أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - هكذا تكلم شكيب فى امسيات مدينة لفيف !














المزيد.....

هكذا تكلم شكيب فى امسيات مدينة لفيف !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 09:50
المحور: سيرة ذاتية
    


فى الفندق الذى كنت اقيم به رايت شكيب فى المساء.كان يحمل التلفون و يتحدث بلغة لا افهمها و لا استطيع تقدير لغة اى بلد او اى شعب .كان يتحرك على طول الطريق حيث يصل الى مكان فيه بضعة صناديق حيث تجلس امراة بارعة الجمال تبيع التفاح و الاجاص من الصباح الى المساء و تساعدها احيانا ابنتها الصغيرة .
كان شكيب ياتى كل مساء مع زوجته التى تعمل فى مكتب استقبال نزلاء الفندق .سالت اى اللغات يعرف فقال لى البنغلالية و هى لغته القومية فى بنغلادش اضف للروسية التى تعلمها فى بيلارويسا و العربية التى تعلمها عدما عاش مع اهله فى السعودية .

لكن شكيب وحيدا يعيش فى بلد ليس له فيها صديق واحد سوى زوجته القادمة من عائلة فلاحين اوكران يتحدثون الروسية.و هو ياتى معها كل مساء عندما تداوم فى الليل و يبقى معها حتى الصباح .
و كل علاقاته الاجتماعية مع المارة ممن معهم كلابا حيث يبدا شكيب بملاطفة الكلب بنوع من المعرفة و الدراية بشوؤن الكلاب .

و كنت عادة اتى فى منتصف الليل او ما يقرب من ذلك فاجده اما جالسا يدخن امام الفندق لوحده و احيانا مع زوجته او يتحدث بالهاتف .
سالته قائلا الاحظ ان لديك معرفة بالكلاب .فاجاب طبعا عندنا فى بنغداش كلبا لاجل على بابا .و لما كانت عربيته ضعيفه ظننت للوهلة الاولى ان اسم الكلب على بابا .لكن مع التكرار فهمت منه ان كملة على بابا تعنى الحرامى .و اقتناء الكلب هو لاجل العواء على الحرامى ان جاء ليلا .

قلت له اعتقد انك مسلم اليس كذلك .ابتسم و قال نعم و لكن عندى على بابا مع المشروبات الكحولية و هنا ايضا فهمت انه يستعمل كلمة على بابا بقصد القول انه يقوم بعمل مخالف لما يؤمن به .

كان شكيب ياتى كل مساء مرتديا ذات الملابس .بنطلولا من الجينز و جاكيتا اسودا لا اعرف متى تم غسلهما اخر مرة .

سالته عن احواله فقال القلب مريض ! يعنى انه ليس سعيدا فى حياته لانه لا يجد عملا فى اوكرانيا .
سالته مرة عن رايه فى حكومة السيدة حسنية عبد الرحمن رئيسة وزراء بنغدادش فقال لى انها حكومة على بابا اى انها حكومة لصوص ,

و لكن شفيق لا يتوقف عن الحلم .قال انه حين يحصل على الاقامة قد يذهب ليعمل فى بولندة .و هو يطمح كثيرا ان يذهب ليعيش فى فرنسا .سالته لماذا قال لانى سمعت ان الحياة جيدة عناك .
و ذات مرة جئت باكرا الى الفندق و مررت ببائعة التفاح الجميلة و افهمتها بالاشارة انى اريد شراء تفاح . و بعد لحظات جاء شكيب. سالته ان يعلمنى كلمة انت امراة جميلة لكى اقولها لها . قلت الكلمات بصعوبة فاحمر وجهها و لم تقل شيئا بل نكست راسها فى الارض .

كنت قبل ذلك اخبرت شكيب انى ساغادر الفندق فى الصباح لكى اسافر عائدا الى بلدى .ودعته وودعت زوجته فى الليل لانى اعرف انهما لن يكونان فى الفندق عندما اغادر صباح اليوم التالى .

مررت بجانب بائعة التفاح . كان هناك رذاذ خفيف و قد وضعت حولها ما يشبه الشمسبة لكى تحمى نفها من المطر . و قد كانت ترتدى ملابس انيقة . اشرت اليها بيدى ان طائرتى ستكون فى المساء .فهمت ما اقصد .نظرت الى نظرة لا اعرف كيف افسرها .ثم مضيت فى طريقى افكر فى البشر و فى الحياة .
كنت اجلس فى الطائرة المتوجه من لفيف الى وارسو انا افكر بهذا الشارع بجانب الاوتيل الذى يوجد فيه مقهى يقدم فيه عزفا موسيقيا حيا و لذى كنت من رواده .و على طرف الشارع بائعة التفاح الجميلة التى اوحت لى ان اكتب قصيدة كتبتها لاحقا فى الفندق الذى اقمت فيه فى ارسو .و لا بد ان شكيب يذرع الشارع فى الليل و هو يتحدث مع اصدقاءه فى بنغلادش يتحدث فيه عن احلامه ان يذهب الى فرنسا او مكان يستطيع فيه ان يعمل و يعيش حياة افضل



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن مرعب و الاتى اعظم !
- بداية الخراب فى مواسم الهجرة العربية !
- قمر بين ظلال الغابة!
- عن زمن جمال عبد الناصر
- سقوط الوهم !
- لا بد من فك الارتباط بين الاسلام الاوروبى و اسلام الشرق الاو ...
- عزف على العود!
- لاجل التعامل بنضج فى قضايا السياسات المصيرية!
- حول الايديولوجيا !
- مطر !
- مطر يهطل فوق المدينة!
- العالم الذى تغير!
- عن طريق الحرير
- عالم متغير!
- بعض من العالم القديم يرحل !
- هل يوجد علاقة بين اللغة و نمط التفكير؟
- عن السفر و الحياة و قوة انتماؤنا الانسانى
- افكار خلاقة !
- لن يات القطار !
- لا بد من نزع الادلجة عن مفهوم حقوق الانسان !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - هكذا تكلم شكيب فى امسيات مدينة لفيف !