضو التناسلي مع عمل مهبل.


بهذا ينتهي التصحيح الجندري ويستطيع الفرد بعد ذلك العيش في الجسد الصحيح والمطابق لصفاته، تفكيره، عقلة وقدراته.

#ليث_محمد_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين